عادي

مشاركون في ندوة «الخليج» يوصون باستراتيجيات ترسّخ «التوظيف الهجين»

18:55 مساء
قراءة 4 دقائق
المشاركون في الندوة

الشارقة: هاني عوكل

أوصت ندوة «أنماط سوق العمل في ظل كورونا» التي عقدها «مركز الخليج للدراسات» في جريدة «الخليج» صباح السبت، عبر تقنية «زوم»، بضرورة تبني استراتيجيات ترسخ سياسة التوظيف الهجين، لمواجهة تحديات جائحة «كورونا» ومواكبة سوق العمل وضمان الكفاءة الإنتاجية.

واتفق المشاركون في الندوة التي أدارها الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، على أهمية تحديث المناهج التعليمية أولاً بأول، وأولوية التعليم المستمر مدى الحياة لمختلف شرائح المجتمع، كونه ضرورة وليس خياراً، وكذلك تحديث التشريعات والقوانين التي تسهل بيئة العمل، وتحقق المرونة المطلوبة في إطار التغيرات المتسارعة، سواء تكنولوجياً أو في مواجهة «كورونا» الذي هدد الكثير من الوظائف ومسّ بكثير من الاقتصادات الصاعدة وخصوصاً الناشئة.

كما أجمعوا على أن دولة الإمارات حوّلت تحديات الجائحة إلى فرص، باعتمادها مسبقاً منظومة متكاملة تربط بين تمكين البنية التحتية الخدمية والتكنولوجية، وتكريس سياسة العمل عن بُعد، بما في ذلك متابعة التعليم الذكي.

وأشادوا بالوعي الاستباقي للقيادة الحكيمة في مسألة التحول الرقمي، وتبنّي سياسات تخدم سوق العمل، قبل انتشار «كورونا»، والاستثمار في رأس المال البشري الذي يعدّ أساس التنمية المستدامة، والرهان الحقيقي على قوة الدولة وكفاءتها ومرونتها في التعامل مع مختلف التحديات.

الدكتور البستكي قال: إن «كورونا» سبّب طفرة وظيفية في العالم وعززت التوجه نحو العمل عن بُعد، في حين أن التكنولوجيا مجرد وسيلة لتحقيق أهداف العمل وتحسين بيئته. داعياً إلى أهمية إضافة مساقات تعليمية تتصل بالتكنولوجيا، بحيث تجعل المخرجات التعليمية قادرة على مواكبة متطلبات سوق العمل الذي يعتمد بشكل كبير عليها. ولفت إلى أن استدامة الاقتصاد تتحقق بوجود قيادة واعية وتستثمر في رأس المال البشري، وقيادة الإمارات برهنت نجاحها في تحقيق التنمية بكل القطاعات.

واتفق معه الدكتور عمر النعيمي، الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، بأن قطاع الأعمال تأثر بسبب الجائحة، ما أدى إلى اختلال في المهارات، بحيث أصبح أرباب العمل يفضلون الموظف الذي يمارس أكثر من مهنة، إلى جانب أن الحكومات في العالم وجدت نفسها أمام تحديات صعبة بفعل «كورونا» وحدثت تحولات في الوظائف وفي سوق العمل.

وأضاف أن الجائحة، أكدت أن بعض السياسات التقليدية لإدارة سوق العمل مهمة ولا تزال كذلك حتى في المستقبل، وتحديث التشريعات ضروري والأهم تشريعات تواكب تطور العالم والمجتمعات.

فيما تطرق محمد عيسى الكشف، عضو المجلس الوطني إلى تجربة الإمارات في التعامل مع «كورونا»، وعدّها سبّاقة في التعليم عن بُعد، وتمكنت من تجاوز التحديات التي فرضتها الجائحة عالمياً.

وألمح إلى أن الدولة وأنشطتها وخدماتها لم تتعطل في وقت الجائحة، بل وقّعت كثيراً من الاتفاقات عن بُعد. ووظفت التكنولوجيا في التواصل عن قرب وبُعد، مع امتدادها الداخلي ومحيطها الخارجي. كما سهّلت الإجراءات لترسيخ منظومة التعلم الذكي عن بُعد.

وفي الحديث عن اقتصاد الدول في ظل «كورونا»، أوضح الدكتور سليمان الجاسم، الباحث والأكاديمي، أن الجائحة أنتجت اضطراباً في سوق العمل. وجميع الاقتصادات العالمية تأثرت والأكثر تأثراً الاقتصادات الناشئة، في الوقت الذي تتحول الكثير من الأعمال والتجارة التقليدية إلى إلكترونية.

