عادي
نصائح للمرضى بالصبر والإيمان والمرونة

إفطار مصابي «كورونا» رخصـة بيـد الأطـباء

01:48 صباحا
قراءة 4 دقائق
ر مضان

تحقيق: جيهان شعيب
أقبل شهر رمضان الفضيل، وعمّت الفرحة البيوت بقدومه ونفحاته وطيبات أيامه، وشمر الجميع عن السواعد لأداء العبادات على الوجه الأكمل، والتقرب للمولى عز وجل بالصيام والصلاة والإحسان والتسامح والعفو، وتجنب المشاحنات، وغيرها مما قد يقع من الفرد بشكل عام في تعاملاته وسلوكياته، وربما بحكم بعض الظروف التي قد تضطره لفعل خاطئ، وربما تصرف غير مقبول.
المواطنون والمقيمون في الإمارات من الأكثر تدبراً وتقيداً بما توجهه لهم الجهات المختصة بشأن التعامل مع «كورونا»، وهم الأشد حرصاً على السلامة العامة، وهم أيضا أبناء أرض الإنسانية والأمان والاطمئنان، الذين يعدون من أشد محبي الشهر الفضيل، والأسرع والأكثر تمسكاً بأداء مناسكه وطقوسه.
ومع ذلك، ولأن القاعدة الشرعية تقول «درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح»، فالمصابون بالفيروس عليهم التحلي بالمرونة، والتسليم بما قضى الله سبحانه وتعالى لهم من الإصابة بالمرض، وبالتالي عليهم الأخذ بما يقره الشرع، والطب من إمكانية الإفطار، وقضاء الأيام لاحقاً عقب التعافي، أو الصيام مع التأكد من أنه لن يزيد حجم إصابتهم، وشدتها، وفي ذلك يوضح د. عماد النونو أخصائي أمراض القلب أن الصيام لا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض «كوفيد  19» الذي يعد مثل باقي الأمراض الأخرى، التي يعتمد قرار الصيام فيها على مقدار شدة الإصابة والمضاعفات الناتجة عنها، ومدى تفاعل وتأثر الجسم وأعضائه ووظائفه بالمرض.
ويقول: «تبعاً لما سبق، فلا مانع من صيام الأصحاء، أو المتعافين من المرض، أو المصابين به إصابة لا عرضية، أو مع أعراض خفيفة، في حين لا يجوز من الناحية الصحية، الصيام لمن لديه إصابة متوسطة أو شديدة، أو المتعافين مع مضاعفات متوسطة أو شديدة، والذين لا يزالون في طور التعافي من مضاعفات المرض. ومن جهة أخرى لا بد من ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية المتعارف عليها، مثل الابتعاد عن الآخرين بمسافة لا تقل عن متر ونصف المتر، وتجنب الأماكن المزدحمة، والحفاظ على آداب العطاس والسعال، كذلك لا بد من تأكيد ضرورة اعتناء الجميع بالصحة النفسية، ولابد من طمأنتهم بأنه لا يزال بإمكانهم ممارسة طقوسهم الدينية والتعبدية، واستقبال شهرهم الفضيل، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الجهات الحكومية في ما يتعلق بأداء صلاة التراويح، والامتناع عن التجمعات الكبيرة حول موائد الإفطار، وتقبل الله صيام الجميع، وجعل الله شهر رمضان خيراً وبركة على إماراتنا الحبيبة».
تخفيف
بالنسبة للحكم الشرعي لصوم المصابين بكورونا، يوضح الباحث الشرعي السيد البشبيشي، أن الفطر في المرض، رخصة من الله لعباده، حيث قال سبحانه في كتابه: «فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر». وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه»، وقال: «صدقة تصدق بها الله عليكم فاقبلوا صدقته»، وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: «أثبت الله صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام»، وكذلك ثبت الإطعام، والفدية للمريض بالمرض المزمن الذي لا يُرجى شفاؤه، وبرؤه ويشق عليه الصيام، وذلك بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره بسبب مرضه، وقال تعالى: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين». وأما من مرض مرضاً طارئاً يُرجى شفاؤه وبرؤه، فعليه خلال العام، وعند زوال مرضه، قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان، وقد جاء في الشرع التخفيف عن المريض، ويدخل فيه المصاب بفيروس كورونا، الذي يخاف الضرر إن هو صام بسبب مرضه، فمن أرشده الطبيب المختص إلى الإفطار، عليه أخذ الرخصة، وليقضى ما عليه عند القدرة. فهذا من مقاصد الشريعة في دفع المفاسد عن النفس، وجلب المصالح بها، حيث قال تعالى: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها».
ولقد بين العلماء حقيقة المرض المبيح للفطر في رمضان، وحكم الترخص به، في أن المرض بالنسبة للصيام على ثلاثة أنواع هي: المرض اليسير الذي لا يشق معه صيام، والمرض الذي يستطيع صاحبه أن يصوم مع ضرر ومشقة، ولكن لا تؤدي بالمريض إلى هلاك، والمرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويُخاف منه الهلاك، وقد قال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». وقال سبحانه: «ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً»، ولذلك فالأمر في ذلك يرجع إلى الطبيب.
رفع المعنويات
عن دور مجالس أولياء أمور الطلبة في تقوية عزائم الأبناء وأسرهم من المصابين بكورونا، أو الذين يعانون أعراضاً شديدة، وتشجيعهم على المرونة في تقبل الإفطار في رمضان إن استدعت الحالة الصحية لأي منهم، يقول محمد راشد رشود الحمودي رئيس مجلس أولياء الأمور في مدينة دبا الحصن: «الأبناء هم اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، وندعو بالشفاء لمن ابتلوا بمرض كورونا، وهم مقيدون على الشهر الفضيل، وهنا لا نتدخل في أمور الشريعة برخص الإفطار من عدمه. فالأمر متروك لجهات الاختصاص في قول كلمتها، ولكننا كمجالس أولياء أمور الطلبة والطالبات في إمارة الشارقة التابعة لمجلس الشارقة للتعليم، نقف جنباً إلى جنب طلابنا وطالباتنا وكذا أسرهم من المصابين بهذا المرض، بالتحفيز ورفع المعنويات، من خلال بث رسائل عبر قنوات التواصل الاجتماعي لهم وأسرهم، للتخفيف عنهم، ونحثهم فيها على التحلي بالصبر والإيمان بالله، وتجنب التفكير المحبط؛ لأن المرض له فترة معينة، ويتعافى منه المصاب.
اكتساب مهارات
وجّه خالد عيسى المدفع الأمين العام المساعد بالهيئة العامة للرياضة، رسالة عامة إلى الشباب، بضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة لمواجهة خطر «كوفيد  19»، والاعتناء بالصحة الجسدية والعقلية، لمساعدتهم على المدى البعيد، مؤكداً أن القيام بالتمارين الرياضية يومياً مفيد لتقوية مناعة الجسم، كما أن تناول الطعام الصحي المغذي، يساعد جهاز المناعة على القيام بوظيفته بشكل جيد. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"