عادي
رهان جديد على «باك 3» وتغيير دور الظهير

3-5-2.. تطوير أفكار الماضي برؤية عصرية جديدة

22:54 مساء
قراءة 3 دقائق
1

دبي: علي نجم
كان من اللافت في الآونة الأخيرة، بروز ظاهرة فنية جديدة- قديمة، بعد قرار العديد من المدربين في الدوريات الأوروبية الكبرى اللجوء إلى طريقة 3-5-2 التي مثلت خشبة خلاص لفريق برشلونة من أجل تحسين النتائج وفرض التفوق على المنافسين، ما أسهم في تأهل الفريق إلى نهائي كأس الملك، وتأمين سلسلة من 18 مباراة دون خسارة.

1

على نفس الدرب، سار الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد من أجل التعامل مع الغيابات التي عاناها بسبب الإصابات،وفي إنجلترا، لجأ المدرب الألماني توخيل المدير الفني لفريق تشيلسي إلى نهج اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي، وهو الأسلوب الذي يطبق من قبل غالبية الفرق في الدوري الإيطالي، وإن كان مانشيني المدير الفني ل«الأزوري» قد لعب المباراة الأخيرة في التصفيات المونديالية أمام إيرلندا الشمالية برباعي في الخط الخلفي.
كما أعتمد لوف مدرب ألمانيا هذا النهج التكتيكي، أملاً في سد الثغرات والعيوب الفنية التي يعانيها «المانشافت» خلال مشواره في مسابقة دوري الأمم الأوروبية.
وامتد هذا التغيير، ليصل إلى شرق القارة الصفراء، حيث شهدت مباراة اليابان وكوريا الجنوبية الودية الأخيرة التي لعبت قبل أيام، اعتماد كلا المنتخبين على النهج التكتيكي بوجود 3 في خط الظهر. 
تطوير الماضي
قد تكون طريقة اللعب بأسلوب 3-5-2، قد شهدت تطورات تكتيكية كبيرة، حيث يعتمد عدد من المدربين على خماسي في وسط الميدان، بينما يفضل البعض الآخر الرهان على اللعب برباعي مع تغيير النهج إلى 3-4-3 وذلك بهدف زيادة الضغوط على دفاع المنافسين، وتأمين الزيادة العددية.
كان الأرجنتيني بيلاردو أول من أسهم في إحكام الأسلوب الجديد بهدف منح الأسطورة دييغو مارادونا المساحة والحرية فوق المستطيل الأخضر، وهو الأسلوب الذي تطور مع المدرب الإيطالي العملاق إريكو ساكي، وتبدل مع المدرب الحالي كونتي الذي فضل التمسك غالباً بهذا النهج في غالبية الفرق التي تولى قيادتها.
لكن اللافت أن الأسلوب الجديد، بدل فكرة اللعب ب 3 مدافعين بينهم «ليبرو»، بل بات المسمى الجديد للعبة «خط دفاعي ثلاثي»، أو «باك 3»، وهذا يؤشر إلى أن تبدل الأسلوب والفكر، رغم الإبقاء على وجود الثلاثي الخلفي، بينما أصبح حارس المرمى هو اللاعب الذي يؤدي دور الليبرو.
أما التحول الذي بدا واضحاً في الآونة الأخيرة، فقد بات يتعلق بدور اللاعب الظهير، الذي لم يعد يؤدي دوره الدفاعي فقط، أو حتى الشق الهجومي من خلال التقدم ورفع الكرات العرضية أو صنع الزيادة العددية، بل تحول اللاعب الظهير إلى «لاعب وسط» وهو ما بات «ماركة مسجلة» مع ما أظهرة كانسيلو على سبيل المثال مع مانشستر سيتي، أو جوردي ألبا مع برشلونة، وفيرلان مندي مع ريال مدريد والفرنسي ثيو هيرنانديز مع ميلان الإيطالي.
ويصر بعض الخبراء، على أن النهج الجديد ليس عودة إلى الماضي، بل حلول تكتيكية يتم اللجوء إليها قياساً إلى ما تمتلك من عناصر ومقومات في تشكيلتك، أو حتى ظروف المباريات وهوية المنافس.
يتمسك الخبراء بالأرقام، التي تؤكد أن طريقة 4-4-2 التي تتفرع منها العديد من الأساليب من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 أو حتى 4-1-4-1، هي السائدة والأكثر قناعة لدى المدربين عالمياً من خلال الحفاظ على أسلوب اللعب بوجود رباعي في خط الظهر منذ قرابة 30 سنة.
التغيير المستحب
ويرى المدرب التونسي نور الدين العبيدي أن التغيير سمة الكرة الحديثة، هناك بحث دائم عن تأمين أفضل صورة للعب الكرة الشاملة، وهي لعبة تتطلب الكثير من الجوانب وبات الهم الأول بالنسبة إلى المدربين البحث عن كيفية كسب المساحات والاستحواذ وتأمين التفوق العددي دفاعياً أو حتى هجومياً.
ومضى يقول: اللجوء إلى اللعب ب 3 مدافعين عائد أولاً إلى تغيير مفاهيم المدربين كما يتضمن جوانب إيجابية، تتمثل في الزيادة العددية في منطقة العمليات في وسط الميدان، مع استغلال المساحات والاستحواذ.
وأضاف قائلاً «الكرة الشاملة تعتمد على عدم الالتزام أو التقيد بالمراكز، بل هناك تبادل للمراكز وتطوير مستوى اللاعبين على صعيد قراءة اللعب، وذلك يتطلب حضوراً ذهنياً وبدنياً وفنياً عالياًَ من اللاعبين، لذا تجد أن هناك مواصفات خاصة يحتاج إليها اللعب بهذه الطريقة، وهي مقومات لا تتوافر لدى كل الفرق، خاصة أنها تحتاج إلى نوعية متميزة من لاعبي الأطراف».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"