شهر المغفرة والرحمة

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

الحمد لله الذي مد في أعمارنا؛ لنحظى بهذه اللحظات المباركة في ظلال شهر رمضان المبارك، نتنسم نفحاته، ونعيش تجلياته وبركاته، نسترجع سنة أو سنوات من العمر، ونعيد حساباتنا؛ لنحظى ولو بشيء من فيض جود وكرم الباري في هذا الشهر الفضيل.
يهل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام وكل عام، يمنحنا الله فيه الفرصة تلو الفرصة، لإعادة حساباتنا لسنة أو سنوات مضت، نعض فيها بالنواجذ على كل خير قمنا به، ونستمر فيه، ونندم على ما اجترحناه من خطايا، ونتوب عنها، ونلتزم أمام الله الغفور الرحيم بألا نعود لمثلها أبداً؛ هي فرصة لكل واحد منا ونحن في هذا الشهر المبارك الذي نحن فيه إلى الله أقرب، أن نصفي النفوس والقلوب والنوايا، نصفح عمّن أساء إلينا، ونعتذر لمن أسأنا إليه، نرفع أكف الضراعة داعين المولى ـ عز وجل ـ أن تُبيض الصفحات، وتمحى السيئات.
لهذا الشهر حرمته ومكانته التي لا يجهلها أي أحد منا، والتي من الواجب أن نكون على قدر الوفاء بها؛ فهو شهر ليس للصوم والجوع فقط، وليس للتلذذ بأطيب أنواع الأطعمة والمشروبات، وليس بشهر لتعذيب النفس؛ بل لتهذيبها، وتصحيح مسارها، شهر كله عطاء وخير وبركة، فلا بد أن نحسن استغلال أيامه أحسن استغلال بما يُرضي ربنا، ويُقوم نفوسنا، ويجعلنا للحق أقرب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، وقال أيضاً: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدم من ذنبه»، والفرصة أمامنا مشرعة سانحة لننال الرضا والمغفرة.
ويقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ في محكم كتابه الكريم: «يمحُو الله ما يشاءُ ويُثبتُ وعندهُ أُمُّ الكتابِ» ويقول الرسول الكريم الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القضاء إلا الدعاء».
هذا هو رمضان الثاني الذي يمر علينا، ونحن تحت سطوة هذه الجائحة البغيضة التي أضرت بالعباد والحال والمال، أخذت من بيننا الكثير من الأهل والأصحاب والأصدقاء والأحباب، حجمت كثيراً العلاقات الاجتماعية، وتزاور ذوي الأرحام والخلان، زلزلت التجارة والاقتصاد، شلت العديد من المصالح والمرافق، وعطلت الكثير من الأعمال، فهلا رفعنا أكف الضراعة بكل صدق وإخلاص وإنابة، خاشعين راجين داعين الله ذو الكرم والجود في هذا الشهر الكريم الذي كله رحمة وكلنا أمل أن يرد هذا القضاء ويمن علينا بالفرج القريب؛ بفك الكربة وذهاب الغمة وزوال الجائحة إنه على كل شيء قدير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"