عادي
أكبر طرح عام أولي منذ «فيسبوك» 2012

جنون العملات المشفرة يمهد طريق «كوين بيس» إلى «وول ستريت»

23:52 مساء
قراءة 4 دقائق

قفزت عملة «بيتكوين» المشفرة إلى قمة غير مسبوقة متجاوزة مستوى 63 ألف دولار، الثلاثاء، لتواصل سلسلة مكاسبها في 2021 وتبلغ ذروة جديدة قبل يوم من الطرح العام الأولي لـ«كوينبيس» Coinbase في وول ستريت.
يعتبر إدراج أكبر منصة أمريكية للعملات المشفرة على المؤشر ناسداك، الأربعاء، انتصارا تاريخيا لمناصري العملات المشفرة.

قمة غير مسبوقة لـ «بيتكوين» فوق 63 ألف دولار

ارتفعت أكبر العملات المشفرة في العالم، التي يتنامى قبولها لدى القطاع المالي التقليدي باعتبارها أداة للاستثمار ووسيلة للدفع، بما يصل إلى 5%، كما بلغت منافستها الأصغر إيثيريوم ذروة عند 2205 دولارات.
كانت شركات كبرى قد أبدت قبولها للعملات المشفرة أو استثمرت فيها، منها بي.إن.واي ميلون وماستركارد وتيسلا.
وتجاوزت بيتكوين حاجز الستين ألف دولار أوائل الشهر الماضي بدعم من شراء تيسلا عملات مشفرة بقيمة 1.5 مليار دولار لميزانيتها العمومية، وكان نطاق تداولها ضيقا على مدار الأسبوعين الأخيرين.
منصة تبادل العملات 
ويُعد إدراج منصة تبادل العملات المشفرة الأمريكية «كوين بيس» في مؤشر ناسداك أحد أهم الأحداث لهذا العام بالنسبة للأسواق، وسط تزايد الحماس تجاه تداول الـ «بيتكوين»، على الرغم من التساؤلات المثارة حول استدامة السوق.

56 مليوناً عدد مستخدمي منصة «كوين بيس»

و«كوين بيس» هي أول شركة مختصة بالكامل في العملات المشفرة تدخل البورصة الأمريكية، وسيتم إدراجها تحت الرمز «COIN». ومن المتوقع أن يتم تقييم الشركة ذات الوزن الثقيل بين 70 مليار دولار إلى 100 مليار دولار، وهو أكبر طرح عام أولي لشركة أمريكية منذ «فيسبوك» في عام 2012.
كما سيتم طرح نحو من 115 مليون سهم من أسهم الشركة في السوق على أن يتم الإعلان عن سعرها المرجعي مساء الثلاثاء.
لقد اختارت «كوين بيس» الإدراج المباشر، والذي لا يسمح لها بجمع أموال جديدة ولكنها توفر للمساهمين الحاليين، من المؤسسين والموظفين والمستثمرين التاريخيين، فرصة لبيع أسهمهم في السوق. وهي ذات الطريقة التي استخدمتها شركات مثل «سبوتيفاي»، و«سلاك»، و«بلانتير» عند طرحهم لأول مرة.
قصة نجاح
تأسست «كوين بيس» في العام 2012 في سان فرانسيسكو، وتتيح المنصة للمستخدمين شراء وبيع حوالي 50 عملة مشفرة، بما في ذلك الـ «بيتكوين» و«الإيثر».
وبحسب المنصة ووفقاً لتقديرات نتائج الربع الأول، فإن إجمالي عدد المستخدمين يبلغ 56 مليون مستخدم، ويُجري نحو ستة ملايين شخص معاملاتهم كل شهر.
لقد استفادت الشركة من الارتفاع النيزكي لعملة الـ «بيتكوين» خلال العام الماضي، حيث ارتفع سعر أصل العملــة المشفرة من 6500 دولار في إبريل/نيسان الماضي إلى أكثر من 61 ألف دولار بحلول منتصف مارس/آذار 2021، وارتفعت أيضاً في أعقاب «بيتكوين» عملات افتراضية أخرى مثل «إيثر»، و«لايتكوين»، وغيرها.
وقال مايكل هيوسون كبير محللي السوق في «سي إم سي» في المملكة المتحدة، «نظراً لأن عملة البيتكوين قد تضاعفت بالفعل في الأشهر الستة الماضية، وأصبحت العملات المشفرة أكثر شيوعاً مع قدوم المزيد من المستثمرين الرئيسيين، يمكن القول بالتأكيد أن العملة المشفرة أصبحت أكثر انتشاراً خلال العام الماضي»
ونتيجة لهذا الجنون، زادت إيرادات «كوين بيس» عشرة أضعاف تقريباً خلال عام لتصل إلى 1.8 مليار دولار في الربع الأول، كما زادت أرباحها 25 ضعفاً، في حدود 730 إلى 800 مليون دولار، وفقاً لتقديرات المجموعة. 
قلق حكومي
ويلازم الحذر المراقبين بشكل يومي لأنهم يعرفون مدى تقلبية أسعار العملات الافتراضية. فقبل ارتفاعها المذهل في الأشهر الأخيرة، تعرضت عملة البيتكوين لنكسات، وخاصة في عام 2018 عندما استمرت العملة في الانخفاض.
وهناك من يلفت الانتباه أيضاً إلى عدم ثقة المشرعين في العديد من البلدان، الذين يشعرون بالقلق من استخدام العملات المشفرة لأغراض غير مشروعة.
وقال هيوسون: «هل ستثبت كوين بيس شعبيتها لدى المستثمرين الأفراد؟ ليس هناك شك كبير في هذا الاحتمال مع ارتفاع الطلب والفائدة».
وأضاف: «السؤال الأكبر هو مدى استمرارية هذا التقييم، لا سيما بالنظر إلى عدد الحكومات التي لا تفضل العملات المشفرة بشكل خاص. ومن المرجح أن يكون التنظيم المستقبلي خطراً بشكل واضح على هذه الشركات ويحمل معه رياحاً عكسية محتملة على المدى الطويل.
يُذكر أن لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية اتهمت شركة «كوين بيس»، بين عامي 2015 و2018، بالإبلاغ عن معلومات كاذبة أو مضللة حول العملات المشفرة والتلاعب بالسوق. نتج على إثرها تغريم الشركة بـ 6.5 مليون دولار، ما اضطرها إلى تأجيل موعد إدراجها في وول ستريت آنذاك.
وهناك عامل آخر يمكن أن يضع «كوين بيس» في موقف متأرجح وهو العمولات التي تتقاضاها الشركة لكسب المال. والتي هي أعلى من بعض منافسيها، ولا سيما منصة «باينانس» Binance الصينية والتي يبدو أنها تثير قلق المنظمين أكثر من «كوين بيس» نفسها.
ووفقاً لـ«بلومبيرج»، فتحت مؤخراً لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية تحقيقاً فيما إذا كانت «باينانس»، غير المسجلة لدى الوكالة، قد انتهكت قانون السلع الأمريكي. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"