أسرار الأحجار الكريمة

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين

د. نورة صابر المزروعي

تكمن أهمية الأحجار الكريمة في أنها تسلط الضوء على جوانب متنوعة من التاريخ الثقافي للحضارات القديمة، حيث يمنحنا فهم استخدامها قديماً، نظرة ثاقبة للدوافع والتطلعات والمخاوف التي سادت في تلك الحضارات. وتتضح من نتائج البعثات الأثرية أهمية الأحجار الكريمة التي كانت جزءاً من فنون النحت على الجداريات في المقابر الملكية في الحضارة المصرية والصينية والهندية وحضارة بلاد الرافدين.
إن سر اهتمام تلك الحضارات بالأحجار منذ آلاف السنين هو نتيجة لقدرتها على شفاء النفس والبدن، وقد استخدمت لصد الشر (الطاقة السلبية)، حيث اعتقدت الثقافات الغابرة بقوتها الحمائية تجاه التأثيرات السلبية، وقدرتها على تعزيز القوة الروحية والجسدية.
وذكر القرآن الكريم بعض الأحجار الكريمة في قوله تعالى في سورة الرحمن: «فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58). 
وقوله: «بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ».
تعود أهمية الأحجار الكريمة من ناحية العلاج إلى قدرتها على إعادة فتح مسارات الطاقة الحيوية في الجسم، فعندما تسلط الطاقة في أوضاع معينة تجاه الجسم، فإنها تعمل على زيادة تدفقها مما يساعد في إعادة التوازن للجسم ومقاومة المرض.
ومن أهم أنواع الأحجار التي اعتمدت عليها الحضارات القديمة بغرض العلاج، حجر العقيق الأزرق، وهو حجر مهدئ يحرر الإنسان من الضغوط الحياتية، واستخدم الياقوت الأحمر في علاج فقر الدم، وحجر الفيروز في تقوية المناعة، وأحجار اللازورد والكوارتز كمهدّئات للآلام العضوية.
وفي العصر الحديث حرص الباحثون على دراسة الخواص الكيميائية والفيزيائية للعناصر والمركبات في الطبيعة، والتي تؤكد قدرة الأحجار الكريمة على العلاج، ولذلك اندرجت هذه الأحجار الكريمة ضمن نطاق الطب التكميلي الذي كان شائعاً في الحضارات الغابرة. ومن الجدير بالذكر أن الهند والصين تستخدمان الأحجار الكريمة في هذا النوع من الطب، حيث ينظر للعضو المتألم نظرة شمولية، تختلف كلياً عن نظرة الطب الحديث، بمعنى أن عضواً قد يعاني آلاماً، لكنها لا ترتبط بالعضو نفسه، وإنما بحالة الجسم عموماً، وقد يتسبب هذا الخلل في أمراض كثيرة.
لقد ابتعد الإنسان الحديث عن جوهر ومغزى الأحجار الكريمة واقتصر في استخداماته لها على أغراض التزين والتباهي بها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

حصلت د.نورة على الدكتوراه في الدراسات الخليجية من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة .وماجستر في دراسات شرق أوسيطية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. ودبلوم خبيرة التسامح الدولي من كلية محمد بن راشد. ومن إصدارات الدكتورة: كتاب بعنوان "العلاقات بين الإمارات والسعودية"؛ حاز هذا الكتاب على جائزة العويس للإبداع في 19 أبريل 2017 عن فئة أفضل كتاب نشرته مؤلفة إماراتية. تعمل في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وجامعة زايد وجامعة أبوظبي. لها العديد من المنشورات، كتاباتها تنحصر حول الفنون والثقافة. تعمل حاليًا على كتاب بعنوان "تأثير الموسيقى في حياتنا".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"