عادي

الملايين يحتفلون بعيد الفصح وسط قيود احتواء فيروس كورونا

19:56 مساء
قراءة 4 دقائق

روما- سكسارد (المجر) - (أ ف ب)

احتفل ملايين المسيحيين، الأحد، بعيد الفصح للمرة الثانية في ظل تدابير احتواء فيروس كورونا، في حين تسعى الدول إلى السيطرة على موجة جديدة من «كوفيد- 19».

فعلى الرغم من تسارع حملات التلقيح في بلدان كثيرة، أجبر التزايد الكبير في أعداد الإصابات دولاً عدة من كندا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية على إعادة فرض قيود لا تلقى تأييداً شعبياً.

وفي رسالة الفصح اعتبر البابا فرنسيس أن التلقيح هو «أداة أساسية» على صعيد مكافحة الفيروس، في حين تشهد إيطاليا في نهاية الأسبوع إغلاقاً مشدداً.

وقال البابا فرنسيس في عظته في كاتدرائية القديس بطرس: «أحث المجتمع الدولي بأسره على التزام مشترك للتغلب على التأخيرات في توزيعها وتسهيل تقاسمها، ولاسيما مع البلدان الأشد فقراً».

في بلجيكا، دخلت قيود مشددة حيّز التنفيذ، وكذلك في فرنسا؛ حيث تسابق السلطات الوقت لاحتواء طفرة في الإصابات وضعت مستشفيات باريس تحت وطأة ضغوط كبيرة. في وحدة العناية المشددة الخاصة بالمصابين ب«كوفيد- 19»، في مستشفى أنتوني الخاصة في جنوبي باريس، لا تبقى الأسرة شاغرة سوى لوقت قصير.

وأشارت الممرضة لويزا بينتو إلى غرفة شغرت يتم تنظيفها وتجهيز الفراش لاستقبال المرضى الجدد: «لا وقت لتهوية السرير».

على الضفة المقابلة للأطلسي، تخطت كندا التي تشهد موجة تفش جديدة استدعت تشديد القيود في عدد من المقاطعات قبيل عيد الفصح، عتبة مليون إصابة ب«كوفيد- 19». كذلك خفتت رهجة الاحتفالات في أمريكا اللاتينية؛ حيث تشهد البرازيل تفشياً واسع النطاق يرجّح أن يكون سببه نسخة فيروسية متحوّرة أسرع تفشياً. دفع سوء الأوضاع البيرو إلى فرض إغلاق خلال العيد، وبوليفيا إلى إغلاق حدودها مع البرازيل، وتشيلي إلى إغلاق كل الحدود. لكن في القدس، أتاح نجاح حملة التلقيح رفع القيود جزئياً، ما سمح بإقامة احتفالات عيد الفصح.

وأقيم قداس الفصح في كنيسة القيامة التي بنيت وفقاً للتقاليد المسيحية في موقع صلب المسيح ودفنه في القدس الشرقية. إلا أن السياحة عامة محظورة وبالتالي تعذّر هذا العام تقاطر عشرات آلاف الحجاج الذين عادة ما يزورون الموقع في فترة العيد.

تزيين بيض عيد الفصح برسوم فنية تقليد مجري ما زال حياً

في سياق متصل، تحافظ الفنانة المجرية تونديه كزوهاي على حرفة أسلافها المتمثلة في تزيين بيض عيد الفصح في أوروبا بنقوش جميلة تشبه الدانتيل تلونها بالشمع.

فللمجر، كما أوكرانيا ورومانيا، تاريخ طويل في هذا المجال، وتعمل السيدة كزوهاي (67 عاماً) طوال السنة في هذا المجال في محترفها بمدينة سكسارد، على بعد 150 كيلومتراً جنوبي بودابست. وتقول ل«فرانس برس» خلال جولة في المكان: «بعد 30 عاماً من الحب، بتنا نعرف بعضنا بعضاً جيداً، البيضة وأنا». وتضيف بمزيج من المزاح والجد: «إذا ارتكبت خطأ وانكسرت البيضة، فسيكون ذلك مؤلماً بالنسبة لي كما هو بالنسبة لها».

بدأت هذه المجرية بالرسم وفقاً لتقليد «ساركوس» الذي نشأ في منطقة مجاورة، لكنها سرعان ما طورت أسلوبها الخاص من خلال نقش ونحت أصداف البيض بواسطة مثقاب يدوي صغير. والبيض الذي تشتغل عليه يمكن أن يأتي من دواجن صغيرة أو ضخمة، كالدجاجة وطائر التدرج وطائر الإيمو الأسترالي وحتى النعام. لكنها ترى أن بيض الأوز يظل «الأنسب، لأن مساحة سطحه كبيرة وقشرته صلبة ولونه أبيض، وهو أمر مهم للتلوين ورسم التفاصيل المصغرة».

بعد أن تفرغ البيضة من محتواها بواسطة ثقوب صغيرة تحفرها بدبوس، تتولى الفنانة تنظيفها ثم تجفيفها، قبل أن ترسم الأنماط عليها بقلم رصاص رفيع. وبعد ذلك تستخدم قلم حبر صغير لترسمها بدقة بالشمع الساخن، وهي طريقة تسمى ال«باتيك». تُغمر القشرة في محلول كيميائي يذيب الأجزاء غير المغطاة بالشمع. ثم يُزال الشمع بفرشاة أسنان، تحت صنبور ماء فاتر، فلا تبقى إلا الصبغة. ولإحداث تأثير الدانتيل، تُحفر الثقوب في اللحظة الأخيرة.

وفي المحترَف المتواضع، تُعرَض هذه الأعمال وكأنها جواهر على منصات الدوارة، وتكون مزينة بشكل مذهل بمشاهد من القصص الخيالية والأساطير والحيوانات والرموز الدينية والأشكال الهندسية المعقدة. وتفتخر كزوهاي بأن كل واحد من تصاميمها «يختلف عن الآخر»، لكنّ المفضلة لديها هي تلك التي تستحضر «عودة الربيع». ولا غرابة في أن يستغرق هذا المستوى من التفاصيل الدقيقة أياماً من الجهد، ومن المستحيل إنتاج أكثر من مئة بيضة مزينة سنوياً.

ومنذ تسعينات القرن العشرين، تشارك الفنانة بانتظام في معارض في أوروبا الغربية وتحظى أعمالها بشعبية لدى هواة الجمع الذين يقدرون أسلوبها الفريد. وتقول مازحة: «أنا لا أوقع عليها، فالجميع يعرف من صنعها».

وعلى الرغم من أنها لم تتمكن من السفر هذا العام بسبب القيود التي فرضها جائحة «كوفيد- 19»، فإنها منشغلة على الدوام بطلبيات الزبائن. وتروي مبتسمة: «طلب مني رجل إطفاء أخيراً أن أرسم شاحنته.. أنا أفعل ما يجعل الناس سعداء».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"