عادي

أجمل الغابات المُعمّرة في العالم

21:27 مساء
قراءة 5 دقائق
1
1
1
1
دبي: هشام مدخنة

إن العودة إلى الطبيعة تُشبه إلى حد كبير العودة بالزمن إلى الوراء، ولا سيما عند زيارة إحدى أقدم مناطق الغابات في العالم، والتي يُعدّ بعضها شاهداً حياً على أشكال الحياة منذ آلاف السنين على وجه الأرض.  ونظراً لأن الكثيرين منا يتطلعون أكثر نحو وجهات مفعمة بالطبيعة أثناء مغامرتهم بالعودة إلى عالم السفر، فإن هذا الوقت جيد جداً للبدء بأحلام اليقظة تحضيراً للواقع الجميل المقبل. ويمكن للمسافرين التخطيط بسهولة لرحلة كاملة مدتها أسبوع أو أسبوعين لزيارة إحدى هذه العجائب الطبيعية. لذا جهّز أحذية المشي لمسافات طويلة والملابس المخصصة، وفكّر في زيارة مدهشة لواحدة من هذه الغابات المُعمّرة حول العالم.

 ويبوا.. نيوزيلاندا

محمية الغابات «ويبوا» هي ببساطة واحدة من المعالم الطبيعية الحية والبارزة على الساحل الغربي لنيوزيلاندا، واستمتع بمشي سهل في الغابة المطيرة شبه الاستوائية وستذهل بالثروة النباتية الموجودة والأشجار العظيمة ومنها شجرة «تاني ماهوتا»، أو «سيدة الغابة»، كما يُطلق عليها في نيوزيلاندا. وهي أكبر شجرة في المنطقة ويقدر عمرها بـ2300 عام، وارتفاعها 150 قدماً.

الصورة
جرافيك

 الباوباب.. إفريقيا

تعد شجرة «الباوباب» الإفريقية، أو «التبلدي»، أقدم النباتات المزهرة الحية. ويمكنها العيش أكثر من 2000 عام، ولكن في الآونة الأخيرة مات العديد من أقدم الأشجار من هذا النوع، ولهذه الشجرة مئات الاستخدامات الطبية والصناعية، ومن بينها أن لب فاكهتها يحتوي على كميات من فيتامين «سي» . كما تُستخدم جذورها في صناعة الصبغة الحمراء.

 أراوكاريا.. تشيلي

ستأخذك هذه الرحلة لاكتشاف المتنزهات الوطنية الرائعة في جنوب تشيلي، والتي تغطي أراضي شاسعة، وتضم أكبر عدد من سكان الأنديز الجنوبيين في غابات «أراوكاريا» الغنية بأنواع مختلفة من الأشجار القديمة الصنوبرية. وإضافة إلى التنوع الكبير في أفراد عائلة شجرة الآس والشجيرات المورقة، ووجود الأشجار القزمية والسراخس والأعشاب، هناك شجرة «أراوكاريا» التي يزيد عمرها على 1000 عام وتنمو في أجزاء كثيرة من جبال الأنديز الجنوبية. وتضم المنطقة المعتدلة بين جنباتها براكين خامدة وغابات مطيرة، وعدداً لا يحصى من البحيرات الزرقاء المذهلة. إن هذه الغابات فريدة حقاً من نوعها في عزلتها الجغرافية القديمة وغناها بالأنواع الحيوية التي تعيش على الأرض، ومنها الثدييات المستوطنة النادرة جداً.

الصورة
جرافيك

 بياوفيجا.. بولندا وبيلاروسيا

تُعد غابات «بياوفيجا» واحدة من الامتدادات الأخيرة المتبقية من الغابات القديمة عبر السهل الأوروبي. وفي العصور الوسطى، كانت هذه المنطقة بمثابة مناطق صيد للملوك والقياصرة. وفي أوائل القرن العشرين، أعلنت بولندا وبيلاروسيا الغابة حديقة وطنية، وفي عام 1979 أصبحت أحد مواقع التراث العالمي «لليونيسكو». وتضم غابة «بياوفيجا»، التي تقع على الحدود بين البلدين، الكثير من الحيوانات البرية النادرة، وما يقرب من 900 من البيسون الأوروبي المهددة بالانقراض. وعلى امتداد مساحتها التي تبلغ 580 ميلاً مربعاً تنتشر الأشجار الصنوبرية القديمة. ولعشاق رياضة ركوب الدراجات أو المشي لمسافات طويلة نصيب وافر من المتعة داخل المسارات المخصصة في الغابة.

