الثالثة ثابتة

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

* كما هو معلوم للرياضيين المتابعين، للكابتن مهدي علي تجربتان سابقتان مع شباب الأهلي، لم يُكتب لهما التوفيق؛ لأن أدنى مقومات النجاح للفريق القوي الذي تكون لديه القدرة على مقارعة الكبار ومزاحمتهم في الصدارة لم تتوافر له في المرتين، من لاعبين مواطنين مميزين أو أجانب مؤثرين وفضلاً عن عدم وجود معسكر تحضيري جدي وتدريب رياضي مثالي كي يُتأكد من خلاله على الجاهزية الكاملة للفريق.. فكان فيهما مدرباً للطوارئ، فقد قَدِمَ إلى شباب الأهلي والفريق متأخر في ترتيبه ومترنح في أدائه ومستواه..جاء مهدي يومها وسط سباق مستعر بين فرق الصدارة المعروفة.
* في هذه المرة -المرة الثالثة- لاستلام زمام قيادة شباب الأهلي اختلف الوضع كثيراً لا قليلاً، حتى لو لم يبدأ بهم من بداية الموسم..ولكن الأمر الإيجابي هو توفر مجموعة من الأجانب والمواطنين أفضل من التجربتين الماضيتين، وأهم من ذلك العقد المكمل لهذا للموسم مع سنة أخرى إضافية.
* دخل مهدي علي بفريقه نهائي «كأس الخمسين» وهو يحمل مسيرة موفقة وإحصائيات جيدة بعد أكثر من مئة يوم وشباب الأهلي يمتلك عشرين مباراة بلا خسارة، مع فوزٍ ببطولة السوبر ووصولٍ للمركز الثالث في الدوري، في أشرس نسخة للمسابقة على الإطلاق، فضلاً عن الوجود في نهائي كأس رئيس الدولة.. وطموح الأهلاوية أن يصل مهدي في عام واحد وعشرين، ولديه إحدى وعشرين مباراة بلا خسارة، في شهر «إبريل» الحالي، الذي شهد يوم مولده في العشرين منه، وقد حصل له ذلك وفاز شباب الأهلي على النصر، واستحق كأس المحترفين عن جدارة، وهي الكأس الثانية على التوالي التي ينالها فريقه هذا الموسم.
* ومهدي علي بفوزه بهذه الكأس، لم يعادل رقم بطولات أروابارينا مع شباب الأهلي فحسب، بل جاء ليجلي أحزان جماهير فريقه ويغسلها بالفوز ببطولات التي فشل فيها أروابارينا (السوبر وكأس المحترفين الماضيين).. وباختصار، جاء عام الخمسين-هذه المناسبة الجميلة للحقبة الغالية، فأبى شباب الأهلي -بفرسانه الأشاوس- إلا أن يتوجوها ببطولة مهمة، لتكون «كأس الخمسين» من نصيبه...كيف لا وهو ملك البدايات!
* والتهنئة موصولة لإدارة شباب الأهلي وكافة أجهزته الفنية والإدارية والطيبة.. وأخص بالتهنئة جماهيره التي وقفت ووثِقَت بفريقها، داعمة ًومساندةً، بل ومؤمنة ًبقدرات ابن ناديها -مهدي علي- بأنه مؤهل لقيادة الفريق والعودة به إلى درب الانتصارات وعتبات منصات التتويج بأغلى البطولات.. ولا عزاء للجاحدين المتربصين بمهدي علي من الداخل!.. ومن أبواق أخرى حاقدة تزعم زوراً أنها إعلامية، لطالما غَمَطَت مِراراً حق مهدي وقت الانتصارات، بل وتنتظر زلته على أحر من الجمر لتفرح بها وتنشرها على رؤوس الأشهاد!.
* في الختام، لا يسعنا إلا أن نقول بكل ثقة -وبعيداً عن القادم من المباريات- بأن التجربة «الثالثة» لمهدي علي مع شباب الأهلي بلا شك «ثابتة».. ويقيني أن فرحة الفوز هذه، ستجعل لسان حال مهدي علي وكل محب أهلاوي يردد قول الشاعر «مع التصرف»:
سَل المعاليَ عني إنني بطلٌ.. شِعارِيَ المَجْدُ يَهواني وأهواهُ
هِيَ «البطولة» لفظٌ إن نَطقتَ به.. فالكأسُ «والنصرُ للفرسانِ» معناهُ!.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"