من دون مقابل

01:42 صباحا
قراءة دقيقتين

على الرغم من أن أزمة «كورونا» رافقتها تحديات جمة، ومعوقات أرهقت المجتمعات كافة، بكامل قوتها وقياداتها، وتعثرت معها الخطى في كثير من المحطات، فإن لدينا ما نتحدث عنه من فرص ومبادرات، ولدت من رحم تلك الأزمة لاسيما في قطاع التعليم.
مدرسة الشراكات التعليمية الافتراضية في أبوظبي، واحده من المبادرات التي وفرت التعليم مجاناً لحوالي 579 طالباً وطالبة من 15 جنسية مختلفة، في مرحلتها التجريبية فقط؛ إذ يشكل هؤلاء الدفعة الأولى من طلبة المدرسة، والبقية تأتي.
المهم في تلك المبادرة، أنها ولدت من رحم أزمة الفيروس التاجي، لتوفر فرصة الحصول على التعليم النوعي للطلبة المقيمين من أبناء الأسر ذات الدخل المنخفض، وتحل لهم إشكالية تعليم أبنائهم التي وجدت نتيجة صعوبات مادية فرضتها ظروف أزمة الجائحة الراهنة.
نعم لا صوت يعلو صوت العلم، فبهذه المبادرة انتقل التعليم إلى فئات الطلبة مجاناً، لا تعوقه التكاليف ولا حسبة الأرباح، ولا صعوبة الظروف، ولا قلة حيلة أولياء الأمور في سداد رسوم الدراسة لأبنائهم، ومازالت الجهود مستمرة لتذليل المعوقات التي تحول دون تعليم أي طالب يعيش على أرض الإمارات الطيبة.
إن ما نشهده في تلك المبادرة، يعد دلالة جديدة على حرص الإمارات على مستقبل المتعلمين، (مواطنين ومقيمين)، وهذا سر بقاء منابر العلم شامخة مضيئة، تعمل بلا توقف حتى الآن، وما نشهده على النحو الآخر من تجاوزات بعض المدارس الخاصة التي حرمت بعض الطلبة من التعليم، بسبب عدم قدرة ولي الأمر على الوفاء بالرسوم الدراسية، ما هي إلا جانب مظلم يعبر عن حالات فردية، لم تُدرك بعدُ أهمية الاستثمار في الأجيال.
الاستثمار في التعليم يختلف كلياً عن أي تجارة أخرى، فمن خلاله نصنع الطبيب والمهندس والضابط والمعلم وغيرهم؛ إذ نعول عليهم في حمل راية التنمية والنهضة والبناء في المستقبل القريب، ويحتاج الأمر هنا من بعض المدارس، إلى التروّي وإعادة النظر في سياسة إدارتها لهذا الاستثمار، فأرباحه لا تعني جني الأموال، ولكن نحاكي فيه صناعة الأجيال.
أحسنت دائرة التعليم والمعرفة صنعاً، عندما أدارت هذا الملف بحنكة وحرفية، لترفع المعاناة عن كثير من الأسر المتعثرة، وقدمت خدمات تعليمية افتراضية لطلبة الصفوف 5 11، من دون مقابل مادي، ووفّرت لهم الأجهزة الرقمية على سبيل الإعارة، واتبعت خططاً تدريسية واختبارات معتمدة، تتيح للمتعلمين الانتقال المرن، لأي مدرسة خاصة أخرى، بلا معاناة، وفي أي وقت، وفق القوانين التنظيمية.
تحية للقائمين على هذه المبادرة، ونتطلع إلى المزيد، على شاكلة مدرسة «الشراكات» قريباً، ليصل التعليم إلى الطلبة بلا انقطاع أو منغصات مهما كانت الظروف.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"