إعلانات مواقع التواصل

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

تنظيم الإعلانات في مواقع التواصل، موضوع جدلي، وما زال يشهد بعضاً من الفوضى، رغم فرض الدولة قوانين تنظّم العملية وتضبطها، وفق لوائح واضحة وصريحة، وفرض غرامات على المخالفين.
لكن المتتبع لتلك المواقع، يحصد يومياً جملة من المخالفات الصريحة والعلنية، من بعض مشاهير التواصل، والمؤثرين، بالإعلان دون توضيح أن ذلك إعلان، سواء كتابياً أو لفظياً، ليقع المتابعون ضحايا لتلك الإعلانات في بعض الأحيان.
والسؤال المطروح: هل هناك إحصاءات خاصة بعدد مشاهير التواصل في الدولة، الذين يجب أن يحصلوا، بموجب قانون الدولة، على تصريح مسبق ليعلنوا عبر منصات التواصل؟ وهل ثمة عقوبات فعلية فرضت على بعض المشاهير لتهاونهم باتباع اللوائح؟ وهل توجد برامج توعوية لهؤلاء المشاهير لتعريفهم بتلك القوانين؟ فقد يجهل بعض منهم القوانين، ولا يكون متعمداً بكسر اللوائح.
تنظيم العملية أمر ضروري، في ظل الترويج لمنتجات طبية قد تؤثر في صحة الإنسان، والإعلان عن منتجات للجمال فد تؤدي إلى قبح، ومنتجات أخرى توزن بالذهب من شدة المبالغة بالوصف، والحقيقة أنها لا تساوي شيئاً ولا قيمة حقيقية لها.
والمنصات نفسها التي روجت لتلك المنتجات، شاهدة على وجع الآخرين وآلامهم بعد استخدامهم تلك المنتجات، وشاهدة على أن بعض المعلنين خدعوا متابعيهم، فالمستهلك اليوم بات يدون رأيه بكل صراحة، وبعبر عن نفسه بكل شفافية.
ثمة سلوكات أخرى بدأت تظهر علناً، عبر طرح مبادرات بجمع التبرعات لمساعدة شخص، دون الحصول على الموافقات من الجهات المعنية، بقيام مشهور في التواصل، بطلب التبرع عبر تلك المنصات لمصلحة آخر، وهذا التهاون له سلبيات كثيرة على المدى البعيد، خاصة أن ليس كل ما ينشر على تلك المنصات حقيقياً، فكُثُر يدّعون الحاجة إلى المال والحقيقة منافية لذلك، ويدّعون قصصاً من وحي الخيال، ويسردون حكايات لا وجود لها، إلا في عقلهم الصغير، ليقع الجمهور ضحية تلك الأكاذيب، ويتعاطف مع الحالات ويدعمهم مالياً ومعنوياً، ليستفيد ويوقع المؤثر أو المشهور في دوامة مع المشكلات لمخالفته اللوائح، وجهله بالقوانين؛ فالمشهور قد يكون ضحية، ويقع فريسة لبعض ضعاف النفوس الذي يعزفون على وتر الإنسانية لاستعطاف الجمهور والمشاهير.
ليس كل فيديو ينشر، خلفه قصة حقيقية، فالزائف يفوق الحقيقة، والخيال يطغى على الواقع، وادعاء المثالية يتجاوز الحياة الفعلية، فلنكن حذرين في كل ما نشاهده على تلك المنصات، ولا نتبع كل إعلان بشغف، ونتروّى قبل اختيار المنتج خاصة الطبية والتجميلية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"