عادي

الصورة القاتلة

23:01 مساء
قراءة 3 دقائق
1

كتب: محمد ياسين
دأب شاب على التعارف مع الفتيات عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولم يتخيل أن نهاية تعارفه ستكون بهذا السوء، فبطل قضيتنا اليوم وقع فريسة لعصابة تجيد صيد زبائنها بالإيقاع بهم من خلال مواقع التواصل، عبر استغلال فئة من الشبان ممن يضيعون أوقاتهم مع أصدقاء افتراضيين.
مر وقت ليس بالطويل على تعارف بطل قصتنا بمراسلة صاحبة صورة جميلة عبر أحد مواقع التواصل، حيث يبدو على ملامحها الأوروبية ما يشبع غرائز الشاب حتى بادر بطلب مقابلتها لتوطيد علاقتهما حسب ما خطط له.
وبعد أيام من التعارف والمراسلة والحديث ليل نهار، وافقت الفتاة على استقبال الشاب في شقتها وفي الزمان والمكان المحدد بينهما، وصل الشاب إلى برج من الأبراج الشاهقة التي تميز دبي وكله أمل في أن يجد مكاناً يوقف فيه مركبته بسرعة حتى يرى «صاحبة العيون الزرقاء والشعر الأصفر» كما رأى في صورتها عبر موقع التواصل وبالفعل أوقف مركبته وتعطر وذهب مهرولاً إلى مصعد البرج ليدق باب الشقة التي وصفتها له صديقته الافتراضية ، وما هي إلا ثوان معدودات حتى فتحت له الباب سيدة يبدو على ملامحها أنها من دولة إفريقية، فظن بداية الأمر أنه أخطأ الشقة أو العنوان، لكن بشكل سريع بادرت السيدة بإخبار الشاب بأنها تعمل لدى صديقته، وبأن الأخيرة تنتظره في الداخل ، فاطمأن الشاب المتلهف لمقابلة الفتاة التي حلم بلقائها.
وعلى الرغم من زوال شكوكه، حدثت أمور مريبة فور ولوجه الشقة، حيث أحكمت السيدة السمراء إغلاق باب الشقة وأخفت مفتاح الباب وأصبح يرى سيدات يخرجن من غرفة النوم جميعهن من أصحاب البشرة السمراء يرافقهن رجلان من أصحاب البشرة نفسها، وهو أمر أفزع الشاب الذي وضع خطة لمقابلة صديقته الافتراضية التي أضاع أياماً في التعرف إليها عبر تطبيق التواصل الاجتماعي، فحاول النهوض والمغادرة، إلا أن السيدات والرجلين بدأوا في الاعتداء عليه وتعذيبه، وطالبوه بتسليمهم ما لديه من أموال وبطاقات ائتمان فرفض، وكانت إحدى النساء تجهز له ما يرغمه على الاستجابة والرضوخ لمطالب العصابة  كافة ، حيث أحضرت الماء المغلي  لسكبه على جسده وتصويره عارياً لابتزازه.
أدرك الرجل أنه وقع فريسة لعصابة لم توفر جهداً في سبيل الوصول إلى هدفها فسلمهم بطاقته وما لديه من أموال وفتح لهم هاتفه ليصلوا إلى تطبيق البنك الخاص به، ولكن المفاجأة أن الشاب لم يسجل بيانات الدخول للبنك، وتطلب الأمر جهداً كبيراً لكونه زائراً للدولة، فأخذت ثلاث نسوة من فريق التعذيب بطاقته وخرجن لسحب أموال الشاب إلا أنهن لم يستطعن فرجعن لإكمال التعذيب اعتقاداً من العصابة أن الشاب ماطل في منحهم الرقم السري للبطاقات، وبقي الشاب على هذه الحال حتى فقد الوعي، ما دفع العصابة إلى الفرار من الشقة خشية أن يكون قد فارق الحياة، وبعد ساعات عديدة استعاد الشاب وعيه، وطلب من الشخص الموجود كوباً من الماء، حيث منحه إياه ولحق بباقي العصابة، ووصل الشاب إلى مصعد البناية بصعوبة ونزل إلى صالة الاستقبال ليجد شرطياً يحقق في بلاغ مشابه، فبلّغ عن العصابة ونقل بمركبة الإسعاف وهو يعاني حروقاً وآثار تعذيب أفقدته القدرة على المشي، وقبض على عدد من أفراد العصابة، وبفحص هواتفهم تبين أن هناك العديد من ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي تعرضوا للتعذيب والابتزاز ولكنهم لم يتقدموا ببلاغات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"