تصنيف الدول اقتصادياً

23:43 مساء
قراءة 3 دقائق

د. محمد الصياد

دول متقدمة (Developed countries)، دول نامية (Developing countries)، الدول الأقل نماءً (Least Developed countries - LDCs)، مصطلحات وتصنيفات اقتصادية/اجتماعية للدول، مازالت سارية ومستخدمة في الجوانب الفنية والاقتصادية السياسية في علم الاقتصاد العالمي، رغم التغيرات الهائلة التي شهدتها عملية التموضع وإعادة التموضع الاقتصادي للدول ولموازين القوى داخل نظام العلاقات الاقتصادية الدولية. 

في البدء، كان معيار التقدم، هو التصنيع، فظهر مصطلح الدولة الصناعية (Industrialized country)، ارتباطاً ببروز أول دولة صناعية، وهي المملكة المتحدة. لكن سرعان ما لحقت بها دول أخرى صناعية، بلجيكا أولاً، تلتها في وقت لاحق ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا، قبل أن تتسع الدائرة لتعم القارة الأوروبية. 

في ستينات القرن الماضي، بدأ تبلور عملية تصنيف الدول إلى متقدمة وأخرى نامية وذلك في خضم مناقشات مستفيضة للسياسات المتعلقة بعلاقات الشمال الغني بالجنوب الفقير. وبسبب عدم وجود نظام معتمد لتصنيف الدول، فقد التصق مفهوم – وتالياً مصطلح – الدول المتقدمة، بالدول التي انتمت إلى عضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التي أنشئت في باريس عام 1961. وعلى الرغم من عدم النص صراحة على نظام تصنيف للدول في وثيقة تأسيس المنظمة، إلا أن ديباجة اتفاقية إنشائها، تتضمن في شقها الاقتصادي، إشارة إلى اعتقاد الأطراف المتعاقدة بأن الدول الأكثر تقدماً اقتصادياً يجب أن تتعاون في تقديم أفضل ما لديها من قدرات لمساعدة البلدان التي تجتاز مرحلة تنمية اقتصادية. ونتيجة لذلك، تم تصنيف حوالي 80-85% من دول العالم على أنها نامية، و15 إلى 20% على أنها متطورة.

مع ذلك، ليس هنالك منهجية محددة لتصنيف الدول على أساس مستوى التنمية. لذا سنجد أن هنالك تصنيفات مختلفة تعتمدها بعض المنظمات الدولية، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي. الأول يعتمد في تصنيف البلدان على مؤشر التنمية البشرية (HDI)، الذي يأخذ في الحسبان الأوجه المتعددة للتنمية. وهو مؤشر مركب من ثلاثة مؤشرات تقيس إنجازات البلدان في الإنتاجية والتعليم والدخل. ويضيف إليها جوانب تنموية أخرى مثل الحرية السياسية والأمن الشخصي. الثاني، وهو البنك الدولي، يعتمد في تصنيفه لاقتصادات العالم على تقديرات نصيب الفرد في إجمالي الدخل الوطني Gross National Income per capita (في السابق كانت منشورات البنك الدولي تطلق عليه الناتج القومي الإجمالي (Gross National Product – GNP. ومازال البنك الدولي مستمراً حتى اليوم في تقسيم الدول إلى 4 مجموعات:

الدول ذات الدخل المنخفض (Low Income countries): 1025 دولاراً أو أقل.

الدول ذات متوسط ​​الدخل الأدنى (Lower-middle income countries): من 1026 دولاراً إلى 4035 دولاراً.

الدول ذات الدخل فوق المتوسط (Upper-middle income): من 4036 دولاراً أمريكياً إلى 12475 دولاراً أمريكياً.

الدول ذات الدخل المرتفع (High income countries): 12476 دولاراً أو أكثر.

فيعتبر الدول ذات الاقتصادات منخفضة ومتوسطة الدخل بأنها دول نامية.

وأما صندوق النقد الدولي، فهو يعتمد 3 معايير رئيسية في تصنيف الدول هي: مستوى دخل الفرد، ودرجة تنويع الصادرات، ودرجة الاندماج في النظام المالي العالمي. وهو يستخدم في ذلك إما قيم كمية مطلقة، أو متوسطات مرجحة للبيانات الخاصة بكل دولة على حدة. لكن الصندوق يُقر بأن هذه المعايير الثلاثة ليست مثالية (أي أنها لا تعكس بالضرورة حقيقة التصنيف)، وأن هناك عوامل أخرى يتعين أخذها في الحسبان عند تحديد تصنيف الدول. وبموجب تصنيفه للبلدان، هنالك بلدان ذات اقتصادات متقدمة، وأخرى ناشئة، وثالثة نامية. وهي على النحو التالي: الاقتصادات شبه المتقدمة في منطقة اليورو، والاقتصادات المتقدمة الرئيسية (مجموعة السبعة الكبار G7)، والاقتصادات الآسيوية الصناعية حديثاً، والاقتصادات المتقدمة الأخرى (الاقتصادات المتقدمة باستثناء G7 ومنطقة اليورو)، والاتحاد الأوروبي. ويتم تصنيف الاقتصادات الناشئة والنامية إلى فئات فرعية في وسط وشرق أوروبا، ورابطة الدول المستقلة، وآسيا النامية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإفريقيا جنوب الصحراء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"