عادي

القطط والكلاب تهدد الكوكب.. وتثير خلاف العلماء

17:40 مساء
قراءة 3 دقائق

هل تلحق الحيوانات المنزلية ضرراً مناخياً يفوق ذلك الناجم عن السيارات؟ قد تثير هذه النظرية الجدلية ريبة الكثير، لكنّ علماء يدعون مع ذلك محبي الكلاب والقطط إلى التوقف عند أثر حيواناتهم على الكوكب.

في 2009، أثار كتاب لبريندا وروبرت فيل غضب أصحاب الكلاب، بسبب ما تضمنه من معلومات عن الآثار السلبية لها. وخلص الكتاب إلى أن معدل استهلاك الكلب للحوم له أثر في الكوكب يوازي ضعفي ذلك الناجم عن قيادة سيارة رباعية الدفع مسافة عشرة آلاف كيلومتر.

وبعد عقد ودراسات عدة، لم يتوافق العلماء على حجم البصمة الكربونية للكلاب والقطط المتصلة خصوصاً بغذائها.

وقال جريجوري أوكين، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لوكالة «فرانس برس»: «لا أكره الحيوانات المنزلية، إذ تقدم الكثير للناس، لكن يجب الاطلاع على كامل المعلومات المتصلة بها لاتخاذ خيارات مستنيرة».

وفي دراسة صادرة سنة 2017، اعتبر الباحث أن 160 مليون كلب وقط في الولايات المتحدة مسؤولة من 25 % إلى 30 % على الأثر البيئي لاستهلاك اللحوم في البلاد، أي 64 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يوازي انبعاثات قيادة 13 مليون سيارة خلال عام.

ووفق كيلي سوانسون،أستاذة التغذية الحيوانية في جامعة إيلينوي قالت، فهذه الحسابات تستند إلى «فرضيات كثيرة غير دقيقة»،وتشير إلى أن «أكثرية الأغذية التي تتناولها الحيوانات مصدرها منتجات فرعية من قطاع الأغذية المخصصة للبشر».

وقال سيباستيان لوفيفر من كلية «فيتاجرو-سوب» للطب البيطري في مدينة ليون الفرنسية «أثر ثاني أكسيد الكربون الناجم حالياً عن التغذية الصناعية الاعتيادية للحيوانات المنزلية ضئيل».

وأشار إلى أن الأمر سيتحول إلى مشكلة «عندما يتوقف البشر عن الهدر» أو يصبحون «نباتيين بالكامل». وفي الانتظار، تبقى قطع اللحم التي يمتنع البشر عن أكلها «قيّمة للحيوانات اللاحمة المنزلية».

ويشكك جريجوري أوكين في هذه النظرية قائلاً: «سافرت بما يكفي حول العالم لمعرفة أن بعض الأمور التي لا أتناولها يأكلها آخرون بكل سرور».

إلى ذلك، «في بعض البلدان، مثل هولندا، تُنتج لحوم مخصصة للاستهلاك الحيواني»، بحسب بيم مارتنز، الأستاذ في جامعة ماستريشت.

وقال «كما الحال مع البشر، تعتمد البصمة الكربونية على مكان الإقامة».

وبحسب دراسة أنجزها سنة 2019، تبلغ الانبعاثات المتأتية من كلب بحجم متوسط (10 إلى 20 كيلو جراماً) طوال حياته 4,2 إلى 17 طناً من ثاني أكسيد الكربون إذا ما كان يعيش في هولندا، و3,7 إلى 19,1 طن في الصين، و1,5 إلى 9,9 طن في اليابان.

ومن ناحية نظرية، تمثل عشرة أطنان من ثاني أكسيد الكربون الانبعاثات المتأتية من قيادة سيارتين على مدى عام، غير أن مارتنز يرفض أي مقارنة قائلاً: «هل هذا يعني أنكم إذا لم يكن لديكم كلب أو هر، يمكنكم اقتناء سيارة رباعية الدفع أو قيادة السيارة أكثر؟ هذا هراء».

وثمة أمر يبدو أن العلماء متفقون عليه، وهو أن الكلب الكبير الذي يتناول كميات أكبر من الطعام له بصمة كربونية تفوق تلك العائدة إلى هر صغير.

وسؤال مثل: ما هي الحلول المتوافرة لأصحاب الحيوانات المنزلية القلقين من أثرها البيئي؟ أو هل يجب التخلص منها؟ في غير محله بحسب العلماء الذين يدعون خصوصاً إلى اتخاذ قرارات مستنيرة.

وقال بيم مارتنز «الأمور ليست «أبيض أو أسود». الهررة والكلاب لها إيجابيات كثيرة أيضاً»، بينها المنافع على الصحة النفسية لأصحابها.

هل يكون الحل بتربية حيوانات صغيرة مثل الهامستر أو العصافير، وفق اقتراح جريجوري أوكين؟ «ربما الحل الأمثل من منظور البصمة الكربونية حصراً هو تربية سحليات أو عناكب»، لكن «التفاعل لن يكون نفسه»، كما قال مارتنز الذي يربي هراً في منزله.

ومن الخيارات الإيجابية للحيوانات والكوكب على السواء هو الحد من الإطعام المفرط لها. ويدعو بعض الخبراء أيضاً إلى الاستعانة بمصادر بروتينية أخرى في النظام الغذائي، مثل الحشرات المستخدمة أصلاً في بعض الأطعمة المقدمة للحيوانات. وفي هذه النقطة أيضاً، تتباين الآراء بشأن الأثر البيئي الناجم عن المزارع المخصصة تحديداً لإنتاج الأغذية الحيوانية.

أما عن تحويل الحيوانات المنزلية إلى كائنات نباتية، «فهذا الأمر ليس مستحيلاً نظرياً» للكلاب، مع مراقبة طبيب بيطري، وفق سيباستيان لوفيفر الذي يحذر في المقابل من خطر هذا الخيار على الهررة التي تشكل اللحوم مصدراً غذائياً رئيسياً لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"