عادي

اضطرابات الدرقية..علامات مبكرة تنبئ بالخطر

22:07 مساء
قراءة 5 دقائق
Thyroid gland inside human body. Glowing red. 3D illustration.
Young woman patient during the ultrasound examination of a thyroid lying on the couch in medical office
Autoimmune thyroiditis, Hashimoto's disease. 3D illustration showing antibodies attacking thyroid gland

تحقيق: راندا جرجس

تقع الغدة الدرقية في منتصف الجزء السفلي من الرقبة، وعلى الرغم من حجمها الصغير، فإنها تقوم بالعديد من الوظائف الحيوية كإفراز كمية الهرمونات التي يحتاج لها الجسم لتحديد معدل الطاقة الكافي لدور الخلايا وتنظيم عملية الاستقلاب، وفي بعض الحالات يمكن أن تصاب الغدة الدرقية باضطرابات مختلفة كالنقص أو الإفراط في إفراز الهرمون، أو وجود كتل وأورام سرطانية في الأنسجة، وتستهدف هذه المشكلات السيدات بما يتراوح بين 5 و8 أضعاف، مقارنة بالرجال، وسيحدثنا مجموعة من الخبراء والاختصاصيين في السطور القادمة عن طرق التشخيص والعلاج.

تقول الدكتورة هالة يوسف أخصائية أمراض الغدد الصماء، إن فرط نشاط الغدة الدرقية يحدث نتيجة لأسباب متعددة، منها مرض جريفز أو تضخم الدرقية السام وهو أحد اضطرابات المناعة الذاتية ويتسبب في تحفيز الأجسام المضادة وإفراز كثير من الهرمونات، ومن المرجح أن يستهدف النساء قبل سن الأربعين، أو ينجم عن وجود عقيدات في الغدة الدرقية، تتحول مع الوقت إلى كتل من الأنسجة ويزيد نشاطها، ويمكن أن تتسبب العدوى في تضخم الدرق وتسرب الهرمونات، وغالباً ما تتبع هذه الحالة فترة مؤقتة من مشكلة قصور إنتاج الهرمون.

تأثير سلبي

تذكر د. هالة أن فرط نشاط الغدة الدرقية يستهدف النساء بنسبة أكبر من الرجال، نتيجة وجود تاريخ عائلي لاضطرابات الدرقية أو للأسباب المذكورة أعلاه، ويؤثر إفراط إنتاج الهرمونات في كل الأنسجة ووظائف أعضاء الجسم، فهي تزيد معدل الأيض الأساسي، كما يرتبط فرط الدرقية غير المعالج أو المعالج جزئياً بفقدان الوزن، وخفقان القلب، وضعف العضلات، وتورم الرقبة، والرعشة، والتعرق، والمشكلات العصبية، والإسهال، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

وتضيف: «يتم التشخيص عن طريق بعض الفحوص، كالتقييم الكيميائي الحيوي، واختبار امتصاص اليود المشع، وفي حال كانت النسبة مرتفعة يشتبه في وجود كتل حميدة أو عقيدات سامة، إضافة إلى الأشعة الموجات فوق الصوتية».

خلل عام

تلفت د. هالة إلى أن عدم الاهتمام ومتابعة فرط نشاط الغدة الدرقية، يؤدي إلى حدوث خلل في أعضاء الجسم، ومضاعفات تؤثر في القلب والأوعية الدموية والأجهزة العصبية العضلية، وتعتمد خيارات العلاج بشكل عام بحسب الحالة، ومؤشرات تطور الإصابة، وحجم الغدة، والرغبة في الحمل والإنجاب، وهناك ثلاثة طرق أساسية للعلاج هي: تناول الأدوية المضادة للغدة الدرقية، واليود المشع، والاستئصال الجراحي الجزئي أو الكلي للغدة.

قصور الغدة

يوضح الدكتور سدير جميل أخصائي الطب الباطني أن قصور الغدة الدرقية يصيب الشخص في حال فشل إنتاج ما يكفي من الهرمونات، ويمكن أن تصيب هذه الحالة جميع الأشخاص ممن لديهم تاريخ عائلي، بداية من الرضاعة، ولكنها تستهدف النساء أكثر من الرجال وخاصة في منتصف العمر، ومع تقدم السن، وهناك العديد من العوامل المسؤولة عن هذه المشكلة، ومنها:

اضطرابات المناعة الذاتية التي تعتبر السبب الأكثر شيوعاً لخمول الدرقية، وتعرف أيضاً باسم التهاب هاشيموتو.

يمكن أن تؤدي جراحة إزالة جزء من الدرقية إلى تقليل أو وقف إنتاج الهرمونات.

يسهم تناول عدد من الأدوية المضادة للغدة الدرقية في الإصابة.

أعراض متعددة

يذكر د. سدير أن علامات قصور الغدة الدرقية تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على شدة نقص الهرمون، وترافقها حالة من الإعياء، والاكتئاب، وزيادة الحساسية للبرد، وإمساك، وزيادة الوزن، وبحة في الصوت، وجفاف الجلد، وآلام وضعف وتيبس العضلات، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وتصلب وتورم المفاصل، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وتباطؤ ضربات القلب، وضعف الذاكرة، وتضخم الغدة الدرقية.

