عادي

غريزة الانتقام

22:39 مساء
قراءة 3 دقائق
سكين

كتب: محمد ياسين 
بهدوء وثبات وفكر انتقامي، بدأ شاب عشريني ينحدر من دولة عربية يفكر في الانتقام من صديقته صاحبة العيون الزرقاء والشعر الأصفر التي قررت إنهاء علاقتهما التي استمرت لثلاث سنوات، فبرغبة جامحة نظراً لعدم تقبله مبدأ انفصالها عنه، خطط الشاب من أجل التخلص من صديقته، مفضلاً ذلك على أن يراها ترتبط بآخر.
بدأت قصة العاشق في أحد المطاعم في أبوظبي، حيث تعرف الشاب إلى الفتاة وأصبحا يلتقيان بشكل يومي بعد الانتهاء من عملهما مرة للغداء وأخرى للعشاء. تتوالى اللقاءات التي أصبحت روتيناً يومياً لديهما، وسيطرت الفتاة على عقل وقلب الشاب حتى أنه أهمل السفر إلى وطنه لرؤية أهله وأصدقائه.
يوماً بعد يوم أصبح الشاب لا يعرف للسفر من دون صديقته طعماً، لكنه اكتشف لاحقاً أنه يعيش خدعة من وجهة نظره، فخياله صور له أن الفتاة تعشقه، ولم يستطع تقبل فكرة أنها من بيئة تختلف عن بيئته، وفكر يختلف عن فكره، فهو مجرد صديق بالنسبة لها، وإن كانت تمثل له كل شيء في حياته.
يبحر الشاب في عالم الإنترنت ويتفقد حساباً شارك فيه للتواصل الاجتماعي، ليكتشف أن صديقته تعيش في عالم يختلف عن عالمه، ولديها شبكة من الأصدقاء تتبادل معهم صورها وتعلق على إعجابهم وتتبادل أطراف الحديث مع هؤلاء الأصدقاء بلا حدود، الأمر الذي أغضب الشاب ولما واجهها قررت مصارحته برغبتها في إنهاء العلاقة بينهما.
لم يتقبل الشاب تلك الفكرة، حيث ظل يطارد الفتاة في كل مكان حتى أصبح كابوسها اليومي، فقررت الابتعاد عنه والسفر، وبالفعل تركت الدولة وسافرت إلى موطنها وسط محاولاته التواصل معها من دون أن تسفر عن أي نتيجة.
بعد عام من إنهاء علاقته بالفتاة لاحظ الشاب أن صورتها لاتزال في مخيلته وحين يحاول نسيان الأمر يجد فكره معلقاً بها ولا يستطيع نسيانها، فأهمل عمله حتى فصل منه، وخلال تصفحه هاتفه المتحرك يظهر له اقتراح صداقة فتظهر صديقته مجدداً، وتعود إلى العمل في أحد المراكز التجارية في دبي، وهنا ذهب مهرولاً إلى المكان..
وقف على باب المتجر الذي تعمل فيه بائعة، ولما رأته انتابها خوف منه ورغبة في الابتعاد عن المكان، فحاول طمأنتها بحديثه عن أيام صداقتهما، فقررت الاستماع إلى حديثه وإقناعه بتركها وعدم التواصل معها، لكنه رفض تلك الفكرة وأصر على الاحتفاظ بصداقته معها رغبة منه في الارتباط بها ومع ذلك لم يتمكن الشاب من إقناع الفتاة بالرجوع إليه، فقر مراقبتها بعد خروجها من عملها حتى استطاع التوصل إلى مقر سكنها، وفاجأها مرات عديدة بالوقوف على باب منزلها فارتابت في الأمر وازداد خوفها منه، خاصة بعد أسئلته المتكررة عما إذا كان لها ارتباط بشخص آخر، فصارحته بأن لها علاقة بشخص آخر وترغب في الارتباط به، وهنا هددها وحذرها من قطع علاقتها به وعدم العودة إليه.
تزايدت الضغوط النفسية على الفتاة حتى قررت إبلاغ الشرطة بتهديداته لها فاستدعته وجعلته يكتب تعهداً بعدم التعرض لها، لكن رغبته في الانتقام من الفتاة غلبت على خوفه من العقاب؛ فانتظرها وهو يحمل سكيناً وحبلاً اشتراهما ووقف في موعد عودتها أمام شقتها حتى وصلت، وحاول ارتكاب جريمته داخل منزلها إلا أنها قاومته فسحبها إلى الدرج، حيث قتلها ذبحاً وفر هارباً، إلا أنه رجع مرة أخرى ليقبل رأسها ويبكي حظه.
وصل صراخ الفتاة خلال ارتكاب الشاب الجريمة إلى مسمع أحد السكان فأبلغ الحارس الذي اتصل بالشرطة، فتم القبض على الشاب بالقرب من منزل صديق له وأقر بجريمته واعترف أمام رجال هيئة القضاء بتفاصيل وبشاعة جرمه في حق الفتاة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"