شهادتان أمام الكونجرس تتصدران مشهد الأسواق الأمريكية

21 مارس 2021

19:05 مساء

قراءة 5 دقائق

فتاة تقفز في الهواء مقابل بورصة نيويورك

دبي: هشام مدخنة

كان رد فعل سوق السندات تجاه الاحتياطي الفيدرالي متقلباً بشكل غير عادي الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن السوق كانت مستقرة في البداية بعد اجتماع البنك الذي استمر يومين، وبعد إحاطة باول يوم الأربعاء، فإن يوم الخميس ترافق مع عمليات بيع مكثفة في السندات، وارتفاع في معدلات الأسعار. وفي حين تفاعل المتداولون مع حقيقة أن البنك المركزي سيسمح للتضخم وللاقتصاد بالنمو، شهدنا تعافياً لسوق العمل.
وقال مايكل شوماخر، رئيس استراتيجية الأسعار في «ويلز فارجو»: «يمر سوق السندات بفترة أشبه بيوم عاصف غير مشمس».
وتحركت عائدات السندات عكس السعر، وارتفعت مع عمليات بيع السوق؛ حيث قفز عائد سندات الخزانة القياسي لأجل 10 سنوات، والذي يؤثر في الرهون العقارية والقروض الأخرى، إلى 1.75% يوم الخميس، وهو تحرك بأكثر من 10 نقاط أساس في أقل من يوم واحد.
وأضاف شوماخر: «لقد كانت حركة السندات ضخمة، وأخافت الناس. وارتفع عائد الـ 10 سنوات بمقدار 80 نقطة أساس هذا العام. إنه أمر لا يصدق».
ومن المقرر أن يدلي رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول بشهادته مرتين أمام الكونجرس، مع أكثر من 12 خطاباً آخر متوقعاً من الأعضاء. ما يشكل مصدر قلق كبير للأسواق في الأسبوع الجاري.
في جانب متصل، انحنت الأسهم خلال الأسبوع الماضي، مع انخفاض مؤشر «داو جونز» بنحو 0.5%، و«إس أند بي» بنسبة 0.7% أيضاً، في حين هبط مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.8%. ومع ذلك، كان «روسل 2000» الأكثر تضرراً؛ حيث خسر ما يقرب من 3% من قيمته خلال الأسبوع.

باول يتحدث

جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي

يدلي رئيس الفيدرالي باول بشهادته يومي الثلاثاء والأربعاء أمام لجان الكونجرس إلى جانب وزيرة الخزانة جانيت يلين بشأن جهود إغاثة كوفيد والاقتصاد. وسيراقب المتخصصون حديثهما بدقة؛ للحصول على مزيد من الإشارات. كما سيتحدث باول عن ابتكارات البنك المركزي في حدث ينظمه بنك التسويات الدولية صباح الاثنين.
ومن المتحدثين الآخرين في البنك المركزي هذا الأسبوع نائب رئيس مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي ريتشارد كلاريدا، ونائب رئيس مجلس الإدارة الآخر راندال كوارلز، إلى جانب عدد من رؤساء الفروع المحليين.

