عادي

صندوق النقد: لبنان يحتاج لحكومة جديدة وإصلاحات جذرية

01:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بيروت: «الخليج»، وكالات

أكد مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي، أمس الأحد، أن لبنان لا يمكنه إخراج نفسه من أزمته الاقتصادية من دون حكومة جديدة لتغيير البلاد وإطلاق إصلاحات متعثرة منذ فترة طويلة، في وقت أعرب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، عن خشيته من أن يكون تعطيل تشكيل الحكومة يهدف إلى دفع اللبنانيين للقبول بتسوية ما، مؤكداً أن «لا تدقيق جنائياً قبل تأليف حكومة في لبنان».

ولفت جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي إلى أن «تغيير الاتجاه لا يمكن أن يتم على أساس مجزّأ. إنه يتطلب نهجاً شاملاً»، مشيراً إلى أن الإصلاحات يجب أن تركز على القطاع المالي والتمويل العام والحوكمة والفساد والمرافق الخاسرة التي ساهمت في زيادة الديون. وأضاف أزعور أنه «في ظل غياب حكومة جديدة قادرة على قيادة هذا التحول، من الصعب للغاية توقع تحسن الوضع في حد ذاته». وقال إن«حزمة الإصلاح هي نقطة البداية. ومن أجل ذلك تحتاج إلى حكومة جديدة ستقود تنفيذ برنامج الإصلاح هذا. وشدد أزعور على أن«هناك حاجة إلى دعم دولي من خلال المنح»، وقال:«لبنان بحاجة إلى بعض التمويل الكبير من أجل تنشيط الاقتصاد مرة أخرى من أجل السماح للبنان أيضاً بأن يكون على طريق الانتعاش الذي سيستغرق وقتاً ولكن هناك حاجة ماسة إليه». وأضاف «أن لبنان بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطنين والمستثمرين والمجتمع الدولي».

تعطيل المساعدات

من جهة أخرى، قال الراعي إن «جدية طرح التدقيق الجنائي هي بشموليته المتوازية لا بانتقائيته المقصودة»، وقال:«لا تدقيق جنائياً قبل تأليف حكومة، حري بجميع المعنيين بموضوع الحكومة أن يكفوا عن هذا التعطيل من خلال اختلاق أعراف ميثاقية واجتهادات دستورية وصلاحيات مجازية وشروط عبثية، وكل ذلك لتغطية العقدة الأم وهي أن البعض قدم لبنان رهينة في الصراع الإقليمي/الدولي». ولفت الراعي إلى أن«المسؤولين اللبنانيين بينوا للجميع أنهم لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصة في نفوسهم، فالتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب، بتجويعه وإذلاله وإفقاره وانتزاع الأمل من قلبه». وختم الراعي:«لكن ما نخشاه هو أن يكون القصد من تعطيل تشكيل الحكومة هو الحيلولة دون أن تأتي المساعدات لإنقاذ الشعب من الانهيار المالي. فالبعض يريد أن يزداد الوضع سوءاً لكي يفتقر الشعب أكثر ويجوع، فييأس أو يهاجر أو يخضع أو يقبل بأي تسوية». 

الفاسدون معروفون

ومن جهته، سأل مفتي ​الجمهورية​ اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ في رسالة ​شهر رمضان​ المبارك «هل هو مطلب عسير أن تكون في البِلاد حكومة مَسؤولة ؟ لقد مضت شهور طويلة، وهناك من لا يزال يتحدّث عن الأصول الدستورية، والشراكة الكاملة بين التشكيل والإصدار، والثلث المعطّل، وأنواع الوزارات؟ مشدداً على أن «البلاد في أمسّ الحاجة في هذه الظروف بالذات إلى سلطة تنفيذية، تكون مسؤولة أمام مجلس النواب الذي كلف رئيسها، وهناك من يزال أيضاً يتحدث أنه لا حاجة للحكومة، لأن الفاسدين معروفون».  

وفي هذا الصدد، لم يُسجَّل أي تطور ملموس فيما أبرزت جولة جديدة من السجالات بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» تصاعد الحدة والاحتدام بما يؤشر بوضوح إلى التراجع المتواصل لأيّ رهانات على حلحلة للتعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة وذهاب كل الوساطات سدى. وفي مؤشر تصعيدي جديد، شنّت الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر» هجوماً جديداً على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كما لوحظ أنّها لم توفّر في هجومها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهو ما استوجب رداً شديداً من كل من «تيار المستقبل» و«حزب القوات اللبنانية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"