عادي
نبض المواقع

«رامبو الحبشي».. رواية بصوت المهمشين

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
1601

الشارقة: عثمان حسن

«رامبو الحبشي».. لحجي جابر، هي من الروايات التي يتوقف عندها القراء بتمعن، نظراً لكونها تتصل بحياة الشاعر الفرنسي الأشهر آرثر رامبو، وهي تسلط الضوء على علاقة إنسانية ربطت رامبو مع امرأة من زيمبابوي، يشير لها الكاتب باسم المرأة الهررية «ألماز»، وما هو مدهش في الرواية أنها كشفت عن جانب لم يشر إليه رامبو نفسه، وآثر أن يظل مخفيا في أعماقه، وأكثر من ذلك، فالسرد الفني الذي اتبعه حجي، ينحي حياة رامبو جانباً، ليتحدث وبلغة سلسة، وتعبيرات شاعرية، عن ما لم يحكى، فيصبح العمل الروائي كأنه يتحدث عن رامبو آخر، بنكهة حبشية، تعكس مزاجا إفريقيا خالصا.

أحد القراء يقول: «رواية مميزة لكاتب مميز صاغ لعبة ذكية تتشابك خيوطها وتتداخل ألوانها في غلاف روايته، لتظل حاضرةً كثيمةٍ تفرض نفسها بذكاء طيلة الرواية».

يصف هذا القارىء شخصيات الرواية من (ألماز) التي يعتبرها فتاة تبحث عن الحُب لترد الاعتبار لذاتها، وهناك (جامي) الوضيع الذي يظن أن حب السيدة سيجعله سيدا، و (رامبو) الذي يصفه بالانتهازي الضبابي، وهي شخصيات ينظر إليها القارىء باعتبارها تدور في مثلث متصل، تتشابك وتتقاطع، لكنها متناقضة أكثر مما تبدو.

قارىء آخر يعبر عن إعجابه بالرواية من خلال لغتها وسرديتها المدهشة، وتعبيراتها البليغة والشاعرية، ويقول: «استمتعت كثيرا بهذا العمل وأنصح الجميع بقراءته، ولعل أكثر ما أعجبني فيه، هو قدرة مؤلفه على توظيف خيط الحكاية ليقول ما لم يحدث، وما لم يحكى، فيُعمل خياله، وينتج رائعة جديدة بصوت امرأة حبشية».

«الرواية ارتفعت بمؤلفها إلى مصاف الكتاب الأبرز في الأدب الأفروعروبي» هكذا يستهل قارىء إعجابة بالرواية، وهو إعجاب يسنده إلى سببين رئيسيين، الأول: أن مؤلف الرواية قد أضاف أصواتا جديدة في أسلوبه الروائي، وهو هنا «ضمير المتكلم» والثاني أنه استطاع تضمين روايته بشذرات من حياة رامبو في قالب جديد يمزج بين الواقع والخيال.

و يبدي قارىء إعجابه بـ «رامبو الحبشي» بوصف مؤلفها تمكن من تقديم صنعة أدبية قوية سكبها في قصة قد تبدو بسيطة، ليستغل مساحات الفراغ التاريخية ويملأها بالخيال، ويقول: «في الرواية التي يحمل غلافها صور سلال ملونة ومتداخلة بنكهة إفريقية، سيكتشف القارىء تحفة متنوعة من الأحداث التي تدور في مدينة هرر، الإفريقية» ويعقد القارىء نفسه مقارنة بين هذه الرواية ورواية «رغوة سوداء» لحجي جابر فيقول: «في الرواية الجديدة نجد أن البطل وهو (آرثر رامبو) قد غادر فرنسا ليستكشف شرق إفريقيا ويقيم في مدينة هرر حيث اصيب بمرض أنهى حياته».

«الرواية تمنح صوتها للمهمشين».. هكذا يستهل قارىء تعليقه على العمل، الذي يرى أن مؤلفه نجح في تقديم عنوان يوحي بأنه يتحدث عن رامبو آخر من الحبشة، لكن الغوص في الرواية أكثر يكشف كما يقول: «أن رامبو هذا، ليس مجرد شخص عابر، بل هو على التحديد رامبو الشاعر الفرنسي، وأنها تتمحور بشكل كبير حول تلك المرأة الحبشية».

ويضيف: هي المرأة التي أحبت رامبو، والتي لم يذكرها تقريبًا لأسباب غير معروفة، هذه المرأة كانت الصوت الوحيد الذي كان مسموعًا من الأبطال، حيث وارى مؤلف الرواية الأصوات الأخرى، مكتفيًا فقط بصوت الراوي العليم، والراوي الذاتي، على لسان البطلة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"