عادي

الشيخة جواهر: المجتمعات الواعية أساس تنشئة أجيال متوازنة ومنتمية

14:19 مساء
قراءة 3 دقائق
الشارقة:
«الخليج»
دعت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية إلى تبنّي ممارسات علمية راسخة، لتوعية الأسر والأطفال والشباب، بقواعد الأمن الإلكتروني، وتعريفهم بكيفية التعامل مع التحديات التي فرضتها تطورات العصر.
وأشارت سموّها إلى أن الكثير من الدراسات، وأحدثها دراسة صادرة عن إدارة سلامة الطفل، تشير إلى أن هناك نسبة من الأسر لا تمتلك المعرفة الكافية لحماية أبنائها من مخاطر الفضاء الرقمي. مؤكدة أنه لا توجد نسب سلبية مقبولة، عندما يتعلق الأمر بأمن الأطفال والشباب وسلامتهم.
جاء ذلك عقب إصدار الإدارة، بتوجيهات ودعم من سموّ الشيخة جواهر، نتائج دراسة مسحيّة هدفت إلى قياس وعي أولياء الأمور، بالاستخدام الآمن لـ«لإنترنت» ومواقع التواصل من الأطفال في مدينة الشارقة.
وقالت سموّ الشيخة جواهر «التطور السريع لأدوات التواصل الرقمي، يحمل الكثير من المميزات والتحديات، وليس المطلوب مقاطعتها لتجنب أضرارها، لأنها ضرورية للتعلم وتنمية المدارك والمهارات، والاطلاع على تجارب المجتمعات، وهذا يعني المزيد من الجهد والمتابعة والتوجيه لأبنائنا بدون استثناء، ويعني كذلك، أن نفكر دوماً بشكل استباقي، وأن نتبنى منهج الوقاية قبل العلاج، ونحن على ثقة بإمكانية تحقيق هذه الغاية بالعمل الدؤوب والتعاون بين مكونات المجتمع ومؤسساته وفئاته كافة، فهذا ما تحثنا عليه قيادتنا الرشيدة، وتتفق على أهميته كل الجهات في الدولة من القطاعين العام والخاص».
وأضافت «نسعى نحو ترسيخ بيئة آمنة تحتضن براءة أطفالنا وتدعم طموح شبابنا، وهذه الدراسة تحمّلنا مسؤولية مواصلة العمل والبناء والتطوير، وتضع أمامنا وأمام كل الجهات المعنية بشؤون الطفل والأسرة، إجابات عن أسئلة مهمة عن كيفية تحقيق التوازن بين مواكبة أدوات العصر الحديث من ناحية، وحاجة المجتمعات للمعرفة الخالصة والمفيدة التي تدعم قيمها وتقاليدها وتعزز فيها قيم الشراكة والتعاون من ناحية ثانية، ونأمل بأن تسهم هذه الدراسة في دعم مساعي المجتمع الإماراتي نحو المزيد من التطور والتقدم».
وتابعت «نريد من الجميع أن يسترشدوا بالدراسات الخاصة بالأمن الإلكتروني، ويحولوا نتائجها إلى ممارسات يومية وبرامج ممنهجة، وعلى مستوى الأسر هناك ضرورة لإدراك أن قواعد تربية الأبناء تتغير مع الزمن لتواكب المستجدات، وهذا لا يعني أن يكون الجميع خبراء بالأمن الإلكتروني، بل تصبح مهمة الأسرة ترسيخ القيم الأصيلة لتكون قادرة على الثبات والمقاومة، وتعزيز الرقابة الذاتية لدى الأبناء وتشجيع الحوار بين أفرادها، والحرص على الاستماع إلى كل واحد منهم، إلى جانب الانتباه للمتغيرات النفسية والسلوكية التي قد تطرأ على الأطفال واليافعين بشكل خاص».
وأضافت سموّها «أما مسؤولية المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية، وبخاصة المدارس والجامعات، فهي أكبر بكثير، بسبب قدرتها على تحويل نتائج الدراسات إلى برامج ثابتة وخطط مستدامة لتوعية الأجيال الجديدة بمفاهيم الأمن الإلكتروني، عبر فتح المجال للحوار وتشجيع الأطفال والشباب على مشاركة آرائهم وتجاربهم بحرية، لذا فنحن ننتظر أن نرى فعاليات قادمة لا تستهدف الطلبة فقط، بل وتجمعهم مع أولياء الأمور أيضاً، في مشهد يعبر عن التكافل والتعاون لترسيخ أسس مجتمع صحي وحيوي وواع، لأن المجتمعات الواعية هي الأساس لتنشئة أجيال متوازنة ومنتمية، تعي معاني الانتماء والعطاء والمواطنة الصالحة فيها».
وقالت سموّها «نتوقع من الجميع أن يطلعوا على نتائج الدراسة الميدانية التي أصدرتها إدارة سلامة الطفل، ويستفيدوا منها في خططهم وبرامجهم التي تستهدف الأسر والأطفال واليافعين، وكما هي حال كل الدراسات، نتوقع كذلك أن تكون هناك مساهمات من جهات أكاديمية ومتخصصة، من أجل تطويرها والإضافة عليها ومراجعة نتائجها. كما أن هناك أهمية لإصدار المزيد من الدراسات لإثراء معارفنا بسلامة الأطفال والشباب، فسلامتهم سلامة الأمة، وأمنهم اليوم أمن مستقبلنا غداً».
وهدفت الدراسة إلى استشراف وعي الأسرة بحماية الطفل إلكترونياً، والتعرف إلى أشكال التدخل التي تمارسها الأسر لضمان الاستخدام الآمن للإنترنت من الأطفال، واعتمدت على استبانة عيّنة من المواطنين والمقيمين في مدينة الشارقة، مؤلفة من 12344 أسرة، ضمن نطاق زمني امتد على مدار 14 شهراً.
ومن أبرز نتائج الدراسة أن 72.3% من الأسر المقيمة في إمارة الشارقة، يسمحون لأطفالهم باستخدام الهواتف والأجهزة الذكية، منهم نحو 37.6% لا يراجعون ما يتصفحه أطفالهم على الإنترنت، وأكثر المواقع استخداماً من الأطفال، بحسب أولياء الأمور، هي مواقع الألعاب ومنصة «يوتيوب»، فضلاً عن أن 55.5% من أولياء الأمور يستخدمون برامج التحكم التي تراقب دخول الأطفال إلى مواقع الإنترنت وتحميل التطبيقات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"