عادي
عبدالله المصعبي الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للتكرير لـ"الخليج":

18 مليار درهم لتحفيز النمو الصناعي والبتروكيماويات في الرويس

00:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

أبوظبي: عدنان نجم

مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار» كاستراتيجية حكومية عشرية هي الأشمل من نوعها، للنهوض بالقطاع الصناعي في الدولة، جددت «أدنوك» التزامها بدفع عجلة النمو الصناعي والتنويع الاقتصادي من خلال برنامجها الطموح للنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات والتصنيع، دعماً لاستراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «اصنع في الإمارات».

واستعرض عبدالله عطية المصعبي، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للتكرير، في حديث «للخليج» دور الشركة في دعم هذه الاستراتيجية.

وأوضح أن «مجموعة أدنوك» تسعى لتحويل الرويس في منطقة الظفرة إلى مركز صناعي متكامل لقطاع المشتقات البترولية.

وتالياً تفاصيل الحوار:

* ما هو الدور الذي ستلعبه «أدنوك» للتكرير في دفع عجلة الاقتصاد الصناعي في دولة الإمارات؟

ـ تعمل «مجموعة أدنوك» من خلال شركة أدنوك للتكرير على تحويل الرويس في منطقة الظفرة بأبوظبي إلى مركز صناعي متنام لقطاع المشتقات الكيميائية في إمارة أبوظبي، وركيزة مهمة في اقتصاد دولة الإمارات، وهذا يمكننا من لعب دور حيوي ومؤثر في دعم وتحقيق استراتيجية (مشروع 300 مليار).

وسنعمل على ذلك أيضاً بالشراكة مع «تعزيز»، المشروع المشترك الذي أطلقته «أدنوك»، و«القابضة ADQ» لإنشاء منصة لتحفيز النمو الصناعي والبتروكيماويات في الرويس باستثمارات 18 مليار درهم، إلى جانب العديد من مشاريع النمو الأخرى قيد الإعداد في قطاع التكرير والبتروكيماويات والقطاع الصناعي.

وتقوم «أدنوك للتكرير» بدور محوري في تطوير الرويس. فقد بدأت عملياتنا في المدينة منذ عام 1981، وقمنا بمضاعفة طاقتنا التكريرية خلال العقد الماضي. مع المضي قدماً في تحقيق النمو عبر العديد من المشاريع والمبادرات، وسنعمل على أن نصبح أحد عوامل التمكين الرئيسية لاستراتيجية (اصنع في الإمارات).

وستواصل مصفاتنا في الرويس- التي تعد من بين الأكبر والأكثر تطوراً في العالم- توفير المواد الأولية، مثل البروبلين عالي الجودة، لصناعة البتروكيماويات في الدولة. كما ننتج زيت الأساس من المجموعة الثالثة الذي تستخدمه العديد من الشركات، مثل «مرسيدس بنز» في زيوت التشحيم المعتمدة الخاصة بها، وسنعمل على توفير هذه المادة للمصنّعين المحليين. وسنقوم أيضاً بتوريد منتجات مثل المحاليل المتطايرة والمذيبات، والتي لها العديد من الاستخدامات بدءاً من التنظيف الصناعي إلى تصنيع المطاط. وسنستمر في توفير المواد المتخصصة مثل فحم الكوك المكلس الضروري لصناعات الصلب والألمنيوم، وأسود الكربون، وهو عنصر جوهري في صناعة الإطارات، والبطاريات، والأحبار، وغير ذلك الكثير من الصناعات.

وبطبيعة الحال سنواصل أداء وظيفتنا الأساسية المتمثلة في تزويد الدولة بالوقود. فنحو 30٪ من منتجاتنا المكررة- مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات- تخدم الاقتصاد الوطني. ونحن دائماً على استعداد لتلبية الطلب المتنامي على هذه السلع.

