عادي

أشجار مدريد تحاول التعافي من ندوب ثلوج يناير

18:49 مساء
قراءة دقيقتين
Sdfsfgf

لا تزال مئات الآلاف من الأشجار في مدريد تحمل ندوب العاصفة الثلجية التاريخية في يناير/كانون الثاني الفائت، متسببة بمشكلة بيئية حقيقية للعاصمة الإسبانية.
وقال سيتي هول بورخا كارابانتي، المسؤول عن البيئة في مدريد: إن نحو 800 ألف من 1,7 مليون شجرة في المجال العام للمدينة «تأثرت بطريقة أو بأخرى، ومن بينها نحو 120 ألف شجرة سقطت أو سيتعين قطعها».
ولا يزال موظفو الهيئات المسؤولة عن الغابات يعملون بجد لإصلاح الأضرار بعد شهرين من أسوأ عاصفة ثلجية شهدتها المدينة منذ نصف قرن، خصوصاً في الحدائق التي أغلق بعضها ستة أسابيع بسبب خطر السقوط.
ورأى بابلو فرنانديز سانتوس، أحد هؤلاء المهندسين، أنها «كارثة بيئية» حقيقية، مشيراً إلى أنه شعر«بحزن شديد» لدى خروجه في يناير/ كانون الثاني الفائت إلى الشوارع المكسوة بالثلوج، بينما «كان الجميع مسرورين ويلعبون بالثلج».
وتبدو هذه الكارثة واضحة جداً للعيان في حديقة «كاسا ديل كامبو» الضخمة في غرب المدينة، حيث تضررت نحو 500 ألف شجرة من 700 ألف، وكذلك في حديقة «ريتيرو بارك» الشهيرة التي يُقبل عليها السياح، إذ طالت الأضرار 70 في المئة من أشجارها البالغ عددها 17400 شجرة، بينها نحو ألف لن تتمكن من التعافي.
وأوضح ماريانو سانشيز، الخبير في الحديقة النباتية الملكية في مدريد، أن الأشجار الأكثر تضرراً هي تلك الدائمة الخضرة، كالصنوبر والبلوط الأخضر والأرز، التي علق الثلج في إبرها وأوراقها. وأضاف أن هذه الأشجار «مهيأة لمقاومة الرياح والأمطار، لا لمثل تساقط الثلوج هذا».
أما أنطونيو مورسيلو من هيئة المساحات الخضراء في العاصمة، فأوضح أن الثلج تراكم على هذه الأشجار إلى درجة أن بعضها ناء تحت ثقل «خمسة أو ستة أطنان» منه.
ما يشغل المهتمين في الوقت الراهن هو الأثر البيئي لهذه الأضرار، فلوجود الأشجار في مدينة ملوثة وشديدة الحرارة كمدريد إيجابيات بالغة الأهمية، أبرزها أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون وتعمل على تنقية الجو من الملوثات، فضلاً عن أنها تحدّ من أثر الحرارة التي تزداد ارتفاعاً بفعل تسارع تغير المناخ.
ورأى خوان جارسيا فيسنتيه، من منظمة «بيئيون ناشطون» غير الحكومية، أن قياس أثر تساقط هذه الأشجار على درجات الحرارة سيكون صعباً. وإذ أشار هذا الناشط إلى أن السلطات «تعمل على تقويم أثر فقدان الكتلة النباتية لكنها لا تعرفه بعد»، اعتبر أن إعادة زرع الأشجار ليست الدواء الشافي.
وقال «لدينا في مدريد أعلى قدر من انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في أوروبا، لذا لن نحل الأمور بزراعة المزيد من الأشجار، ولكن من خلال تحسين وسائل النقل».
ورأى بابلو فرنانديز سانتوس أن الوقت حان لتصليح الأشجار المتضررة.
وتوقع أن «تبقى أشجار كثيرة حية لكنها ستعاني أضراراً جسيمة لحقت بها، وقد تكون الإصابات الناجمة عن تكسُّر أغصانها وعن عمليات تقليمها مدخلاً في المستقبل لأمراض وآفات، بحيث تصبح الشجرة أكثر ضعفاً وعرضة للتأثر بالعواصف أو الظواهر الجوية القاسية».
والمسألة الأخرى المطروحة هي ضرورة أن تضع سلطات المدينة خطة جديدة لإعادة التشجير.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"