عادي

«بوليانا».. طفلة تغزو القلوب

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين
2002

الشارقة: عثمان حسن

«بوليانا» هي من أشهر الروايات الكلاسيكية العالمية للأمريكية إليانور بورتر، حتى إن اسم البطلة الطفلة البالغة 11 عاماً صار «أيقونة» للدلالة عن السعادة والطاقة الإيجابية، وكلها صفات لتلك الفتاة التي استطاعت أن تتعايش مع كافة أشكال المواقف الصعبة، فتحول الكآبة والإحباط إلى بهجة عارمة.

صدرت الرواية مترجمة إلى العربية عن دار تكوين بالتعاون مع دار الرافدين، وحازت قراءات كثيرة أثنت على البطلة وشخصيتها المرحة وروحها المتعاطفة والمحبة.

قارئة تقول: «لم تتسن لي قراءة هذا الكتاب وأنا طفلة، لأنني كنت أبتعد عن الكلاسيكيات، ولسوء الحظ لدي شعور بأنه حتى أطفال اليوم، يفضلون الكتب الحديثة على الكلاسيكية، ومع تقدم الكلاسيكيات، كان من السهل قراءة هذا الكتاب المدهش، بلغته الواضحة، المكتوبة باستخدام كلمات نستخدمها اليوم، باستثناء ما كانت تتحدث به بوليانا أحياناً، التي شعرت بأنها تستمر في خلق الدهشة».

وتتابع: «ميزة هذا الكتاب في حواشيه التي تتضمن هوامش للمصطلحات المستخدمة في عام 1913، وفي الحقيقة هو كتاب مدهش، استمتعت به حقاً، وقد تدفقت كلماته بحبكة وسلاسة غير معهودة».

قارئة أخرى تشير إلى سيرة بوليانا الأولى، التي عاشت فترة حزينة بعد فقد والديها فتركت لخالتها بولي التي صارت مع مرور الزمن، امرأة صارمة ومتعجرفة، وتميل إلى الوحدة، وكانت تعيش في فيرمونت بمنزل كبير على تل، وتقول: «هي امرأة ثرية في الأربعينات، لم تكن راغبة في احتضان ابنة أختها، لولا الوعد الذي قطعته لشقيقتها، فلديها ما يكفي من المساعدين غير أن هؤلاء جميعاً يشعرون بالخواء، ويشعرون بفراغ كبير، ويتطلعون لوجود فتاة صغيرة في المنزل، تعيد له نوعاً من الألق والبهجة والسرور».

في السياق ذاته تقول قارئة أخرى: «هذا هو جوهر بوليانا وأسلوب حياتها: البحث المستمر، غير المنقطع عن السعادة في كل الظروف والأحوال، والرواية لا تخلو من الاقتباسات الجميلة، والحكم والأخلاق التي تدعو الصغار والكبار للاقتداء بها في كل زمان ومكان».

قارئة أخرى تشير إلى ابنتها التي قرأت الرواية وقارنتها بـ«آن» بطلة رواية «جرين جابلز» للكندية لوسي مود مونتجمري التي كتبتها عام 1908، وقالت: «أمي، أنا سعــــيدة لأنني قرأت بوليانا، فكل من بوليانا و«آن» فــــتاتان مرحتان». وعلقت القارئة بقــــولها: «هما من أجمل الروايات الكلاسيكية الموجهة للأطفال».

«ثمة شيء في كل شيء يمكن أن يسعدك، إن واصلت البحث للعثور عليه»، وهذا استهلال لقارئة تشير إلى فلسفة الكتاب، ألا وهو جوهر السعادة، حيث نجحت الرواية من وجهة نظرها نجاحاً هائلاً، وقد تم صنع تمثال لبوليانا أمام المكتبة العامة في نيوهامشاير، ومنذ عام 1921، دخلت بوليانا عدداً من القواميس الشهيرة مثل أكسفورد وكامبرج وكولنز، لتصبح وصفاً يطلق على الشخص المفرط في تفاؤله وسعادته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"