مواطنون بلا وظائف

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

ما مر به العالم خلال بداية انتشار فيروس كورونا لم يكن بالشيء السهل، فقد ضربت الجائحة مفاصل الحياة بكل أشكالها، إذ شلت المرافق الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، وتوقفت حركة الطيران ووصل الحال إلى الإغلاق التام في كثير من مدن العالم، بعض الدول ما زالت تعيش في توتر يومي في التعامل مع الجائحة وتبعاتها ولا تصل إلى أسلوب متكامل في التعامل معها.
بالطبع التأثير كان متفاوتاً مع سرعة كل دولة وقدرتها على التكيف والمجابهة الحاسمة الحازمة التي تراعي كافة الجوانب، ولله الحمد كانت دولة الإمارات في طليعة الدول التي تعاملت مع الجائحة بوعي شديد، يعي ويراعي المتطلبات كافة وينتهج الطرق التي تعالج دون أن تستسلم، بل تنتهج أسلوباً عقلانياً يحرص على صحة المجتمع كأولوية ويراعي المصالح الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، وبين الشدة واللين عبرت الدولة كثيراً من منزلقات الجائحة، بل مدت يد العون للكثير من الدول لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة التي يمر بها العالم والتي تعبر عن حس إنساني عالٍ، ولم تألُ الدولة جهداً في المساهمة على تجاوز إفرازات الجائحة.
لكن هناك الكثير من الجهات- خصوصاً في القطاع الخاص- التي لم تتعامل مع الجائحة بالحس الإنساني، بل وضعت الجانب المالي في المقام الأول دون مراعاة لأي شيء آخر، وتجاوزت كل الأعراف وحتى القرارات الحكومية، فلم تخفض الرواتب لما يزيد على النصف، بل فصلت تعسفياً الكثير من العاملين لديها، ووصلت في ذلك إلى فصل المواطنين الذين يمنع القانون فصلهم إلا بأسباب، فتحايلوا على مفردات القانون وتلاعبوا بها ليتسنّى لهم ما يريدون بالرغم من الدعم الحكومي اللامحدود الذي حصلوا عليه.
كل ذلك حدث مع صمت غير مبرر للجهات المعنية مثل وزارة الموارد البشرية والتوطين الجهة المعنية الأولى في فرض القانون دون السماح بأي تلاعب أو رضوخ لمنطق أن هذه الجهة أو تلك تخضع أو لا تخضع لقانون العمل، فهل وجود عدد كبير من العاطلين عن العمل شيء يسعد المجتمع أم أنها قضية محورية مهمة يجب الالتفات لها والتعامل معها بأسرع وقت، فهي في تفاقم وتؤثر في تماسك المجتمع واستقراره.
الدولة وفرت كل السبل لكافة الجهات لتعود للعمل وراعت المصالح من كل جوانبها ليتمكن كل نشاط للعودة للعمل والإنتاجية، لكن يبدو أن أصحاب الأعمال والشركات ما زالوا يمتصون كل تلك المبادرات الحكومية من دون أن يقدموا شيئاً في المقابل.
بقاء الكثير من المواطنين دون وظائف شيء لا يدعو للسعادة وشيء لا بد من التعامل معه بحزم وحسم لصالح المجتمع والوطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"