* كيف ستستفيد الشركات والقطاعات الصناعية والمستثمرون المحليون من هذا التوسع؟

ـ هناك طلب متزايد على المواد المنتجة من المشتقات النفطية مثل المطهرات، والبلاستيك، ومواد البناء، والمستحضرات الصيدلانية.

وندعو المستثمرين المحليين والدوليين للحضور إلى الرويس لإنتاج مثل هذه المنتجات، لتوافر العديد من المزايا، والبنية التحتية المحلية، والمواد الأولية، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه بيئة الأعمال في دولة الإمارات من خلال الدعم الحكومي للاستثمارات الضخمة، والأطر التنظيمية التي تمكّن الأعمال.

وتقدم «أدنوك للتكرير» آفاقاً واسعة للشركات التي يمكنها دعم احتياجاتنا التشغيلية المتنامية في الرويس. على سبيل المثال، تنفق أدنوك للتكرير مئات الملايين من الدراهم في كل عام على المحفزات المطلوبة لتشغيل مصافي التكرير لدينا، ونستهلك آلاف الأطنان من المواد الكيماوية المضافة اللازمة لعمليات التكرير. فإذاً، هناك فرصة كبيرة للبدء بمشاريع التصنيع داخل الدولة لمثل هذه المواد الخام المستخدمة في المصفاة، ونحن حريصون على استكشاف هذه الفرص مع الراغبين في الاستثمار في هذه القطاعات.

* برأيك كيف يمكن للقطاع الصناعي المحلي دعم استراتيجية زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم في غضون عشر سنوات؟

ـ القطاع الصناعي في دولة الإمارات قطاع واعد، وقوي، ويمتلك مقومات كبيرة تساعده على القيام بدور فاعل في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية. فمن خلال التخطيط السليم وامتلاك القدرات والموارد، وقبل ذلك العزيمة القوية ومضاعفة الجهود، سيقدم هذا القطاع نتائج إيجابية لتوجه دولة الإمارات.

نمتلك في دولة الإمارات العزيمة والإصرار، ونستلهم دائماً العبر والدروس من رؤية وفكر القيادة الرشيدة، وما حققته دولة الإمارات في 50 عاماً فقط، بفضل ذلك، خير دليل على قدرة دولة الإمارات على تحقيق الإنجازات والنجاحات في مختلف المجالات التي تعزز من مكانتها كمركز للتميز والابتكار والطموح. فبالإرادة والتعاون، سنحقق بالتأكيد هذه التوقعات، وأكثر، في غضون عقد من الزمن.

* كيف ستدعم أدنوك الاقتصاد المحلي لدولة الإمارات من خلال «مشروع 300 مليار» ؟

ـ أدنوك لها مساهمات مهمة في اقتصاد دولة الإمارات منذ تأسيسها، ولتعزيز هذه المساهمات أطلقت برنامج أدنوك للقيمة المحلية المضافة في عام 2018، ومنذ إطلاقه في عام 2018 ساهم البرنامج في إعادة توجيه أكثر من 76 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي، وتوفير أكثر من 2000 فرصة عمل لمواطني دولة الإمارات في القطاع الخاص. كما تعتزم «أدنوك» إعادة توجيه 160 مليار درهم (43.6 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفيما نعمل في «أدنوك للتكرير» جنباً إلى جنب مع شركات أخرى في دولة الإمارات لزيادة القدرات التصنيعية، وتنويع مجموعة المنتجات، وتنفيذ العديد من الاستثمارات المشتركة، سنركز على تعزيز جهودنا في مجال تطوير مهارات وقدرات الجيل القادم من قادة هذا القطاع، لإيماننا بأن الفائدة الحقيقية لمثل هذه المشاريع ستكون باستدامة الأثر الكبير الذي سنتركه في حياة إخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء الدولة.

وكما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «ستعيش أجيال المستقبل في عالم مختلف تماماً عمّا اعتدنا عليه، ومن الضروري أن نعد أنفسنا وأطفالنا لهذا العالم الجديد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"