عادي

«قماش أسود»..رواية ترثي القلوب الموجوعة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: علاء الدين محمود

تتناول رواية «قماش أسود» للكاتب المغيرة الهويدي، واقع الحياة المأساوي في سوريا أثناء الحرب، بتفاصيلها الاجتماعية والإنسانية الموجعة، وتركز تفاصيل السرد الفاجع تحديداً على وضع النساء من خلال بطلات القصة «نسرين»، و«آسيا»، ورحلة الآلام المتواصلة التي عانينها والتي لا تكاد تنتهي؛ حيث لا يوجد أفق قريب للنجاة. 

وينفتح السرد على عوالم مخفية من أهوال كانت تجري في بعض المناطق بعيداً عن أعين الإعلام والنقل المباشر، فمن أسوأ الأشياء التي تحدث في ظل الحرب، فقدان المرء لكرامته وإنسانيته وآدميته.

ويضعنا الوصف في قلب تلك الأوجاع التي لا يخفف من حمولتها سوى تلك اللغة السردية المحتشدة بالجماليات، والتي تبشر بأن الحب سينتصر لا محالة على القبح.

قوبل هذا العمل بتفاعل لافت من قبل القرّاء الذين انصرفوا نحو تحليل وتفكيك رسائل ومعاني الرواية المختبئة في ثنايا السرد.

«قصيدة حزينة».. هكذا وصف أحد القرّاء الرواية مشبهاً إياها بنص شعري باكٍ، ويقول: «أبداع الكاتب في توظيف اللغة وجمالياتها، على الرغم من التفاصيل الموجعة، حتى بدا وكأن الرواية في مجملها عبارة عن أبيات شعرية ملحمية يتفوق كل واحد فيها على الآخر من فرط الروعة والجمال، فبعض العبارات ترسخ في ذهن القارئ»، في ما تحدث آخر عن قوة الوصف، وقال: «لقد جعلنا الكاتب نتجول داخل الأحداث المتتالية، وذلك لأن الوصف جاء محيطاً بكل تفصيلة، سواء تلك المتعلقة بالمكان من مدن وأزقة وأحياء، أو بالشخوص، أو التي تتناول الوقائع، إلى حد أن القارئ سيتورط مع الأمكنة والشخوص في علاقة مستمرة».

«عالم النساء».. عبارة استهل بها أحد القرّاء الدخول في قراءة الرواية التي تركز على بطلات العمل، وقال: «يظن كثيرون أن الرواية تتحدث عن الوطن، ولكن الصحيح أنها تتناول المرأة من حيث تبدل الأزمنة والأوضاع، فالنساء يعانين التهميش والإقصاء في المجتمعات التقليدية في أزمنة السلم، وكذلك يقعن تحت نير الازدراء والاعتداء في أوقات الحروب، والرواية تناولت ذلك كله من خلال سرد راقٍ، فالحكايات كلها جاءت على لسان نساء عانين ويلات الحرب، وعلى الرغم من ذلك لم ينقطع أملهن في النجاة».

تحدث قارئ آخر عن العوالم المخفية وفكرة المأساة عندما تتحول إلى واقع، ويقول: «ليس أسوأ من الموت إلا فكرة التعايش معه، وكأنه قد صار حدثاً عادياً، حينها سيحل الخراب على الأرواح، وحتى اللغة العادية ستتحول كلماتها وألفاظها إلى تعبيرات ترسخ للموت والخراب».

«لون الحداد».. هو العتبة النصية التي استشفها أحد القرّاء لتفسير عوالم الرواية، وقال: «اختار المؤلف عنوان الرواية بذكاء، من الوظيفة التي كانت تقوم بها إحدى البطلات، وهي حياكة العباءات السوداء، فلا رواج إلا لها؛ لأن المدينة كلها في حالة حزن، وبالتالي هذا اللون الأسود ليس لوناً للعباءات فقط؛ بل للحالة العامة التي يتناولها السرد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"