عادي

«جيوب مثقلة بالحجارة».. السرد لسان الحياة

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: عثمان حسن

على الرغم من صدوره قبل 11 عاماً، لايزال كتاب «جيوب مثقلة بالحجارة.. ورواية لم تكتب بعد» من ترجمة فاطمة ناعوت، واحداً من الكتب التي تستحوذ على نقاشات القرّاء إعجاباً وتعليقاً ونقداً، فهو قد جاء في ثلاثة أقسام: سيرة مختصرة لفيرجينا وولف مع تبيان لأسلوبها السردي، وترجمة لروايتها القصيرة: (رواية لم تكتب بعد) والثالث حوار افتراضي مع فيرجينيا، وتطرح ناعوت من خلاله أسئلة متعلقة بجوانب من حياة وولف إضافة إلى شخوص رواياتها.

كان هناك شبه إجماع بين القرّاء على جودة هذا الكتاب في أقسامه الثلاثة، وقدرة المترجمة فاطمة ناعوت على تقديم إضاءة مدهشة ومفيدة عن حياة وأسلوب الراحلة وولف مع تلك الإضاءة المهمة على روايتها التي لم تكتب بعد.

«هذا كتاب يقدم للقارئ متعة ثلاثية» هذا رأي يستهله أحد القرّاء موضحاً أن فن فرجينيا وولف القصصي يمتاز بتقمصه دواخل النفس البشرية، مع اقتصاد في التعبير وخلو من الزوائد، والقارىء يشير إلى تقديم ناعوت الذي يجمع بين سعة المعرفة والقدرة على تقمص خبرة الكاتبة على نحو يجعل من التقدمة أثراً فنياً بعيداً عن دوغمائية النقد الأكاديمي.

قارئة تعبر عن إعجابها بالكتاب بقولها: «رائعة هي فرجينيا وولف، هي قريبة من كافكا ولكنها أكثر وضوحاً، وقريبة من صمويل بيكت ولكنها أكثر ألفة، وقريبة من هانك تشارلز بوكوفسكي، ولكنها أسلس حبكة».

فتنة لغة الترجمة وإتقانها وحقيقة أن وولف تكتبُ الرواية بمنطق الشعر، هو ما تتوقف قارئة أمامه، وتقول: «لو قدر لوولف أن تعيش حتى زمننا هذا لأثارت برواياتها جدلاً عظيماً فيما يخص تصنيفها كعمل سردي / شعري يأخذ أجمل ما في العالمين (الشعر والسرد) ويزاوج بينهما». وتختم بقولها: «فرجينيا وولف لا يترجمها إلا شاعر، على شاكلة ناعوت، ووحده الشاعر يستطيع سبر الغموض الذي يكتنف إبداعاتها».

بدورها تعبر إحدى القارئات عن إعجابها بالكتاب خاصة «رواية لم تكتب بعد» بتسليط الضوء على وولف ذاتها التي امتازت بقدرة عجيبة على الإدهاش في تحليلها للذات البشرية في تناقضاتها المختلفة، وتقول: «رواية لم تكتب بعد، لم أقرأ مثلها من قبل» لم تعبث فيرجينيا وولف بواقع النفس البشرية، لم تنمق المشاعر الإنسانية لتضفي نوعاً من الجمال على الرواية؛ بل اتخدت من فوضى الأحاسيس وخليط الأفكار غير المتزنة والأفكار الرصينة ملمحاً جمالياً لا مثيل له.

من جهة أخرى، يشير أحد القرّاء إلى الملمح الإبداعي عند وولف، من خلال ثلاثة محاور يدور حولها الكتاب هي: الصحة العقليّة لفيرجينيا، النسويّة في كتاباتها، والأسلوب الأدبي الذي امتازت به، وهذا الأخير يعلق عليه القارىء بقوله: لقد استمتعت بأسلوب وولف الأدبي، استمتعت به في قصة رواية لم تُكتب بعد، وكلي شغف أن أستوعب تلك الطرائق الأدبيّة المختلفة الكلاسيكيّة منها والحديثة لكي تزيد متعتي من قراءة الأدب، وتؤهلني لابتكار أسلوبي الخاص في الكتابة كما ابتكرته وولف.

قارئة تختصر إعجابها بالكتاب بكلمات مختصرة وتقول: فرجينيا لم تكتب للقرّاء، لقد كتبت للإنسانة التي أرادتها، كتبت بلسان الحياة بكل إرهاصاتها وتفاصيلها، بلغةٍ لا تعرفُ سوى الحقيقة معنىً لتوتراتها وتشنجاتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"