عاصمة عالمية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

تؤمن الإمارات قولاً وفعلاً بألّا شيء ثابت، وأنّ التغيير هو سنّة الحياة ونبض الأعمال، وأن البقاء على الحال أمر لا يمكن الركون إليه، ولا بدّ من التقدم، تاركة مواكبة المتغيرات للضعفاء، بينما هي ترسم مسارها بين الأقوياء الذين يقودون ويتقدمون إلى المراكز الأولى، ليبقوا  فعّالين.

وانطلاقاً مما تقدم، لا تهدأ الإمارات في إطلاق المبادرات تلو المبادرات لتكون هي الفاعل، و المؤثر، ليس في محيطها فقط، ولكن في العالم المتغير الذي لا يتوقف عن الابتكار لتحقيق الرفاهية في مختلف أنواعها، ومستوياتها.

هكذا نقرأ إعلان مجلس الوزراء، أمس الأحد، اعتماد تصريح إقامة العمل الافتراضي، حيث يمكن لأيّ موظف في أيّ مكان في العالم، الإقامة في دولة الإمارات لممارسة عمله عن بعد، حتى لو لم تكن شركته موجودة في الدولة، واعتماد تأشيرات سياحية متعددة الدخول لكل الجنسيات أيضاً.

فلا بدّ من التغيير وابتكار وسائل جديدة تعزز روابط الإمارات مع عالم الأعمال والسياحة، فما أحدثته جائحة «كورونا» كان كبيراً على مستوى العالم، فما قبل «كورونا» ليس كما بعدها، حيث غيّرت الجائحة مجموعة واسعة من المفاهيم، سواء في العيش، أو العمل، أو التنقل، وأحدثت اختراقاً ملموساً، ونمطاً مختلفاً في سلوكات البشر، مع مخاوف العدوى والإغلاقات وصعوبات التواصل البشري.

والهدف، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هو «أن تكون الإمارات عاصمة اقتصادية عالمية.. وجميع قراراتنا ستكون مبنية على هذه الرؤية».

وبالفعل، الحياة تغيرت، والأعمال كذلك، وأيّ شركة تقول إن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه قبل «كورونا» مجرد تحدٍ لقوانين الطبيعة البشرية. 

والموظفون هم المسؤولون، وليس الشركات. وهؤلاء سيقودون سوق المواهب، ومعظم الشركات ستنتهي بنموذج هجين يسمح بمزيد من العمل عن بُعد.

أمّا فكرة أنه يجب أن تكون جسدياً في مكان ما لتعطي وتنتج فقد تغيّرت، والمكان الذي لديك الآن هو الإنترنت، والمكان الذي يجب أن تكون فيه هو تطبيق الاتصال المرئي «زووم»، ومن ثم، فإن جميع الشركات ستكون أكثر مرونة عند الحديث بشكل عام عن المكان الذي يعيش فيه الناس، وكيف يعملون.

الآن، على جميع القطاعات، بلا استثناء، الاستعداد لاستقبال القادمين الجدد للإقامة في الإمارات، والعمل منها. هؤلاء لديهم متطلبات خاصّة تنطبق على جيل الألفية، أو جيل «زد»، وهم أصلاً بانتظار قرار كهذا. فمؤخراً، حلّت دبي في المركز الثالث، وأبوظبي في المركز الخامس، على مستوى العالم كأكثر المدن المفضلة للانتقال إليها، والعمل فيها بالنسبة إلى الأجانب، وفقاً لاستطلاع «بوسطن كونسلتنج جروب». 

الإمارات تدرك حجم التغيرات والتحديات، ومتطلبات العمل واحتياجاتها الوطنية، وهي تستعد للمستقبل بكل أدواته، بل تصنعه بما يواكب احتياجاتها وتنافسيتها، ليبقى القادم أجمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"