أمّ الإمارات.. الحلم أصبح حقيقة

00:32 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

لا شك أن شريط الذكريات قد مر أمام ناظري أمّ الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وهي تتأمل في وجه بكرها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو ينحني أمامها مهنئاً لها بعيد الأم. سترى فيه ذكرى الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وستستذكر تلك اللحظات من شبابها في أواخر الخمسينات من القرن الماضي في واحة العين وهي ترى مع زايد دولة الحلم. ستة عقود فارقة من التاريخ لم تغير الإمارات فقط، بل أرست كل سابقة للنجاح في المنطقة. من تلك البساطة والمحبة في غابة نخيل في العين بدأ سباق الحلم والحقيقة.

 نطمئنك يا أمّنا. الحلم أصبح حقيقة.

 نعم هي والله أمّ الجميع. ومعك نحتفل. نحتفي بك ونسترجع خصالك.

 كان يوم الأم هذا العام مختلفاً وقريباً لقلوب الجميع. فقد ظهر لنا سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بتهنئة خاصة للمرأة الأم ناشراً من خلال التهنئة صورة معبرة لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. كان لهذه الصورة الوقع الكبير على قلوبنا، فسموّها أمنا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

 هنا لن أوفيها حقها، ولن أستطيع أن أعبّر بعمق الإحساس الذي انتاب الجميع عند رؤية التهنئة من سمو الشيخ محمد إلى سموها. فمعاني البر بالوالدين والوفاء التي لمسناها لا تعادلها أية تعابير أو أي ثناء. أمنا أم الإمارات أم محمد كيف لنا أن نشكر سموّك فأنت الإنسانة الغالية على قلب الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه. أنت شريكة بوخليفة رحمه الله بحق. عشتِ معه كل حياته، وذقت معه حلاوة الدنيا ومرارتها وعسرها ويسرها. نرى فيك بوخليفة. نراه في مواصلتك لما بدأتيه معه. نراه في إخلاصك للوطن وأبنائه. نراك في مواصلة دعم عجلة التنمية والمحافظة على مكتسبات سموه من جهود حثيثة، عملتما فيها معاً وحققتما النجاح معاً، والذي يصب مباشره لخدمة أبناء الوطن. كيف لنا يا أمنا أن نرد بعضاً من جميلك الذي لن ولم نستطع أن نوفيه حقه. أم الجميع، منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا لم أر مثل هذه المرأة العظيمة بأخلاقها وخلقها وطيبتها وكرمها، وابتسامتها، ويدها البيضاء. أم محمد رفيقة درب القائد المؤسس. أم محمد، الرجل الشهم المخلص المعطاء الوفي المتصدي لكل المخاطر بنفسه وشخصه مباشرة. يمنح الجميع وقته مقابل راحة شعبه ووطنه.

 أم محمد هي التي سجلت اسم المرأة الإماراتية في المحافل الدولية، شعاراً للإبداع والتميز، وهي التي دفعتها لتخوض غمار التحديات بكل إصرار واقتدار، وهي المثال الذي تتمثل به النساء في سعيها نحو العلى والارتقاء. استطاعت وعلى مدار جميع أنشطتها، الوطنية والمجتمعية والإنسانية الباهرة، أن تمد يد العون والمساعدة إلى العرب جميعاً، في كل مكان، وإلى المرأة على نحو خاص، في أنحاء العالم كافة، وذلك من خلال قيم إنسانية رفيعة، ساندت بها، ومن خلالها، كل مبادرات الخير والنماء والعطاء، لخدمة أبناء وبنات هذه الأمة الخالدة، سواء في حقل التعليم، أو مجال الصحة، أو النهضة النسائية، أو العمل التطوعي، وعمل البر والإحسان، أو كل ما من شأنه تنمية المجتمع، والارتقاء بالوطن والأمة، على السواء.

 فنحن نقتدي بها، ونسير على إثرها، ونتعلم من مسيرتها الطويلة المعطاءة، ليس لأنها أم الإمارات فحسب، بل لأن إنجازات سموها الكثيرة، وعطاءها المتواصل يمتد في قلب كل امرأة في وطننا العربي.

 أم محمد أم الجميع وقلب الوطن، فسموّها ترى بأن المرأة الإماراتية دائماً مثالية في كل مراحل الحياة ومختلف المواقف، هي الأم والأخت والابنة، وهي أيضاً نموذج للمرأة التي تجمع بين تقاليدها وتتمسك بقيمها ومبادئها، وتقتحم المستقبل بالعلم والمعرفة والعمل والذكاء والموهبة، هي بالعلم عبرت إلى المستقبل، وانتقلت إلى مناطق جديدة، ومساحات أكبر فوق خارطة الإبداع والتميز، وبالمعرفة شيدت جسوراً من التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل بقيم وثوابت راسخة تحافظ على تقاليدنا وعاداتنا، وتشكل هوية المرأة الإماراتية في كل المحطات التي توقفت فيها مسيرة الوطن.

 أمّنا.. أمّ محمد.. مسيرة العز مستمرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"