عادي

الصين تكشف عن أنيابها وتُطلق «ذئاباً محاربة» لمواجهة الغرب

15:28 مساء
قراءة 3 دقائق
بكين: «أ.ف.ب»
في مواجهة الخلافات المتزايدة مع الغرب، باتت الصين ترد بشكل مباشر عبر دبلوماسية جامحة وتطلق «ذئاباً محاربة» لا تتردد في الكشف عن أنيابها. وقد أعطت العقوبات الغربية الأخيرة على الصين، بسبب الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان في منطقة شينجيانج وقضية الإيجور، الدبلوماسيين الصينيين أسباباً إضافية للرد.
ما هي دبلوماسية «الذئب المحارب»؟
لقد ولى الزمن الذي كان يدافع فيه الزعيم الصيني دنج هسياو بينج الذي حكم بين 1978 و1992 عن اعتماد دبلوماسية حذرة توصي عملاً بقول صيني مأثور: «لا تظهر قوتك، وانتظر أن يحين الوقت المناسب».
تغير التوجه على نحو كبير مع وصول الرئيس شي جين بينج إلى رئاسة الحزب الشيوعي في نهاية 2012، وبدأ تدريجياً في تغيير ذلك النهج.
ويشير مصطلح «الذئب المحارب» خصوصاً، إلى دبلوماسيين صينيين يدافعون بكل قوة عن مواقف بلادهم على «تويتر» على الرغم من أن شبكة التواصل الاجتماعي هذه محظورة في الصين. ويجري التداول بهذه العبارة منذ سنوات في ما يخص الشؤون الصينية، وهي مستوحاة من عنوان فيلم تشويق صيني يحارب فيه بطل على غرار «رامبو» مرتزقة غربيين.
لماذا هذا التغيير في اللهجة؟
خلال رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، كانت بكين تبرر هذا النهج بالمواقف الحادة، البعيدة عن الدبلوماسية التي كان يطلقها الرئيس الأمريكي السابق. منذ ذلك الحين، لجأ العديد من الدبلوماسيين الصينيين إلى «تويتر» للدفاع، بشدة، في بعض الأحيان، عن موقف حكومتهم.
إحدى شخصيات هذا الجيل من الدبلوماسيين، هو الناطق باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان.
في العام الماضي في خضم الوباء، تسبب تشاو في جدل حاد من خلال قوله، إن رياضيين عسكريين أمريكيين ربما جلبوا وباء «كوفيد ـ 19» إلى الصين. جاء ذلك رداً على اتهامات ترامب الذي غالباً ما وصف «كورونا» بأنه «فيروس صيني»، مؤكداً لكن بدون أدلة، بأن الفيروس قد يكون تسرب من مختبر صيني.
وأثير جدل جديد في كانون الأول/ديسمبر مع أستراليا. فعلى خلفية التوتر مع هذا البلد أثار تشاو ليجيان، هذه المرة غضب كانبيرا، بسب مونتاج صور مثير للجدل حول جرائم حرب مرتكبة في أفغانستان. وأظهرت الصورة المثيرة للجدل التي وصفتها كانبيرا بأنها «مثيرة للاشمئزاز»، رجلاً يرتدي زي جندي أسترالي ويمسك بسكين ملطخة بالدماء فوق عنق طفل أفغاني.
لماذا أطلق «الذئاب» من جديد؟
أعطى وصول جو بايدن إلى الرئاسة الأمريكية بكين، أملاً في العودة إلى علاقة أكثر سلمية بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن أول تواصل صيني أمريكي في حقبة بايدن، شهد على العكس، خطاباً حازماً من الجانبين أثناء انعقاده في ألاسكا.
وهاجم يانج جيشي أعلى مسؤول شيوعي دبلوماسي صيني، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، بحدة، ما أثلج صدر الأوساط القومية في الصين.
وقال ماتيو دوشاتيل مدير برنامج آسيا في معهد «مونتين» للأبحاث عن موقف جيشي، إنه «خطاب قوي» يبدو أنه «شجع الدبلوماسيين الصينيين على الإدلاء بتصريحات نارية». وبعد أسبوع، وصف القنصل العام الصيني في ريو دي جانيرو، لي يانج، على «تويتر»، كندا، بأنها «كلب حارس للولايات المتحدة» وتوجه إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بتعبير غير معتاد في الدوائر الدبلوماسية بكلمة «ولد».
أما السفارة الصينية في فرنسا، فقد وصفت باحثاً في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية أنطوان بونداز بأنه «ضبع مجنون»، و«قزم أيديولوجي» بسبب مواقفه المناهضة للصين.
ماذا بعد؟
واعتبر الخبير السياسي شونج جا ايان من جامعة سنغافورة الوطنية، أن الدول التي تعتمد على السوق الصينية «أكثر استعداداً للرضوخ» لمواقف بكين.
على العكس من ذلك، فإن الدول المستهدفة بنيران الغضب الصينية وتحديداً كندا وأستراليا، لديها خبرة في التعامل مع الضغوط الصينية والتصدي لها. ومع ذلك، يمكن لبكين أيضاً تكثيف ضغطها عبر الإنترنت لإظهار ما تكلفه معارضة الصين، كما يحذر دوشاتيل، لكن بشرط استخدام هذه الشبكات بشكل صحيح. وفي أيلول/سبتمبر، أعطى حساب رسمي على موقع «تويتر» للسفير الصيني السابق في بريطانيا ليو شياو مينج، إشارة إعجاب بفيديو «غير أخلاقي». وأكدت السفارة آنذاك أنها عملية قرصنة. وتقاعد ليو بعدها بأشهر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"