عادي
في دراسة حديثة لمشروع «ستيب» و«كي بي أم جي»

الشركات العائلية في الإمارات اتبعت نهجاً حذراً في الاستجابة لـ«كوفيد-19»

19:58 مساء
قراءة 3 دقائق
الجامعة الامريكية بالشارقة
الشارقة: «الخليج»
كشفت دراسة عالمية جديدة وتقرير معياري صادر عن الاتحاد العالمي لمشروع «ستيب» وشركة «كي بي أم جي» للمحاسبة المتعددة الجنسيات بقيادة الدكتور رودريغو باسكو، من كرسي أستاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للشركات العائلية، عن أن الشركات العائلية في دولة الإمارات اتبعت نهجاً حذراً في الاستجابة لجائحة كوفيد-19 للحفاظ على الاستثمارات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية في الشركات.
وقام المشروع العالمي بتحليل بيانات ما يقرب من 2500 شركة عائلية من 75 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي وآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وإفريقيا. وكشف البحث عن أن جائحة كوفيد-19 أثرت سلباً على إيرادات 69 % من الشركات التي شملتها الدراسة.
حماية الموظفين
ولكن بالرغم من الصدمة الاقتصادية التي أًصابت العالم، أظهرت الشركات العائلية في الإمارات «نية عبر الأجيال» حيث تمسكت بأصحاب المصلحة الرئيسيين أثناء التخطيط للمستقبل، وهو ما ظهر في رد فعلهم الفوري لمحاولة حماية موظفيهم أولاً قبل البحث عن خيارات بديلة لخفض التكاليف يمكن أن تساعد في استقرار التداعيات الاقتصادية والمالية على أعمالهم.
قال الدكتور باسكو: «كنا في نهاية المطاف ننظر إلى مرونة الشركات العائلية في هذا الوضع النادر للغاية في ظل وباء عالمي. كيف تستجيب الشركات؟ ما هي الاستراتيجيات والآليات التي يضعونها لضمان نجاحهم على المدى الطويل وبقائهم على قيد الحياة للأجيال القادمة؟».
تُظهر استجابات الشركات العائلية لجائحة كوفيد-19 من وجهة نظر استراتيجية أن الشركات العائلية اتبعت أحد الأساليب الاستراتيجية الرئيسية الثلاثة لمواجهة الوباء وهي إما المسؤولية الاجتماعية، أو تغيير مجال العمل، أو التحلي بالصبر.
التحلي بالصبر ميزة تنافسية
ويشير التقرير إلى أن اتباع منهج التحلي بالصبر قد يمنح الشركات العائلية في الإمارات ميزة تنافسية مستقبلية لقدرتها على اغتنام الفرص التي قد لا يكون لدى الآخرين في الصناعة البصيرة أو الموارد لاقتناصها. وأشار الدكتور باسكو إلى أن الشركات العائلية في الإمارات تعتمد على رأس المال الاجتماعي العائلي للتغلب على تأثير جائحة كوفيد -19.
قال: «ما وجدناه كان هو أن الشركات العائلية مندمجة في البيئة الاجتماعية والاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أدى التزامها بالحفاظ على ريادة الأعمال عبر الأجيال إلى تبنيها المرونة، والتي تم تحويلها إلى إجراءات استراتيجية اتخذتها الشركات لاحتضان جميع أصحاب المصلحة خلال الجائحة».
وفي حديثه عما تعلمته عائلات الأعمال الإماراتية من أزمة كوفيد -19، قال الدكتور باسكو إن الجائحة مثلت فرصة للشركات العائلية لتذكر القيم العائلية القديمة الجيدة وممارستها.
وقال: «لقد تعلمت الشركات العائلية أهمية وجود أسرة متماسكة للحد من النزاعات غير المنتجة، فضلاً عن الحاجة إلى وجود حوكمة مهنية للشركات للتغلب على الأزمات وتسريع التعافي. علاوة على ذلك، فقد تعلموا مزايا دمج الجيل القادم من أفراد الأسرة وأفكارهم الجديدة والمبتكرة، وقيمة احتضان مجتمعاتهم المحلية للتغلب على الأزمة».
وقال أنوراغ باجباي، الشريك في شركة «كيه بي أم جي»: «إن الشركات العائلية في الإمارات العربية المتحدة جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدولة، وهي ملتزمة بالحفاظ على ريادة الأعمال. لقد أظهرت هذه الشركات مرونة أثناء الجائحة، وتجلى ذلك في إجراءات استراتيجية لاحتضان جميع أصحاب المصلحة خلال وقت صعب. لقد استجابت الشركات العائلية بسرعة لتغير الحقائق الاقتصادية من أجل الحفاظ على العمليات والحفاظ على الوظائف والحفاظ على الاستثمارات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية طويلة الأجل».
وأكدت الدكتورة نرجس بوبكري، عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية في الشارقة، على أهمية كرسي أستاذية الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للشركات العائلية في الجامعة الأمريكية في الشارقة. وقالت: «لا يقتصر الأمر على إجراء بحوث فحسب، بل على إجراء بحوث مؤثرة وذات صلة تساهم في الرسالة الاجتماعية للجامعة لتقديم وجهات نظر جديدة حول الأسئلة ذات الصلة والأساليب المبتكرة للتحديات المعاصرة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"