عادي

«خاوية»... حديقة من المجاز

19:19 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود

في رواية «خاوية»، للكاتب الروائي والشاعر الأردني الدكتور أيمن العتوم، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2016، ينسج الكاتب تفاصيل سرد معقد من قماشة الحياة في ظل الحروب، حيث جرت أحداث العمل في سوريا والأردن.

الرواية التي تقع في 385 صفحة، جاءت متناثرة الخيوط؛ حيث تتكون من ثلاثة أقسام، تدور أحداث الأول في الأردن وتتحدث عن قصة الطبيب «جلال» وزوجته «سلوى»، وطفلهما «بدر» المصاب بداء التوحد، أما أحداث القسم الثاني فتدور في حمص السورية، وتتناول قصة «زياد» وأخته «ليلاس»، وفي القسم الثالث، تتجمع خيوط السرد المتناثرة، حيث تلتقي كل الشخصيات فتتضح التفاصيل المشتركة بين القسمين الأول والثاني.

ومن أهم المواضيع والأفكار التي يطرحها العمل أن الحرب تولد خواءً نفسياً ينعكس حتى على العلاقات العاطفية، فيتسرب إليها الفراغ هي الأخرى فتفتر وتكاد أن تذبل، كما يتضح ذلك من خلال علاقة جمعت بين «جلال» و«سلوى»، ويتناول العمل كذلك قضية أطفال التوحد من خلال قصة ابنهما الصغير «بدر»، المصاب بالمرض، والذي يعيشُ في عالمٍ مُختلف، غير أنه قادر على الإبداع من خلال اتخاذه للرسم وسيلة للتعبير عن ذاته.

وجد العمل صدىً كبيراً بين القراء ممن أجمعوا على جودته الفنية.

«مقاربة ذكية».. هكذا تناول أحد القراء الفكرة الكامنة في عنوان الرواية، وقال: «برع الكاتب في وصف حياة البؤس في الحرب والتي تعدي النفوس فتصبح فارغة، لذلك كان موفقاً في اختيار عنوان العمل كعتبة نصية مفسرة للمضمون»، فيما توقف قارئ آخر عند جماليات اللغة، بقوله: «الرواية هي حديقة من المجاز، حيث يدهش القارئ بحجم وقوة التشبيهات والاستعارات والمقولات الشاعرية والدفق الوجداني الشعوري داخل العمل، لقد وظف الكاتب لغة شاهقة».

«الإنسان ينتصر».. وبهذا الاستهلال اختصر أحد القراء مضمون الرواية ومعانيها، وقال: «الحقيقة التي يخلص إليها العمل، أن المرء في كل الحروب التي يخوضها بأنواعها، سواء كانت تلك التي يلعلع فيها صوت السلاح، أو التي يخوضها ضد المرض، أو قسوة الحياة، فإنه يتحلى دائماً بالصبر ويتمسك بأهداب الأمل، وذلك ما يجعله يفوز في نهاية المطاف، وذلك هو معنى الحياة»، فيما تتوقف قارئة عند قوة الوصف في العمل، فتؤكد أن الكاتب استطاع أن يجذب القارئ إلى قلب الأحداث، وذلك من خلال الوصف البارع، ففي القسم الأول من الرواية طاف بنا في رحلة بديعة في مناطق مختلفة من الأردن، وعرفنا بمعالمها الأثرية الجميلة.

في السياق ذاته يعلق قارئ آخر على الرواية واصفاً أجواءها ومنعطفاتها بقوله: «رواية معدية. تتسرب إلى القارئ كل المشاعر الغريبة في السرد، وعلى الرغم من أن الرواية تطفح بالبؤس والألم والشقاء، إلا أن الكاتب استطاع أن يمرر كل تلك العوالم الثقيلة على القلب، من خلال أدوات سردية متنوعة تجعلك متورطاً في علاقة مع الشخوص والأمكنة والقصة»، بينما أشار آخر إلى الإثارة والمتعة في العمل، معتبراً أن الرواية تشد قارئها منذ بدايتها، حيث يتطور الفعل الدرامي بدلالات معقدة ومختلفة تجعل القارئ منجذباً لمتابعة أحداثها، لتأتي النهاية مفتوحة وقابلة لمختلف التأويلات.

وعلى الرغم من الإشادة الكبيرة التي وجدها العمل، إلا أن بعض القراء قد أخذوا عليه الاستغراق والإسهاب في التفاصيل والوصف الزائد، وكذلك استخدام البلاغة والمجاز بصورة أقرب إلى المبالغة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"