عادي

بايدن قد يعلن الانسحاب من أفغانستان دون التوصل للسلام

17:46 مساء
قراءة دقيقتين
أفغانستان
قوات أمريكية في أفغانستان

واشنطن - رويترز
يرمي إعلان الرئيس جو بايدن المزمع الأربعاء عن سحب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول، إلى إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، في وقت يحذر فيه معارضو هذه الخطوة من أن السلام ليس مضموناً على الإطلاق بعد قتال استمر عقدين.
وفي الوقت الذي كشف فيه مسؤولون عن خطط بايدن لسحب القوات، جدد مجتمع المخابرات الأمريكي مخاوفه الشديدة يوم الثلاثاء على مستقبل الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.
وقال تقرير عن تقييم الوضع أرسل إلى الكونجرس: "ستواجه الحكومة الأفغانية صعوبات في صد طالبان إذا سحب التحالف دعمه"، وأضاف أن "كابول لا تزال تواجه انتكاسات في ساحة القتال، وطالبان واثقة أن بإمكانها تحقيق نصر عسكري".
وأفاد مسؤول أمريكي كبير بأن بايدن ينوي أن يعلن من البيت الأبيض الأربعاء أنه سيتم سحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان في موعد أقصاه 11 سبتمبر/أيلول.
ولذلك اليوم مغزى كبير، إذ إنه يأتي بعد مرور 20 عاماً على اليوم الذي شن فيه تنظيم "القاعدة" الإرهابي هجماته على الولايات المتحدة، مما دفع الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش إلى بدء الحرب التي راح ضحيتها 2400 جندي أمريكي، وبلغت تكاليفها ما يقدر بنحو ترليوني دولار.
وكان الرئيس بايدن يواجه مهلة تنتهي في أول مايو/أيار حددها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حاول سحب القوات قبل أن يترك البيت الأبيض، لكنه فشل.
وسيسمح قرار بايدن ببقاء 2500 جندي في أفغانستان بعد الأول من مايو/أيار، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن من الممكن رحيل القوات كلها قبل 11 سبتمبر/أيلول، وكان حجم القوات الأمريكية في أفغانستان قد بلغ ذروته في 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي.

لا يوجد حل عسكري

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية: "لا يوجد حل عسكري للمشاكل التي نكبت بها أفغانستان، وسوف نركز جهودنا على دعم عملية السلام المستمرة".
ولم يتبين كيف سيؤثر إعلان بايدن على قمة عن أفغانستان من المقرر أن تبدأ يوم 24 أبريل/نيسان في إسطنبول وتستمر عشرة أيام، وتشارك فيها الأمم المتحدة.
وقالت حركة "طالبان" التي أطاحت بها القوات الأمريكية من الحكم عام 2001 إنها لن تشارك في أي قمة تأخذ قرارات تخص أفغانستان إلى أن تخرج جميع القوات الأجنبية من البلاد.
ويقول معارضو الانسحاب إن خروج القوات أشبه بالدفع بأفغانستان إلى مصير مجهول، وهو ما يقول الخبراء إنه ربما كان أمراً محتوماً.
وأوضح أنتوني كوردزمان بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه "ما من سبيل مستساغ يمكن للولايات المتحدة من خلاله الانسحاب من أفغانستان، فلا يمكنها إعلان النصر، ولا يمكنها الانتظار إلى ما لا نهاية حتى يتحقق ضرب شكلي من ضروب السلام".
وبالانسحاب دون إعلان النصر، تفتح الولايات المتحدة الباب أمام انتقادات بأن تلك الخطوة اعتراف فعلي بالفشل.
وأكد المسؤول الرفيع بالإدارة الأمريكية أن القوات ليست أفضل حل للحفاظ على ما تحقق من مكاسب في حقوق الإنسان، وأن الأمر يستلزم "تدابير دبلوماسية وإنسانية واقتصادية جريئة" بدلاً منها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"