سنة من الامتحان الذاتي

00:45 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

علينا أن نعمل بجد من أجل هذا الوطن الغالي الذي يستحق منا الكثير. فقد منحنا الأمن والأمان، وأعطانا الأكثر حتى أصبحنا من الشعوب ذات المكانة التي لها حضورها وتأثيرها في العالم.

 العمل يقدم الإنجاز، والمواطنة هي الحفاظ على المنجزات. وينبغي أن نعمل على مواصلة مسيرة التنمية. فالشعوب تتقدم وتزدهر عندما يحافظ أبناؤها على منجزاتهم لتكون دافعاً قوياً لمضاعفة الجهود للوصول إلى مصاف الدول العظمى. فالتاريخ يسجل شهادته للشعوب العاملة التي تحفظ لنفسها وأجيالها ما تم إنجازه وتراكمت فيه إنجازات الأجيال.

 إن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك رؤية حضارية للتنمية عمادها ومحورها الاهتمام اللامحدود بالإنسان الإماراتي، وتوفير كل ما من شأنه رفع مستوى معيشته على المستويات كافة. فهي ماضية في الارتقاء بالإنسان والتعرف إلى احتياجاته والاستجابة لتطلعاته باعتباره أثمن الثروات، إيماناً من القيادة الحكيمة بقدرته على صنع التقدم ورسم المستقبل الأفضل لهذا الوطن.

 يا شباب الوطن.. أيها الشباب الناجح.. يا شباب بلادي.. أنتم ضربتم للعالم أسمى آيات الفخر والعزة. فأنتم المبدعون، وأنتم الطامحون، وأنتم الناجحون. إنها الأيادي، بأيادي بعضها تواصل النهضة الخيرة لهذا البلد الخيّر، فأنت يا وطني، يشهد لك العالم أجمع بعطائك وكرمك ويعجزون عن وصف محاسنك، فكيف بنا نحن أبناؤك؟!

 إن القائد الحقيقي هو من يشعر بنبض شعبه. وهذا ما تسعى إليه قيادتنا في التواصل المباشر مع المجتمع، وتعزز سياسة الأبواب المفتوحة التي ينتهجها الحكام، وتشكل أساساً فعالاً للتواصل مع الشرائح كافة، من كبار السن لنقل تجاربهم إلى جيل الشباب. علاقة القائد بشعبه في الإمارات خصوصية واستثنائية أنشأت قيمة كبرى هي الانتماء للوطن والشعب والقائد، وجاءت بالفطرة والصدق وليس بالتحزب والأيديولوجيات السياسية.

 بيئة العمل تزدهر في بيئة يتوفر فيها الأمن والصحة، فهما لازمتان ضروريتان. بلدي هو بلد الأمن والأمان، وبلد الرعاية الصحية المتفانية، هذه رسالة الإمارات الإنسانية، لمواطنيها وللمقيمين وللمنطقة وللعالم، يحملها إعلام مخلص يسعى لأن يواكب الأحداث والتحديات معاً. هذه رسالة المواطن الإماراتي لنفسه أيضاً، يحث الخطى لمزيد من البناء، إنها رسالة أرض زايد الخير، وكل عام وبلادنا في تطور وازدهار.

 ما نريده اليوم ونطمح لتحقيقه هو أن يكون المواطن الاماراتي على قدر كافٍ من المسؤولية، وأن يعي مدى بذل قيادتنا من مجهود لتحقيق الحياة المرفهة التي ننعم بها اليوم، قد يتهاون البعض في أداء واجبه الوظيفي، ولكنه لا يدرك أن هذا يعتبر خذلاناً لدوره في تطوير البلاد وخدمتها، علينا جميعاً أن نعي أن لكل منا دوراً مهماً كبر أو صغر، هذا الدور أن يكون كل مواطنٍ نموذجاً في الإخلاص للوطن كلٌ حسب موقعه، الطالب في مدرسته، والموظف في وظيفته، وربّة المنزل في بيتها؛ بحيث نؤدي العمل بأمانة وعلى الوجه المطلوب، وأن نكون عوناً لبعضنا بعضاً في أداء الخدمة المجتمعيّة.. 

 إن الوطن يحتاج لفعل، والفعل يحتاج إلى وطنية، والوطنية تحتاج الى إخلاص، والإخلاص يحتاج إلى التزام، والالتزام والتفاني في بذل أقصى درجات العطاء في مهامنا الوظيفية التي عن طريقها نقدم للوطن ولو جزءا من حقه علينا. 

 ومع هذه الظروف التي مررنا بها في الجائحة، اتضح لنا مدى إدراك الموظفين والعاملين في مختلف القطاعات في الدولة بأهمية الالتزام بتأدية واجباتنا المهنية دون وجود رقيب مباشر، وإنما الرقيب هو الضمير والاخلاص حيث حكمت علينا الظروف أن نمارس عملنا عن بعد ومن المنزل، وهنا فقط أدركنا أن العطاء لا مكان له وضرورة الاهتمام بإنتاجية الموظف وليس وقت العمل.

 لا نريد أن نقول إن السنة الماضية كانت امتحاناً، بل نقول إنها كانت فرصة لمراقبة الذات والعمل على تحسين الأداء، سواء أكان هناك رقيب أم لم يكن. هذا الامتحان/الفرصة هو مقياس داخلي قبل أن يكون منهج تدقيق مؤسسياً، وكل مواطن إماراتي يعرف بالضبط ماذا فعل وماذا قدم خلال السنة الماضية، وهو الأدرى بما كان يستطيع الاستزادة فيه وتحقيقه.

 لا شك أن المؤشرات أمام القيادة، وهي تدرك أهمية المرحلة الراهنة لأنها ستكون لبنة التطوير للقادم في عالم يتغير بسرعة كبيرة لم يكن الوباء إلا مساعداً في زيادة تعجيل هذا التغيير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"