وأشاد بجاهزية البنية التحتية للإمارات التي سّهلت عمل الحكومة والقطاعات الخاصة في العمل عن بُعد، وزيادة الإنتاجية. وهذا حقق نتائج إيجابية مرتبطة بترشيد الإنفاق في القطاعين الحكومي والخاص، والعمل الهجين حضر بقوة في سوق العمل خلال «كورونا» ولن تواجه الدولة أي معضلة في التحول إلى عالم ما بعد الفيروس.

الدكتور يوسف العساف، رئيس جامعة «روتشستر للتكنولوجيا»، تطرق إلى تأثر معظم القطاعات بما فيها الأكاديمي نتيجة «كورونا»، في حين استفادت أخرى مثل القطاع المرتبط بخدمات التوصيل، وكذلك التكنولوجي.

وتطرق إلى تجربة تدريب الطلاب في بعض الجامعات بالدولة على تأسيس شركات خاصة بهم وتوليد أفكار ابتكارية تنسجم مع متطلبات سوق العمل. غير أنه قال إن «كورونا» أظهر بعداً نفسياً على جميع الأفراد بما في ذلك الطلبة ونحن بحاجة إلى مساقات مرتبطة بالجانب النفسي والعمل والتعلم عن بُعد، بحيث تُمكّن المجتمع من إدارة الحالة النفسية في العالم الرقمي.

سلطان بن جميع الهنداسي، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الفجيرة، أكد أنه لولا البنية التحتية القوية والمتقدمة للدولة لما وصلنا لإنجازات ملموسة في عصر «كورونا»، لافتاً إلى أن الحكومة قرأت المستقبل وكانت سبّاقة من بين الدول في تذليل الصعاب وتقليل الكُلف المادية والمعنوية التي فرضها الفيروس على العالم.

ودعا الدكتور أنور حاميم بن سليم، المدير العام لمركز الابتكار العالي للتدريب والاستشارات، إلى بناء السيناريوهات واستخدام أدوات استشراف المستقبل، وتفعيل الدور الحكومي في تقديم الدعم والتعاون الحقيقي للقطاع الخاص، عبر عدة باقات من التسهيلات أو التخفيضات أو العروض لترسيخ الشراكة الاستراتيجية الفعالة لتحقيق رؤية الحكومة وتلبية متطلبات أسواق العمل المستقبلية.

وأوصى بالاستعداد لصناعة جيل جاهز لتحديات سوق العمل في المستقبل عبر مناهج في المدارس والجامعات عن ريادة الأعمال وإدارة المشاريع والتفكير بأنواعه لتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، وتعزيز المشاركة العملية لأهميتها، وتفعيل استراتيجية تعزيز القدرات والكفاءات الحكومية، عبر المهارات الوظيفية والمهارات السلوكية الأخلاقية، والابتكار والجاهزية للمستقبل.

فيما قال خميس البلوشي، الخبير في العلاقات الحكومية والتعليم من سلطنة عُمان، إن الجائحة عجّلت من موضوع العمل والتعليم عن بُعد، غير أن التعليم التقليدي ما يزال حاضراً بقوة بالنسبة لكثير من الدول التي ما تزال تركز عليه.

وأضاف أن الحكومات أرست خططاً لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وأسهمت في تقليل الكُلف على القطاعات المتضررة بسب «كورونا». مؤكداً أهمية وجود مخرجات تعليمية قوية وآليات منسجمة مع متطلبات سوق العمل.

الدكتورة رحمة بوقراند، رئيسة خدمة العملاء في شركة «ساب»، قالت إن «كورونا» دفعنا لتعزيز منظومة العمل عن بُعد بما في ذلك تغيير النظام الداخلي والقوانين لدى كل مؤسسة فيما يتصل بحقوق وواجبات الموظفين للاستجابة للتحديات التي فرضها الفيروس، وباتت الشركات تتنافس اليوم على توظيف أصحاب المهارات المتعددة والعالمية، وفي الوقت ذاته طالبو العمل أصبحوا قادرين عن طريق العمل عن بعد على إيجاد فرص عمل في أي مكان في العالم

والدولة وفّرت وسهّلت الإمكانيات لقطاعات الأعمال بالتحول الرقمي والعمل عن بُعد، ويجب أن لا نتخوف من التغييرات التي تحصل بعد الفيروس. وتأكيد ن العلم هو سلاح المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"