مشكلات مرضية

يلفت د. سدير إلى أن قصور إنتاج الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب، واضطرابات الصحة العقلية، والاعتلال العصبي المحيطي، والوذمة المخاطية، والعقم، ويعتمد علاج هذه الحالة على تناول هرمون الدرقية الاصطناعي بشكل يومي، لاستعادة مستوى الهرمون الكافية للجسم.

أورام خبيثة

يلفت الدكتور محمد نبيل أخصائي الغدد الصماء إلى أن السبب الرئيسي لسرطان الغدة الدرقية لا يزال غير معلوم، ويرجح العلماء أن هذه الإصابة تحدث نتيجة نمو وتكاثر طفرات جينية غريبة في خلايا الدرقية، وتسبب تورماً في الأنسجة المجاورة، وتنتشر في بعض الحالات إلى جميع أجزاء الجسم، وتظهر الأعراض على شكل كتلة أو عقيدة يشعر بها المريض في منطقة الرقبة، مع تغير في الصوت، وآلام في العنق أو الحلق، وصعوبة في البلع، وضيق التنفس، وتورم العقد اللمفاوية.

فحوص واختبارات

يشير د. محمد إلى أن النساء في عمر الأربعين هن الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، كما تزيد الاضطرابات الوراثية من خطر وجود الخلايا الشاذة، وأورام الغدد الصماء المتعددة، وكذلك التعرض للإشعاع على منطقة الرأس والعنق، ويتم تشخيص هذه الحالة عن طريق الكشف السريري للرقبة، والبحث عن أي عائدات بالغدة الدرقية، واختبارات الدم للتأكد من وظائف الغدة، والتصوير بأشعة الألتراساوند التي تساعد في تحديد نوع الكتلة سواء حميدة أو سرطانية، وأخذ عينة من الأنسجة، والأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، وبعض الفحوص الجينية، والتصوير باستخدام نظير اليود المشع لتحديد مدى انتشار الورم لمناطق خارج الدرقية.

طرق التداوي

يؤكد د. محمد أن علاج سرطان الغدة الدرقية يعتمد على نوع ومرحلة الورم، ولا تحتاج الخلايا الصغيرة منخفضة الخطورة إلى الاستئصال الفوري، ولكن تجب مراقبتها بالأشعة مرة أو مرتين في العام، ويخضع معظم مرضى الحالات الشديدة للاستئصال الجزئي أو الكامل للغدة الدرقية والعقد اللمفاوية، والمتابعة المستمرة بالاختبارات الدورية والفحوص حتى لا يتعرض المصاب لمضاعفات خطرة، وربما يتكرر ظهور الأورام مرة أخرى في حال ترك كتل في الدرقية، ما يؤدي إلى تضخم الغدد اللمفاوية بالرقبة، وينتشر في أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام والرئتين.

خيارات العلاج

ينوه د. محمد إلى أن هناك بعض الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الطبيب بعد عملية استئصال الخلايا السرطانية للقضاء على الكتل المتبقية، وتتضمن الآتي:

* هرمونات الغدة الدرقية الاصطناعية.

* العلاج باليود المشع لتدمير أي أنسجة خبيثة، ويتوفر هذا الخيار في كبسولات أو شراب سائل.

* تستخدم الأدوية الكيميائية في حالات قليلة من سرطان الدرقية، وينصح به أحياناً للمصابين بأورام الدرق الكشمي.

* العلاج الدوائي الموجه للتركيز على نقاط شاذة محددة داخل الخلايا السرطانية، ويعمل على قتلها.

* حقن السرطانات الدرقية بالكحول بواسطة التصوير فائق الصوت لضمان دقة الحقن، وتستخدم هذه الطريقة أيضاً في علاج الأورام الخبيثة صغيرة الحجم.

أورام الدرق الكشمي

يعتبر الورم الكشمي أحد أنواع السرطان النادرة التي تصيب الغدة الدرقية عند الأشخاص بين 40 و70 عاماً، ويمثل 1-2% من الحالات المصابة فقط، والأكثر شيوعاً بين النساء، ويبدأ بنمو غير منضبط في الخلايا الجريبية، وتظهر أعراضه ككتلة عنق متضخمة، ويرافقها احمرار وتورم في الجلد المُغطي لهذه المنطقة، ويتميز بسرعة انتشاره وعدوانية ومقاومته للعلاجات المختلفة، وصعوبة السيطرة عليه، وفقدان الخلايا والأنسجة سماتها المتخصصة، ويعد هذا النوع المسؤول عن النسبة الأكبر من وفيات سرطان الدرقية بشكل عام، بمعدل 20 و50%، ويتم تشخيص المرض بدقة عند طريق أخذ خزعة من الخلايا المصابة، ويكون استئصال وإزالة الورم بالجراحة الاختيار الأفضل لإطالة فترة بقاء المصاب على قيد الحياة، إضافة إلى الأدوية الكيميائية والعلاج الإشعاعي، وربما يعاني بعض المرضى غزو السرطان لأجهزة وأعضاء أخرى مثل القصبة الهوائية، والمريء، والأوعية الدموية.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"