ودية الهند

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

** تستحق ودية منتخب الإمارات مع نظيره الهندي التي أقيمت مؤخراً في نهاية معسكر منتخبنا الوطني وقفة للتحليل والتقييم، وسأتناولها من خلال وجهين.
** الوجه الأول: النداء الأخير.. الذي أتمناه حقيقةً ونحن في هذه المرحلة الحرجة أن يُعطى كامل الثقة للاتحاد وأعضائه عموماً، والجهاز الفني على وجه الخصوص، المرحلة بلا ريب تقتضي الدعم التام والتسليم بمن هم في التشكيلة، وأنا لو أردتُ أن أدلي بدلوي في التشكيلة وخِلافه، لأطلتُ النَفَسَ فيها، ولكني آثرت الوقفة المُسانِدة للمدرب بالعناصر الموجودة فيه، فلا يُجدي الآن أن نتكلم عن مدرب ما نُمني النفس بوجوده معنا، أو عن لاعب مؤثر مهما بلغت محبته في قلوب محبيه وصدور منافسيه، فالبركة إذاً في الموجودين، دعونا ندعو لهم بالتوفيق ونقف معهم بالكلمة الهادفة المشجعة المحفزة.
ومن جانب آخر، أنصح نفسي وإخوتي ممن لهم نظرة مغايرة لقناعات من يعمل مع الاتحاد ويختلفون معهم إما فكرياً أوشخصياً أن يتوقفوا عن شن حملاتهم الإعلامية بالتصريح تارة، والتلميح والتورية «التويترية» تارة أخرى.. لأن المرحلة بحق تستلزم المؤازرة الإيجابية ولو تلبّدت أجواء كرتنا بِسُحُبِ الضبابية هنا وهنالك هذه الأيام.. قِفوا يا سادة مع المنتخب وتشكيلته ومدربه ورجالاته، وأوقفوا النقد اللاذع إلى إشعار آخر.
** الوجه الثاني: الشَهْدُ والعلقم.. مشاهدتي للمباراة ورؤيتي لها من وجهين وكلاهما يصب في مسار الوقفة التقييمية الصادقة مع المنتخب..أما الشَهْدُ هنا، فبعيداً عن تعادلنا مع العراق سلبياً وفوزنا على الهند بـ«نصف درزن»، أعتقد أن الإيجابية الطاغية في المقابلتين كانت في الروح الجادة الحاضرة بجلاء والرغبة القوية من اللاعبين أن يرونا أجود ما لديهم، من حيث الجدية في الأداء والفدائية في الملعب، إذا ما قورنت بسابقاتها من التجارب الودية، وهذه الانتفاضة وجدناها من اللاعبين بلا استثناء لإثبات الذات وتغيير الصورة والتأكيد للجمهور أن القادم أفضل وأجمل.. ويُعَدُّ هذا هو الرصيد الذي ينبغي أن يمتلكه رموز منتخبنا وهم يلبسون شعار بلدهم.. بالإضافة إلى ما أحسستُ به بأنهم متلهفون لبدء التصفيات وعازمون على التربع على المجموعة عن جدارة واستحقاق.
أما العلقم في هذه التجربة وسابقاتها، أذكره هنا من باب ضرورة التفات أهل الشأن له، وهو غياب هويّة واضحة المعالم للمنتخب والافتقار للأداء الجماعي المتناسق، وحتى وإن استعاض المنتخب بأمرين لا يكفيان «الروح القتالية والتعويل على مهارة اللاعبين الفردية».. وغياب الهوية الفارقة وجماعية الأداء وإن لم يظهرا «بشكل جليّ» مع ودية الهند، لبان لنا لو واجهنا منتخباً ذا أنياب هجومية ضاغطة شرسة.. وهذا الأمر«العلقمي» يستدعي التدرب على الكثير من الخطط وربما تجارب ودية أو رسمية أكثر لهضم فكر المدرب.. ولو قدر لنا تجاوز التصفيات - إن شاء الله - أرى أن المباريات الأربع ستزيد من ترسيخ الهوية الواضحة للمنتخب.
وفي الختام.. من يدري - ربما - يأتي الخامس عشر من يونيو، حيث آخر مباراة لمنتخبنا في التصفيات، ونسعد بتأهلنا فنقول لأنفسنا.. نحن من صعّبناها على أنفسنا وهي أصلاً كانت سهلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"