عادي
نبض المواقع

«رقائق الثلج».. الحداثة تذيب الجليد الياباني

23:20 مساء
قراءة دقيقتين
2003

الشارقة: «الخليج»

تحكي رواية «رقائق الثلج» للياباني حائز نوبل للآداب جونيتشيرو تانيزاكي، ومن ترجمة آية حسن، حكاية أربع أخوات ينتمين للطبقة الأرستقراطية، عشن في أوساكا، في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية مباشرة؛ حيث حاولن الحفاظ على أسلوب حياة يكاد يتلاشى. وتشكل قصة الأخوات ماكيوكا ما يمكن القول إنه أعظم رواية يابانية في القرن العشرين، وقدمت صورة مؤثرة، لكنها قاسية لعائلة - ومجتمع بأكمله - ينزلق إلى هاوية الحداثة.

تتمسك الأخت الكبرى، «تسوروكو» بقيم عائلتها بعناد، في الوقت الذي يستعد زوجها لنقل منزلهما إلى طوكيو؛ حيث لا يعني هذا الاسم «طوكيو» لها شيئاً، بينما تعمل «ساشيكو» ببسالة لتأمين مستقبل أخواتها الأصغر سناً. وهناك «يوكيكو» غير المتزوجة، رهينة لمعايير عائلتها الصارمة، في مقابل الأخت الرابعة «تايكو» التي تظهر مفعمة بالحيوية وتتمرد على قيم العائلة.

تمتلئ الرواية بقصص من الحياة اليابانية للطبقة العليا، وقد أجمع القراء على أهميتها، بوصفها تسلط الضوء على حيوية شخصياتها، ما بين صرامة وقسوة الحياة اليابانية ما قبل الحرب، وتلك التفاصيل المغرية على أبواب حداثة صنعتها الحروب والهزائم والتحالفات الدولية، وكانت اليابان جزءاً لا يتجزأ من هذا الواقع وتفاصيله.

أحد القراء وصفها بالتحفة الروائية، وهو يؤكد أنه عندما قرأها لأول مرة، انجذب إلى تحفة قوية، تحكي قصة أربع أخوات يسلكن مسارات متباينة في اليابان ما بين حقبتين في أواخر الثلاثينات، ويقول: «مشاهد رائعة في الرواية، كمشهد الفيضان الدرامي الشهير، وكانت هناك تفاصيل دقيقة – ركزت على انحلال البنى الاجتماعية الثقافية؛ حيث تتسرب الأعراف الغربية إلى عائلة تريد التمسك بقيمها، ناهيك عن روح الدعابة التي نثرت خلال نص ارتقى لمصاف التحفة الفنية الرائعة».

قارئ آخر رأى أن يستهل مداخلته بتسليط الضوء على المشهد الطبيعي السنوي لتفتح الكرز، ويقول: «إن الرمزية المرتبطة بهذه الطقوس تجعل الجمال زائلًا، تساقط الأوراق يشير إلى مرور الزمن بلا هوادة».

«تلون الكلمات هذه القصة مثل لوحة جدارية بنقاط صغيرة من الألوان».. وهذا استهلال لأحد القراء الذي رأى أن الرواية في كل مشاهدها تكتسب إيقاعاً ثابتاً لروتين متكرر، والذي يقترب أحياناً من الرتابة، التي تحاكي النمط الدائري للفصول المتغيرة، على غير ما اعتاده القراء في الروايات المملوءة بالحركة.

القارئ نفسه يشير إلى الاضطرابات الداخلية التي تهز عائلة ماكيوكا، بوصفها انعكاس لاضطراب خارجي، وعصر على وشك الاختفاء، وهو أمر يمكن تخيله في النهاية المفاجئة، التي يستخدمها تانيزاكي لإغلاق قصيدة الحنين هذه إلى عالم لم يعد موجوداً في الواقع، وإنما فقط من خلال الكلمات.

قارئة رأت أن الرواية ممتازة، صاغها مؤلفها بأسلوب آسر، وتقول: «هذه الرواية رائعة وقدمت بانوراما مذهلة وآسرة لعائلة يابانية في زمن مضى، وقد أضافت الكثير من الصور الجميلة التي ذكرتني بأعمال جين أوستن، وتوماس مان»، وتضيف: «ما أدهشني حقاً في الرواية، هو أن قصتها كانت تتمحور بقوة حول الأسرة الممتدة، ونضالها مع هذا التغيير، وعلى الرغم من حقيقة أنها تدور حول عائلة يابانية في أربعينات القرن الماضي، فقد تعاطفت وفهمت وربطت ما قرأته بتجاربي الخاصة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"