 تسمانيا المطيرة.. أستراليا

تعطي غابات «تاركين» في ولاية «تسمانيا» الجزرية الأسترالية لمحة واقعية عن شكل الحياة على الأرض قبل 300 مليون سنة، وتشكل واحدة من رُقع الغابات المطيرة المعتدلة والباقية في العالم. وهي أيضاً موطن لثاني أقدم أنواع الأشجار الحية على هذا الكوكب، أشجار الصنوبر الرائعة التي يزيد عمرها على 3000 عام. ومن خلال الاستعانة بإرشاد سياحي، يُمكن استكشاف هذه المنطقة الأثيرية المغطاة بالأشجار الكثيفة والشلالات الهادرة والكهوف، إضافة إلى الممرات المائية والتلال. ويكتمل المشهد جمالاً بالمشي لمسافات طويلة في برية تسمانيا المذهلة، خاصة الطريق بين جبل كريدل ماونتن وبحيرة سان كلير، لكونه أشهر مسالك المشي في العالم.

 دينتري.. أستراليا

يُقدر عمر هذه الغابات المطيرة والمُعمّرة شمال بريسبان ب180 مليون سنة، أي أكثر من ضعفي عمر غابات الأمازون الشهيرة. وتمتد على مساحة تقرب من 460 ميلاً مربعاً داخل منطقة «دينتري» المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي «لليونيسكو»، ما يجعلها أكبر غابة مطيرة استوائية في أستراليا. وتُعد غابات «دينتري» موطناً لأصناف من النباتات والحيوانات التي تواجدت على هذه الأرض منذ آلاف السنين، وشكلت جزءاً لا يتجزأ من النظم البيئية الإقليمية على هذا الكوكب.ويمكن أيضاً لمحبي المشي لمسافات طويلة سلك مسار جبل «سورو»، بامتداده نحو 4.5 ميل داخل منتزه «دينتري» الوطني، واستكشاف العديد من مناطق الجذب السياحية التي تمتاز بها المنطقة.

جزيرة ياكوشيما.. اليابان

تمتاز الغابة القديمة في جزيرة «ياكوشيما» الاستوائية في اليابان بجمال أخّاذ ونادر، إذ يتنقل زائرها بين مشهد وآخر كأنه في رحم قصص من عالم الخيال. حيث تزدان المنطقة بأكملها بأشجار «ياكوسو» الضخمة والمغطاة بالطحالب، والمعروفة باسم أشجار الأرز الياباني. كما تضم الغابة أقدم الأشجار الحية في البلاد والتي يبلغ عمر معظمها أكثر من 1000 عام، وبعضها يناهز ال7000 سنة. وتزداد الصورة ألقاً مع مشهد الشلالات الهادرة والأنواع المختلفة من الحيوانات. وحظي النظام البيئي المتنوع والفريد للغاية بتقدير كبير، وتم تسجيل جزيرة ياكوشيما موقعاً للتراث الطبيعي العالمي «لليونيسكو» في عام 1993.

 الأمازون.. البرازيل وبيرو

كانت الأمازون، ولمدة 55 مليون سنة، موطناً لمجموعة مذهلة من الحياة البرية، وعلى وجه الدقة، ما لا يقل عن 10% من التنوع البيولوجي المعروف في العالم.  وتُعد المنطقة أكبر غابة مطيرة استوائية متبقية على وجه الأرض، وتمتد بمساحتها الأكبر ضمن البرازيل وبيرو، لكنها تشمل أيضاً أجزاء من كولومبيا والإكوادور وبوليفيا. وتمثل غابات الأمازون أكثر من نصف الغابات المطيرة المتبقية على كوكب الأرض، وتضم أكبر مساحة من الغابات الاستوائية وأكثرها تنوعاً حيوياً في العالم، لذلك وصفها العلماء بأنها الرئة التي تتنفس الأرض من خلالها، بسبب عملية البناء الضوئي التي ينتج عنها الأوكسجين.

الصورة
جرافيك

 بريستليكون.. كاليفورنيا

تقع غابة الصنوبر القديمة «بريستليكون» على ارتفاع 10 آلاف قدم في مرتفعات كاليفورنيا ضمن غابة «إينيو» الوطنية وسط إطلالة رائعة على نيفادا. وهي موطن لبعض أقدم أنواع الأشجار الصنوبرية الحية على سطح الأرض، وهي شجرة «ميثوسيلا»، المُعمرة ذات الشكل الملتوي. ويفوق عمر الأشجار 4800 عام. وساهمت الظروف القاسية في جعل نموها بطيئاً جداً، ما أكسبها كثافة.

 تونجاس الوطنية.. ألاسكا

في جنوب شرق ألاسكا، تعتبر غابات «تونجاس» الوطنية من أكبر الغابات في الولايات المتحدة والعالم، حيث تنتشر على مساحة نحو 17 مليون فدان، وهي موطن لأنواع نادرة ومهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات، وتشمل جزر أرخبيل الكسندر، والمضائق، والأنهار الجليدية وقمماً من جبال الساحل. ولا تزال الغابة تحافظ على أقدم أنواع الأشجار، ويقدر عمر الكثير منها ب800 عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"