عادي

«إنستجرام» مرتع مفضل لبيع ملحقات «أبل» المزيفة

23:12 مساء
قراءة 4 دقائق
1
دبي: هشام مدخنة

تحولت قصة يومية بسيطة قد تحدث مع أي شخص، مثل شحن جهاز «آيفون»، إلى قضية شغلت الرأي العام منذ أن أشعلها أندريا ستروبا، باحث الأمن السيبراني الذي اكتشف أن الشاحن الذي انفجر وهو يشحن به هاتفه الشخصي، كان منتجاً مزيفاً لشركة «أبل» اشتراه صديقه من خلال قناة غير رسمية عبر «إنستجرام».
وبالبحث الدقيق اكتشف ستروبا مع زملائه في «جوست داتا تيم»، وهي شركة أبحاث في وسائل التواصل الاجتماعي والأمن السيبراني، أن الحادثة لم تكن الوحيدة، فهناك آلاف القنوات غير الرسمية تبيع منتجات تقنية مقلّدة.

تبين لاحقاً أن هناك العديد من المصانع الصينية غير المشروعة وبائعي الجملة يستخدمون تطبيق «فيسبوك» وتطبيق «إنستجرام» لبيع ملحقات مزيفة لشركة «أبل» على وجه التحديد، مثل سماعات «إيربودز» وكابلات الشحن والبطاريات وشواحن «يو إس بي». وكلها متطابقة مع المنتج الأصلي باستثناء معايير الجودة والأمان الخاصة بها، والأهم من ذلك أنها تُباع بأسعار مخفضة بنحو 10 مرات.

نشاط عالمي

يوماً بعد يوم أصبحت العملية نشاطاً تجارياً عالمياً يدرُّ ملايين الدولارات مع اعتبار أوروبا والولايات المتحدة وجهات رئيسية للعملاء وهذا ما شجع الباحثين في «جوست داتا تيم» على تكثيف جهودهم للكشف عن الصعوبات التي تواجه تطبيق «إنستجرام»، المملوك لشركة «فيسبوك»، أو ربما عدم رغبته، في معالجة ظاهرة سوق المنتجات المقلدة منذ مدة طويلة، ولتسليط الضوء على العديد من المخاطر والأضرار التي تسببها تلك الأعمال غير المشروعة على شركة «أبل» والمستهلكين على حد سواء. 

فشل «فيسبوك»

واعتبر الباحثون أن شركة «فيسبوك» متهمة بالفشل في حماية استثمارات الشركات الأمريكية والمواطنين في جميع أنحاء العالم ممن يستخدمون منصتها.
في حين قال متحدث باسم عملاق التواصل الاجتماعي: إن شراء وبيع السلع المقلدة على «إنستجرام» ينتهك سياسات الشركة، مضيفاً أن الشركة خصصت المزيد من الموارد لبرنامج الإشعار والإزالة العالمي للمنشورات، ما جعلها أسرع في اتخاذ تلك الإجراءات. وبأن فيسبوك تتخذ الآن إجراءاتها المنظمة في الرد على التقارير المتعلقة بالمحتوى المزيف خلال يوم واحد، وفي الأغلب في غضون ساعات.
بدأت اهتمامات ستروبا ذو ال 27 عاماً، وهو مخضرم في كشف السلع المقلدة عبر الإنترنت، بتقصّي حقيقة منتجات «أبل» بعد قصة الشاحن الذي انفجر وتبين أن سعره كان أقل بنحو 25% من المنتج الأصلي والذي كان سعره 19 دولاراً آنذاك، وكيف حاول صديقه الاتصال بالبائع عبر الإنترنت، لكنه اختفى.