التضخم والفيدرالي

ستكون هناك أيضاً بعض البيانات الأساسية ومن ضمنها الاستهلاك الشخصي والإنفاق يوم الجمعة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي. فقد كان تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية يسير بوتيرة سنوية قدرها 1.5% في يناير/ كانون الثاني.
ولم يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي أي إجراء في اجتماعه الذي استمر ليومين، لكنه قدّم توقعات اقتصادية جديدة بما في ذلك توقعات بنسبة 6.5% للناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وتشير التوقعات الحالية إلى أن تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي سيصل إلى 2.4% هذا العام، لكنه سينخفض إلى 2% العام المقبل. بالمقابل، لم يتوقع أغلب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أي زيادة في أسعار الفائدة حتى عام 2023.
وكرّر باول في حديثه السابق أن الاحتياطي يرى ارتفاعاً مؤقتاً في التضخم هذا العام؛ بسبب التأثيرات الأساسية مقابل أرقام العام الماضي عندما انخفضت الأسعار. مستهدفاً متوسط تضخم يبلغ نحو 2%، وقد يتم تجاوز هذه العتبة قليلاً لبعض الوقت. وفي العادة، يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند ازدياد التضخم؛ لتجنب الاقتصاد المحموم ودورة الكساد.
وأشارت ديان سونك، كبيرة الاقتصاديين في «جرانت ثورنتون»: إلى أن هناك مشكلة في التواصل والإجماع بين سوق السندات وبنك الاحتياطي الفيدرالي. وقالت: «سيحاول المتحدثون توضيح رسالة البنك، ولكن من دون إجماع على ما تعنيه هذه الأرقام والعقبات، وسيكون الأمر صعباً. سيقدمون أنفسهم على أنهم اقتصاديون، وسيتكلمون لغة مختلفة عن تلك التي يتحدثها سوق السندات».
يتوقع ليو جروهوسكي، كبير مسؤولي الاستثمار في «بي إن واي ميلون ويلث»، أن يشهد سوق السندات تقلبات أكثر من الأسهم، وأن التضخم سيكون مشكلة لكليهما.
وفي مرحلة ما، يتوقع أن يحدث تصحيح بنسبة 10% في سوق الأسهم، مع دافع يتمثل في التضخم أو التحرك الحاد في عوائد السندات.
وقال جروهوسكي: «تحاول الأسواق فهم ما يمكن أن يُنظر إليه على أنه انفصال بين توقعاتهم الاقتصادية والحديث الرسمي المزدوج لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عن البطالة والتضخم. ومع ذلك، فسيتم إلزامهم بالإبقاء على أسعار الفائدة المنخفضة معلقة حتى نهاية عام 2023».

التناوب بين «التكنولوجيا» و«الدورية»

يتوقع جروهوسكي أن يستمر ما يسميه «الدوران الكبير» بين أسهم التكنولوجيا والنمو إلى «الدورية» و«القيمة». وقد كانت أسهم «النمو» و«التكنولوجيا» أكثر حساسية لارتفاع معدلات الأسعار، مع تصحيح شهده مؤشر ناسداك بأكثر من 10%. وهذا الرأي يعتمد على «سندات الـ 10 سنوات» وألا يرتفع عائدها كثيراً فوق 1.75%.
تعد قضايا سلسلة التوريد مصدر قلق أيضاً للأسواق؛ حيث تمت الإشارة من المحللين إلى تصريحات «نايكي» يوم الخميس بأن مبيعاتها تضررت من ازدحام الموانئ، وكذلك إلى النقص في أشباه الموصلات الذي يؤثر في إنتاج السيارات.

اتجاه سوق السندات

من جانبه، تحدث شوماخر عن أن هناك فرصة لاستقرار سوق السندات في الأسبوعين المقبلين، وحتى لو ارتفعت العائدات. وبأنه من المرجح أن تعيد صناديق التقاعد الخاصة بالشركات تخصيص رأس المال إلى سندات قبل نهاية الربع الحالي في 31 آذار/ مارس، وربما يكون ذلك داعماً.
وقال أيضاً إنه مع بدء السنة المالية اليابانية، قد تكون هناك عمليات شراء جديدة في سندات الخزانة الأمريكية. ووفقاً لاختلاف سعر العملات، يبدو الدين الأمريكي رخيصاً للغاية.
سيشهد هذا الأسبوع أيضاً مزادات الخزانة الأمريكية؛ حيث إن هناك مزاداً بقيمة 60 مليار دولار لسندات أجل سنتين يوم الثلاثاء، ومزاداً بقيمة 61 مليار دولار لأجل 5 سنوات يوم الأربعاء، و62 مليار دولار لسندات الـ7 سنوات الخميس.

أهم الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع الجاري: (توقيت شرق الولايات المتحدة)

الاثنين

نتائج: «تينسسينت ميوزيك إنترتينمنت»
9:00 حديث رئيس مجلس الفيدرالي جيروم باول في قمة بنك التسوية الدولية
10:00 تقرير مبيعات المنازل القائمة
10:00 التقرير المالي الربع سنوي

الثلاثاء

نتائج: «أدوبي»، و«آي إتش إس ماركيت»، و«دويو»، و«جيم ستوب»، و«ستيلكيس»
8:30 تقرير الحساب الجاري
10:00 مؤشر مبيعات المنازل الجديدة
12:00 شهادة رئيس الفيدرالي جيروم باول، ووزيرة الخزانة جانيت يلين في لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب
13:00 مزاد سندات الخزانة بقيمة 60 مليار دولار لأجل سنتين

الأربعاء