عادي
منال عطايا: الفن والثقافة مهمّان خاصة في أوقات الأزمات

متاحف الشارقة.. منصات سعادة يزينها عبق التاريخ

17:48 مساء
قراءة 3 دقائق
متاحف الشارقة
متاحف الشارقة

من بين المرافق والمراكز التي تحقق السعادة لأفراد المجتمع، تبرز المتاحف التي تزخر بها الدولة، كوجهات ومنصات تعليمية وترفيهية تقدم لجمهورها باقات متنوعة من المقتنيات الرائعة، مما يوفر أجواء من الإيجابية في التفكير.
ويؤكد ذلك عدد من زوار المتاحف التابعة لهيئة الشارقة للمتاحف، الذين يشددون على أهمية الأعمال الإبداعية، والمقتنيات التاريخية والأثرية والتراثية وأثرها في حياة الناس، ودورها في تعزيز التفكير الإيجابي، وإضفاء السعادة على حياتهم، لما تحمله من عبق التاريخ، وروعة الفنون التي تثري مخيلة الأفراد، وتزيد من رصيدهم الثقافي، وترتقي بذائقتهم الفنية.
ويشير الزوار إلى أن الدخول إلى المتاحف لا يتوقف عند حد الزيارة المجردة، إذ إنها تأخذ الزوار في رحلات عبر العصور، وتجول بهم بين مختلف الحضارات، لتنقلهم من الحيز المكاني نحو آفاق واسعة من التاريخ، وتطوف بهم بين مختلف الأزمنة، ليعودوا مفعمين بالسعادة، والشغف نحو العمل والعطاء بسعادة.
وتقول منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «لطالما كان الفن من أهم العناصر التي تربطنا وتجمعنا معاً، إذ يوفر الطمأنينة والسعادة، ويسهم في تغيير الحياة ويوجهها بشكل إيجابي، من خلال إلهامه للناس، وتشجيعهم على التفكير الابداعي، ما يساعد في تأسيس ثقافة تقوم على تقبل الآخر والانفتاح عليه، والتعامل مع الاختلافات بصورة خلّاقة، تقود إلى عالم أكثر انسجاماً وتناغماً».
وتضيف: «نؤمن في الهيئة بأن الفن والثقافة وسيلتا اتصال قوي وحيوي لرفاهيتنا، لا سيما في أوقات الأزمات، وتكمن قوة الفن في قدرته على تشجيع الأفراد، والارتقاء فكرياً، ورفع معنوياتهم وتوحيدهم، ولهذا السبب نسعى في الهيئة إلى ترسيخ ثوابت إمارة الشارقة وتوجهاتها في دعم جميع أشكال الفنون، البصرية، والموسيقية، والأدبية».
ملتقى الحضارات
يرى الجزائري سفيان سي مرابط الذي يزور متحف الشارقة للفنون مصطحباً زوجته وطفلته، أن الأعمال التي تستعرضها المتاحف تمتاز بالروعة والجمال، مما يؤثر في مشاعر ومخيلة الزائر، فيدخل حاملاً ضغوط الحياة بمختلف تفاصيلها، ويخرج بروح متجددة، وشغف نحو الحياة، وتقدير للإبداعات التي يقدمها الفنانون، نظراً لأثرها الذي يخلد في ذاكرة الناس وقلوبهم، كالأعمال الإبداعية التي يستعرضها متحف الشارقة للفنون، للتشكيلية الجزائرية الراحلة باية محيي الدين.
ويؤكد أن زيارة المتاحف في عمومها تثري الأفراد، وتعزز رصيدهم المعرفي، وتسهم في اطلاعهم على التراث الوطني، وتستعرض أمامهم العديد من الحقب الزمنية المختلفة، والحضارات المتلاحقة، كما تحدث تأثيراً مباشراً في الشخص من خلال خلق حالة من التفكير الإيجابي، وبالتالي تشجيعه على حب الفنون بمختلف إبداعاتها، والتاريخ بشتى حقبه وحضاراته.
أما يارا البنا التي تزور المتاحف دورياً، فتشبّه ذلك بقراءة الكتب، نظراً للهدوء الداخلي الذي يشعر به الزائر، وانغماسه في زخم المعلومات، والتصورات الذهنية التي يستحضرها من خلال الأعمال الفنية التي يراها، والمقتنيات التي يتعرف إليها، ليخرج بذاكرة بصرية وفكرية ثرية بالمشاهد والمعلومات التي تضفي السعادة والإيجابية على تفكيره.
ويقول البريطاني دانيال أندرسون «من الرائع زيارة الأماكن التي تطلق العنان لمخيلة الإنسان، إذ تدخل المتحف دون أي توقعات وتخرج منه أكثر سعادة، وبحصيلة معرفية أوسع، وخيال أكثر نشاطاً». ويضيف أن زوجته وابنته ذات الأعوام الخمسة سعدتا بزيارة متحف الشارقة للفنون، حيث اللوحات الفنية الإبداعية، والمقتنيات التي تجذب الزوار بتنوعها وألوانها.
وتقول الليتوانية يواربيه « تتيح لك الفضاءات المتحفية أن تنسى كل شيء، وتمكّنك من الدخول إلى عالم آخر مملوء بالألوان والعواطف التي تختلف عن تلك التي نراها في حياتنا المعتادة، وهذا ما يجعل الزائر سعيداً،لأنه ينسى هويته لبعض الوقت، ويمتزج مع الحضارات والثقافات والإبداعات، التي تساعده على رؤية العالم وفق منظور آخر، ونطاق أوسع، ووعي مختلف».
ويؤكد اليوناني باسيل ميبراكاش أهمية الألوان في حياته الشخصية، معللاً ذلك بغيابها عن الحياة اليومية الزاخرة بالمشاغل والتفاصيل، التي تعزل الإنسان في أغلب الأحيان عن عوالم الفن، مما يعزز من أهمية زيارة المتاحف والعودة إلى الحضارات القديمة، والتعرف إليها عن قرب، ضمن أجواء من الهدوء والسكينة، ورفد الذائقة الفنية، والذاكرة البصرية بما تستعرضه المتاحف من فنون وأعمال رائعة تؤثر في النفس البشرية، وتمنحها شعوراً بالسعادة والاطمئنان.
 وتنظم هيئة الشارقة للمتاحف شهرياً مجموعة من الفعاليات التي تجمع مواضيعها بين الفنون والثقافة الإسلامية، وعلوم الآثار والتراث، والعلوم والأحياء المائية، وتاريخ الشارقة والدولة. وتستقبل المتاحف الزوار يومياً من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء، عدا الجمعة من الرابعة مساء  حتى الثامنة مساء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"