عادي

«أطفال الشارقة».. بوابة لإعداد جيل مثقف ومبدع ومتفتح

00:48 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

الشارقة: زكية كردي
قبل أكثر من ربع قرن، أنشئت «أطفال الشارقة» بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ليصل عدد مراكزها اليوم إلى 14، وبمتابعة حثيثة من حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، استمرت المراكز في صقل شخصية الطفل، واكتشاف وتنمية واستثمار طاقاته في بيئة محفزة على الإبداع والابتكار؛ لبناء أجيال واعية ومؤثرة، في الفئة العمرية بين 6 و12 عاماً. وبلغ عدد المنتسبين لمراكزها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة إلى 4071 طفلاً وطفلة، كما بلغ عدد الخريجين خلال نفس السنوات 549 منتسباً ومنتسبة.
ونجحت المراكز في تحقيق أهدافها، وسجلت العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والعربي، وأيضاً العالمي، وخرّجت منذ بدايتها الكثير من القادة والمبتكرين، الذين يسهمون في بناء الوطن، والذين نحتفي بهم في «يوم الطفل الإماراتي» الذي يصادف الخامس عشر من مارس/ آذار من كل عام. نتعرف إلى تجارب عدد من المنتسبين لـ«أطفال الشارقة»، وكذلك من استفادوا سابقاً من برامجها، في السطور التالية.
عن تجربة انتسابه لـ«أطفال الشارقة»، يوضح محمد عبدالله النقبي، عضو مركز الطفل بخورفكان، أنه بفضل الدعم والاهتمام والتوجيه الذي حظي به في المركز؛ تمكن من المشاركة في الكثير من الأنشطة، والحصول على العديد من الجوائز المهمة؛ وأبرزها جائزة القائد المؤسس، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، والمركز الأول في مسابقة «تحدي أمير الشعراء»، وحول انعكاس هذه التجربة على شخصيته، يقول: زادت ثقتي في نفسي مع تطور مهاراتي، وطلبت مؤسسات وبرامج تلفزيونية أن أشارك في البرامج، كما تطورت مهاراتي القيادية وقدرتي على تحمل المسؤولية. ويضيف: أسعى لأن أكون مهندساً معمارياً في المستقبل.
تطوير الهوايات
أما الطفلة عائشة علي القيوضي، عضو مركز الطفل بكلباء، فاستطاعت أن تطور هواياتها ومهاراتها الفنية والأدبية في كتابة القصص، والرسم والتشكيل بالفخار، والتمثيل، والتايكواندو، والغزل بالخيوط؛ وذلك بدعم من «أطفال الشارقة» التي ساعدتها على التميز من خلال مشاركاتها في أنشطة تثبت جدارتها وتألقها وتؤهلها لتحقيق العديد من الجوائز وأبرزها: الحصول على المركز الأول في فئة الرسم بجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لإبداعات الطفولة، والحصول على المركز الأول في «بينالي أطفال الشارقة»، وغيرها العديد من الجوائز والمشاركات المميزة، إضافة إلى كونها عضوة في «شورى أطفال الشارقة» في دورتيها الخامسة والسادسة.
مشروع تكنولوجي
يتطلع عبدالله خليل سحاكوه، من مركز الطفل بدبا الحصن، لأن يكون شخصاً فاعلاً في مجتمعه، ويعمل على تأهيل نفسه وتطوير مهاراته والمواهب التي يتمتع بها على كافة الصعد، فهو عضو في العديد من الفرق المدرسية الرياضية والفنية والتطوعية، وشارك في عدد كبير من المسابقات المحلية والخارجية، واستطاع إثبات جدارته وتفوقه في معظمها، وأبرزها: الفوز بجائزة أفضل مشروع فردي تكنولوجي للمرحلة المتوسطة في مسابقة العالم الشباب 2020، ويقول: هدفي أن أصبح ضمن جيل يكمل مسيرة الآباء المؤسسين، جيل قادر على إكمال مسيرة الاتحاد، جيل واثق من قدراته، يستمد قوته من تاريخه وإنجازات أجداده، قادر علمياً وأخلاقياً وجسدياً على المحافظة على مكتسبات الدولة والارتقاء بها لأعلى المراكز.
