روحانية رمضان

01:44 صباحا
قراءة دقيقتين

ها قد هبت نسماته منعشة تحيي ما جف من أرواحنا وما بلي منها، وشذا طيوبه مسك فاحت أنسامه في المكان لتزيل ما ترسب في القلوب من شهور قد مضت..
فلقياه فرحة لصغيرنا قبل كبيرنا، قد رسخ بنفحاته دروباً وطدت في نفوسنا..
يهل هلاله علينا فتغشانا السكينة والرحمة والهدوء، يفيض علينا من كرمه بجزيل عطائه كأنه نهر اندفق ماؤه، فيبل ظمأ العطشان
ضيف محمل بهداياه والكنوز الثمينة من الله، فالمؤمن يغتنم الفرصة المتوفرة له، فهي أيام معدودات له، جزيلة في العطايا، فالدعاء عبادة وطاعة لله، وهي الصلة بين العبد وربه وفيه الاستعانة وتعظيم الرغبة إلى الله، واللجوء إليه.
فالمؤمن يتحرى أوقات الإجابة.. والعلم يقيناً بالاستجابة من الله عز وجل، حيث قال تعالى «ادعوني أستجب لكم».
في وقت السحر قال تعالى «إن قرآن الفجر كان مشهوداً»، فمناجاة العبد ربه، وتذلل عند أعتابه، ونغسل نفوسنا بدمعاتٍ باكية على ما مضى، وتقصير على ما كان، الشعور والإحساس بالقرب الروحي من الله سبحانه وتعالى، وإطالة السجود، لتفريغ القلب من الدنيا وهمومها، ثم الدعاء وطلب الحاجة والاعتراف بضعف الإنسان وقلة حيلته إلى القوة والهيمنة من الله والحكمة والقدرة منه ورحمته التي وسعت كل شيء، للشعور بعد ذلك بطمأنينة وراحة وسكينة من انشراح للصدر.
وللصائم قبل الإفطار دعوة لا ترد بإذن الله تعالى، فالإحساس بعظمة الخالق وعظيم ما عنده، والانكسار والتذلل له وبيان ضعف الإنسان، والخشوع له، فيقبل على الله بقلب طاهر وصفاء نية وتوبة نصوح، والرغبة بما عنده، ويسأله حاجته.
وساعة بعد صلاة الفجر يتخللها ذكر الله، لما فيها من الفضل العظيم، امتثالاً للرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس.
ولقراءة القرآن الكريم روح ورياحين تناسب لقارئها فهو طاقة متجددة وعطاء من خير لا ينضب، وطمأنينةٍ تحف قارئه، ويتخلص بها من التوتر والقلق، وقوة يستمدها من آيات القرآن الكريم، فهو شهر فيه من الخير العظيم، وفيه تتضاعف الأجور فيبارك الله عز وجل في الأعمال الصادقة..
وللصائم عند الإفطار فرحتان: فالفرحة الأولى بإكمال اليوم عند مغيب الشمس والإعانة على الصوم ورحمة من الله، والفرحة الثانية هي عند لقاء الله سبحانه تعالى، فصومه هيأ له لقيا وجه الله..
لنستشعر روحانياته ونعيد ترتيب ما بعثرته الأيام في أنفسنا..
فطوبى لمن اغترف منه بقلبه..
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"