الأجهزة الأكثر طلباً

وبعد تلك الحادثة، رصد فريق «جوست داتا» في الفترة من 8 فبراير/ شباط إلى 8 مارس/ آذار نحو 163 بائعاً بالجملة لملحقات «أبل» المزيفة على «إنستجرام»، وكانت أكثر الأجهزة المطلوبة هي «إيربودز برو»، والتي تم بيعها مقابل 25 دولاراً بدلاً من 249 دولاراً، إضافة إلى شاحن «ماجسيف» اللاسلكي وبسعر 5.5 دولار بدلاً من 38 دولاراً، وكشفت الدراسة عن نشر أكثر من 50 ألف منشور تسويقي لمنتج مزيف عبر «إنستجرام» في العام الماضي، حصدت نحو 600 ألف إعجاب وتعليق.

بائع حقق 140 ألف دولار في يوم واحد

كما وجدت الدراسة أنه وعلى عكس سوق السلع الفاخرة المزيفة، التي تعتمد في الأغلب على «ويتشات» و«باي بال»، فإن أنظمة الدفع المفضلة لأجهزة «أبل» المزيفة كانت عبارة عن تحويلات بنكية وبطاقات ائتمان وتضمن التقرير الفواتير المرسلة من قبل بائعي البضائع المزيفة، ومنهم بائع حقق 140 ألف دولار في يوم واحد من المبيعات عبر الإنترنت، أودعت في حسابه المصرفي الشخصي.

منتجات مقلدة خطيرة

من جانبه، شدد متحدث باسم «أبل» على أن سلامة العملاء هي أولوية أولى، وبأن المخاطر المرتبطة بالمنتجات المقلدة يمكن أن تكون خطرة للغاية مضيفاً أن لدى الشركة فريق متخصص من الخبراء الذين يعملون باستمرار مع جهات إنفاذ القانون والتجار وشركات التواصل الاجتماعي ومواقع التجارة الالكترونية حول العالم لإزالة المنتجات المقلدة من السوق.

 صراع تطبيقات المراسلة

في السياق، احتدم صراع بين شركتي «فيسبوك» و«أبل» خلال السنوات القليلة الماضية بعد اشتعال المنافسة أكثر بين تطبيقات المراسلة التي يملكانها، فالأولى لديها 3 تطبيقات، هي «واتس آب» و«إنستجرام» و«مسنجر»، مع أكثر من مليار مستخدم لكل منها، مقابل «آي مسج» للثانية، كما تبادلت الشركتان الانتقادات بشأن خطة «أبل» إدخال تدابير خصوصية جديدة لبرنامج «آيفون» الخاص بها، وهو ما اعتبرته «فيسبوك» أمراً سيئاً لملايين الشركات الصغيرة التي تستخدم خدمات الإعلانات المستهدفة للشبكة الاجتماعية. ويركز تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير أيضاً على منتجات منافسته «أبل»، مثل سماعات الواقع الافتراضي والواقع المعزز. كل ذلك عبّر عنه مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة في يناير/ كانون الثاني وبالفم الملآن حين قال: «ننظر إلى «أبل» بشكل متزايد على أنها واحدة من أكبر منافسينا».

مساءلة المصنِّعين والتجار 

يمكن أن تكون مكافحة السلع المقلدة التي يتم بيعها عبر «إنستجرام» ساحة لمعركة أخرى طاحنة تدور رحاها بين قوى وادي السيليكون، وبعد الانتشار المتزايد للسلع المزيفة التي غزت أسواق الإنترنت، فإنه من الأجدى مساءلة المصنِّعين وتجار الجملة الصينيين وغيرهم ممن يقومون بتوريد هذه المنتجات المقلدة، بدلاً من إضاعة الوقت في الركض وراء بائعي هذه المنتجات عبر تطبيقات مثل «إنستجرام».
وتجدر الإشارة هنا، وربما تكون من المفارقات أيضاً، أن الأفراد والشركات الصينية يستخدمون شبكة وسائط اجتماعية مقرها الولايات المتحدة، ومحجوبة في بلدهم لأسباب أمنية، من أجل القيام بأعمال تجارية خاصة على حساب شركة أمريكية كبرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"