عادي

«جوجل» يحيي ذكرى طبيبة تونسية.. فمن هي؟

10:45 صباحا
قراءة دقيقتين
توحيدة

الخليج- وكالات 

يحتفل محرك البحث «جوجل» اليوم السبت 27 مارس، بذكرى الطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ، التي تعد أول طبيبة مسلمة في العالم العربي. 
ويتزامن الاحتفال مع ذكرى طرح البنك المركزي التونسي للتداول، ابتداءً من 27 مارس العام الماضي، ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دنانير، واختيرت الدكتورة توحيدة بن الشيخ شخصية رئيسة لتلك الورقة النقدية.
ولدت توحيدة الشيخ في 2 يناير 1909 في ولاية بنزرت التونسية شمال البلاد، وسط عائلة ميسورة إذ كان والدها مالكاً بينما تعد عائلة أمها إحدى العائلات الثرية بالعاصمة. ولكن توحيدة عاشت اليتم في عمر صغير بوفاة والداها، فعاشت إلى جانب أخويها تحت رعاية أمهم التي حرصت على تعليمهم.
حصلت توحيدة على الشهادة الابتدائية سنة 1922 من مدرسة نهج الباشا، ومن ثم واصلت دراستها الثانوية بمعهد أرمان فاليار وأحرزت شهادة الثانوية العامة بدرجة امتياز على سنة 1928، لتكون بذلك أول طالبة تونسية مسلمة تحصل على مثل هذه الشهادة. 
اتجهت توحيدة إلى فرنسا رفقة ليديا بورني، زوجة الدكتور بورني الطبيب والباحث الفرنسي بمعهد باستور بتونس. وبدأت بشق طريقها للوصول إلى عالم الطب، فقد سجلت في دبلوم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وهو ما سمح لها باللحاق بكلية الطب بباريس. 
تخرجت سنة 1936 طبيبة، وناقشت في السنة الموالية رسالتها للدكتوراه. فكانت أول طبيبة تونسية وأول طبيبة أطفال. ومن ثم عادت إلى أرض الوطن وفتحت عيادتها وسط العاصمة.

توحيدة


نجحت توحيدة بن الشيخ في بناء مسيرة مهنية زاخرة، بتولي مناصب في أكبر المستشفيات التونسية، حيث عينت بين 1955 و1964 على رأس قسم الولادة بمستشفى شارل نيكول بمدينة تونس 1955 وأنشأت في نفس المستشفى قسماً خاصاً بالتنظيم العائلي سنة 1963، ثم انتقلت إلى مستشفى عزيزة عثمانة وتولت منصب رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع حتى أحيلت على التقاعد سنة 1977. 
 ساهمت توحيدة في تحسين الوضع الصحي للمرأة التونسية في جميع الأوساط وتحديداً الفقيرة، وعملت عبر دعم وتبني سياسات من الحد الكبير من نسب وفيات النساء والأطفال عند الولادة في ستينات القرن الماضي. ففي سنة 1950 أسست جمعية القماطة التونسية للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة. كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني. وفي سنة 1958 أصبحت عضواً في عمادة الأطباء التونسيين

توحيدة

وعملت الطبيبة على تركيز سياسة التنظيم العائلي. وأدارت سنة 1970 ديوان الأسرة والعمران البشري حيث تولت مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي. فقد كان لتوحيدة بن الشيخ دور في مشروع بناء الدولة التونسية بعد الاستقلال.
احتفت النخبة التونسية بالسيدة توحيدة بن الشيخ تقديراً لإسهاماتها الطبية والفكرية وتم تناول مسيرتها في شريط وثائقي بعنوان «نضال حكيمة» كما أصدر البريد التونسي طوابع بريدية تحمل اسمها وصورتها، وأسس عدد من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها «جمعية توحيدة بن الشيخ للسند الطبي» اعترافاً بمكانتها وإسهاماتها التي تواصلت إلى تاريخ وفاتها سنة 2010.

عملة تونسية تحمل صورة توحيدة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"