عادي

أسماء الزرعوني: بعض دور النشر تمارس التضليل

19:30 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: عثمان حسن
تقف الروائية الإماراتية أسماء الزرعوني عند عدة محاور أساسية لتنشيط الحراك الثقافي في الدولة، ومنها النشر في الإمارات الذي تسجل عليه ملاحظات مهمة، كاهتمام هذا القطاع أو جزء منه، بالناحية التجارية البحتة على حساب الكيف، وأكثر من ذلك، فهي تغوص في بعض التفاصيل كقولها: «إن هناك اتفاقات ليست مهنية وليست ثقافية ما بين بعض دور النشر وبعض الكتاب، على أن تقوم هذه الدور بممارسة فعل تضليلي، توهم من خلاله القراء بأهمية المطبوع ورواجه وانتشاره، وهو ترويج يمارسه بعض الكتاب ليكسبوا مجداً مزيفاً وليس حقيقياً، كاتفاقهم مع هذه الدور للإعلان عن صدور طبعات ثانية وثالثة ورابعة وأكثر من كتبهم، في محاولة يائسة للترويج لهؤلاء الكتاب، وإيهام الجمهور بأهميتهم وأهمية ما ينشرونه من كتب، وهي في حقيقة الأمر منشورات بائسة لا تقدم جديداً».
وتتابع الزرعوني نقدها لبعض دور النشر في الإمارات، «تلك التي تمارس دوراً سلبياً لا يعكس الوجه الثقافي والحضاري للدولة، كقيام بعض هذه الدور بالنشر لكتّاب، يفتقرون ـ في الغالب ـ لموهبة إبداعية حقيقية، فالساحة المحلية باتت ملأى بالمنشورات التي تصدر تحت مسميات مختلفة في الرواية والشعر والقصة، وحين تقرأها تشعر بالسأم، لكونها لا تقدم جديداً، ولا يراعي بعضها أدنى شروط الإبداع». 
وتقول: «هذا الدور الذي تمارسه بعض دور النشر ليس ثقافياً؛ بل هو في حقيقة الأمر ترويج لثقافة رديئة تضر بسمعتنا الثقافية».
وتوجه أسماء الزرعوني رسالة إلى وزارة الثقافة، تتمنى من خلالها أن تمارس دوراً أكبر لمصلحة الكاتب الإماراتي، وتتذكر هنا، ما سبق وكانت تقوم به من مهمات ثقافية كاهتمامها بنشر الكتب للمبدعين الإماراتيين، والإشراف على إشراكهم في الفعاليات والمؤتمرات الثقافية في الداخل والخارج. وتقول: «إن إشراف الوزارة على طباعة الكتب وإجازتها قبل النشر هو دور مهم، يضمن الجودة من الناحية الأدبية والفنية، على خلاف ما نشاهده اليوم من مطبوعات كثيرة تفتقر إلى الجودة الإبداعية».

غياب

تتذكر أسماء الزرعوني ما كانت تُفرده الصحافة الثقافية من مساحات للتعريف بالكاتب الإماراتي، وما يصدره من كتب ثقافية، وأكثر من ذلك فهي تفتقد تلك المساحات التي كانت تخصصها الصحافة الثقافية لنشر نتاجات المبدعين، سواء في الشعر أو القصة أو الرواية. وتقول: «أين ذهب ذلك الدور الحيوي الذي كان يجذب انتباه المبدع والقارئ على حد سواء، وكان يوفر مساحة ثقافية وفكرية للنقاش؟». وتضيف: «إننا نتحسر على تلك الأيام، ونتمنى عودتها بكل قوة، كما كانت في سابق عهدها».
وفي السياق نفسه تقول الزرعوني: «الصحافة الثقافية أصبحت اليوم مهتمة بنشر الأخبار الثقافية، على حساب نشر النتاج الثقافي، وهو الذي جعلها بعيدة نوعاً ما عن هموم وهواجس الثقافة». وتضيف: «هناك بعض الصحف التي قامت بتقليص صفحاتها الثقافية إلى النصف أو أكثر، وهذا حرم الكتّاب من ذلك الدور المحوري للصحافة الثقافية التي بفقدها خسرنا جزءاً حيوياً من الثقافة الرصينة، وهو الذي تسبب في هجرة كثير من الكتاب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ليعوضوا هذا الافتقاد». 
وتتابع: «هذه المواقع التي تحتوي على قدر ضئيل جداً من الإبداع النافع والمفيد، الذي ضاع في زحمة الغث الذي أضر بالثقافة كمحتوى ومضمون فكري وحضاري، فضلاً عن كون الصحافة الثقافية حرمت الكاتب الإماراتي من التعريف بإنتاجه، وأرى أنه يجب أن تستعيد الصحافة الثقافية هذا الدور بفاعلية أكبر».

رأي منهجي

«لا يوجد نقد بناء على الساحة الإماراتية».. هكذا تعلق الزرعوني على موضوع النقد الأدبي الذي رأت أنه يكاد ينحسر تماماً، وفي ذلك تقول: «لا يتقدم النتاج الإبداعي من دون نقد ثقافي يتابعه، ونحن في السابق، كنا نتردد كثيراً قبل المجازفة بإصدار كتبنا، وكنا نبحث عن الناقد، فنسترشد برأيه المنهجي الذي يضيف لنا كثيراً، ونحن اليوم نعيش فترة أشبه بالفوضى، ففي كل يوم تطالعك كتب ومنشورات تخجل من قراءتها لسطحيتها».

اقتراح

وفي سياق حرصها على تجويد المنجز الإبداعي المحلي، لكي يعكس صورة مشرقة في المحيط الخليجي والعربي، تقترح الزرعوني على مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن يخطط لتنشيط المسار الثقافي، بالتعاون مع وزارة الثقافة، على أن يتقدم الاتحاد بخطة شاملة تمس الراهن الثقافي، هذا الراهن في سلبياته وإيجابياته.. ماذا أضاف وما الذي يفتقده. وتقترح الزرعوني أن تكون الخطة المقترحة من قبل الاتحاد نوعية، وفيها كثير من التفاصيل، كموضوع المشاركة في الفعاليات الثقافية محلياً وفي الخارج، بالتشاور مع المبدعين الذين يشكلون الجسم الثقافي في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"