وتؤكد الإعلامية الصغيرة مارية خالد البلوشي، عضوة مركز الطفل بالحيرة، أن تعزيز الثقة بالنفس والشغف بالتعلم، من أبرز الأشياء التي تعلمتها خلال تجربتها في «أطفال الشارقة»، إلى جانب أشياء كثيرة في شتى مجالات الحياة، كما ساعدتها على الابتكار وجعلتها تؤمن أنه لا مستحيل في هذه الحياة، خاصة بعد أن حصدت العديد من الجوائز المهمة، أبرزها: جائزة القائد المؤسس، وجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي الدورة 25، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي، ولقب نجم التطوع، والمركز الثالث عالمياً في «عبقري الرياضيات»، وتقول: استفدت كثيراً من برامج «أطفال الشارقة» واكتسبت الكثير من الخبرات والمهارات منها اللباقة بالحديث وأسلوب التواصل، وأشكر قيادتنا الرشيدة لدعمها اللامحدود لنا.
مسرح وشعر
يعود فضل انتسابها إلى «أطفال الشارقة» إلى والدتها التي رأت فيها الحلم الذي لم تحققه في نفسها، فلم تكن ترغب والدة أصيلة سالم المراشدة، أن تقضي ابنتها أوقات فراغها باللعب في الحي؛ فدفعتها للاستفادة والتعلم في جميع الأقسام، وقالت: كانت المكتبة القسم المفضل لدي، وشاركت في «شورى أطفال الشارقة»، وكانت تجربة ملهمة جداً؛ جعلتني أتحول من فتاة صغيرة تلقن الكلام إلى شخصية قادرة على الحوار، وكانت لدي مشاركات كثيرة في مجال المسرح والشعر والثقافة والتي أسهمت في بلورة شخصتي الإعلامية، وأتاحت الفرصة لأكون مقدمة برامج في تلفزيون الشارقة وأنا في الـ14 من العمر، ومن دون شك منحتني هذه التجربة وضوحاً بالرؤيا لأعرف وجهتي في الحياة، فدرست الإعلام لأنه يخدم أهدافي للمستقبل، ويساعدني في تطوير خبراتي الحوارية والمعرفية.
طاقة كبيرة
في حديثها عن تجربتها في «أطفال الشارقة»، أعربت أسماء الجناحي، مهندسة في مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء، عن فخرها وسعادتها كونها كانت في «أطفال الشارقة»، وقالت: إن انتسابها إلى أحد المراكز كان نقطة تحول في حياتها؛ حيث منحها طاقة كبيرة نحو تحقيق آمالها وتطلعاتها في المستقبل، وأنها تعتز كونها كانت إحدى المنتسبات، وأكدت أهمية «أطفال الشارقة» في بناء جيل مثقف ومتفتح، وحثت الأطفال على الانضمام إليها؛ كونها تمثل السبيل الأمثل للوصول إلى الأحلام والطموحات الكبيرة. وقالت: إن وجود مثل هذه المؤسسات الراعية لمواهب الأطفال مهم جداً؛ لأنها معنية بصقل شخصية الطفل منذ نعومة أظفاره، خاصة في زمن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تؤثر سلباً في نشأة الطفل وتشتت اهتماماته وتوجهاته، فهذه المراكز تمنح الفرصة للطفل في ممارسة هواياته المختلفة في بيئة مريحة وصحية وآمنة وتجعله يختلط بأقرانه، والانتساب إلى هذه المراكز؛ يزرع الثقة في الصغار ويمكنهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم من دون أي خوف أو تردد، ويجعلهم أيضاً يستكشفون مواهبهم وميولهم وإبداعاتهم في سن مبكرة، الأمر الذي يمكنهم من تطويرها وتنميتها وفق معايير صحيحة وبأساليب مبتكرة.
فرص متنوعة
البطولات العالمية
يتفق معها ثامر سعيد الشامسي، موظف حكومي ورياضي حقق العديد من البطولات العالمية. وأكد أنه لولا انتسابه لـ«أطفال الشارقة» لما تمكن من اكتشاف مواهبه الرياضية المتعددة، إضافة إلى المهارات الاجتماعية والفرص المتنوعة. وأضاف: تتيح المراكز للصغار تعلم أساليب الحوار والثقة بالنفس واللباقة والطريقة التي يقدم بها نفسه للمجتمع، فالطفل بحاجة لهذا التواصل الحقيقي والاهتمام الذي تقدمه المراكز، وعن تجربته يقول: البداية كانت من خلال مشاركتي في مسابقة للجري، وفزت فيها وتم تكريمي، بعدها بدأت أهتم بالألعاب الرياضية وأكتشف مواهبي التي لم أكن أعرفها، وكنت لاعب كرة قدم وكاراتيه وتمكنت من تطوير نفسي مع الأيام، واستمريت في نادي الحمرية في مرحلة الشباب، وحققت الكثير من الإنجازات وحققت 3 بطولات عالمية، ونحو 15 بطولة قارية، وغيرها الكثير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"