عادي

إبراهيم العوضي: صالات العرض لا تهتم بالفنان الإماراتي

22:30 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: عثمان حسن

في معرض حديثه عن تنشيط الحراك التشكيلي في الدولة، يشير الفنان إبراهيم العوضي، وهو أحد مؤسسي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، إلى بعض النقاط المضيئة التي تقوم بها مراكز ومجمعات متخصصة في الدولة، والتي من وجهة نظره لا تزال نشيطة جداً، ولها دور ملحوظ في الاهتمام بالفن التشكيلي، كالمجمّع الثقافي في أبوظبي الذي يعنى بالفنون البصرية والأدائية بكافة أشكالها، كما يهتم بفنون الطفل، وقد تجلى دور المجمع، كما يؤكد العوضي، خلال جائحة كورونا، في حين خف نشاط كثير من الجمعيات والمراكز الفنية.

ويشير العوضي إلى دور وزارة الثقافة بوصفها الجهة الأولى والأبرز التي تتولى مهمة الإشراف على كافة القطاعات الفنية والثقافية، وفي هذا الجانب يقول: «هناك خلل إداري يتحمله المنشطون الفنيون في كافة قطاعات الفنون»، ويطالب الوزارة بضرورة الاهتمام بهذا الجانب وإصلاح الخلل، بتعيين منشطين وإداريين، شرط أن يكونوا على علاقة بالفنون، وعليهم تقع مسؤولية متابعة الشأن التشكيلي المحلي، وأن يكون الفنان الإماراتي على رأس أولويات هؤلاء الإداريين.

وفي هذا الجانب يؤكد إبراهيم العوضي ضرورة أن يحرص هؤلاء على متابعة الفنان الإماراتي وإشراكه في الفعاليات الفنية خارج الدولة، وأن يتم وضع مخصصات ومكافآت مجزية للفنانين الإماراتيين، ويعتقد أن هذا يعتبر أسلوباً حضارياً لتقدير الفنون، وليس بعيداً عن خطط واستراتيجيات الدولة التي تهتم بالفنون.

رسالة واضحة

ويوجه العوضي رسالة واضحة إلى الصالات المعنية بالفنون العالمية، حيث يلاحظ أن جل اهتمامها ينصب على الفنانين الأجانب، ولا تهتم بالفنان الإماراتي ويقول: «لا بأس أن تكون المشاركة الإماراتية حاضرة بقوة في هذه الصالات، وأن يتم العمل على زيادة نسبة الفنانين المحليين فيها، وألا تقتصر على بضعة أسماء تتكرر في كل موسم فني». 

ويتابع: «الفنون البصرية في الإمارات تستحق هذه المشاركة، نظراً لما تتمتع به من حيوية؛ كونها تجمع بين التراث والمعاصرة، ولها خصوصية في محيطها الخليجي والعربي».

ويعتقد إبراهيم العوضي أن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، مطالبة أيضاً، بدور أكبر في رعاية الفنون، ويستعيد دورها السابق، حيث كانت شعلة إدارة الشأن التشكيلي في الدولة، ويقول: «الجمعية مطالبة بإعادة هيكلة بنيتها الإدارية وفق أسس علمية، وأن يكون المسؤولون في إداراتها من ذوي الاختصاص، وأن ينشطوا في متابعة الشأن الفني المحلي والخارجي، وفق برامج واضحة، وخطط عمل تعمل على استمرار وتيرة الاحتفاء بالفنون البصرية طوال العام، وألا يقتصر دورها على المعارض الفنية الموسمية».

وبوصفه أحد المهتمين بعقد ورش تدريبية لتعلم مبادئ الرسم، يطرح إبراهيم العوضي جملة من المقترحات التي ترتقي بالفنون البصرية.

وفي هذا الإطار، ومن واقع مشاهداته اليومية، فهو يوجه رسالة إلى فئة الفنانين الشباب، حيث رأى أن أغلبية كبيرة من هؤلاء، بدأوا يتجهون إلى الفن التركيبي والمفاهيمي وأعمال الفيديو آرت، قبل أن يتمكنوا من تعميق رؤاهم بمبادئ الفنون، حيث يقول: «إن تعلم مبادئ الرسم، ومعرفة تقنيات التعامل مع اللوحة الكلاسيكية، والانخراط في دورات لتعلم البورتريهات وكيفية التعامل مع الخامات وغيرها من العناصر، هو أساس مهم للتعلم ومعرفة فلسفة الفنون، وعلى الشباب عدم التسرع والتعامل بمعرفة مع كافة التيارات والمدارس الفنية».

عراقة المكان 

وختم العوضي بقوله: «علينا ألا ننسى رواد التشكيل، هؤلاء الذين نقشوا في الصخر، وعلى أكتافهم بدأت تتضح ملامح الفن البصري في الإمارات، وهم من عملوا على إثراء الفنون المحلية، هذه الفنون الشاهدة على عراقة المكان وحضارة المجتمع، وكانت لهؤلاء الرواد إسهامات واضحة ومشاركات محلية وخارجية، عمقت مفاهيم الفنون البصرية منذ اللوحة الكلاسيكية المسندية، وليس انتهاء بالفنون المعاصرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"