علاقة البيولوجي بالاصطناعي

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف هي علاقة العقل العربي بالذكاء الاصطناعي؟ بالمناسبة، في هذا المصطلح ذكاء مصطنع، ففي الترجمة إلى اللغات، ومنها العربية، شيء من الاحتيال. المفردة الإنجليزية «أنتلليجانس» محيط معناها المعلومات والأخبار والاستخبار، وليست من أخوات «كليفرنس» الذكاء. الإثارة مقصودة. محاولة التدقيق عبث، والأعجب هو عدم استبعاد أن يصير ذكاء حقيقياً مستقبلاً.
سبب طرح السؤال في مستهل العمود، هو أن المفكرين العرب والباحثين في الدراسات المستقبلية، لم يطرحوا  على الأرجح  موضوع الحواسيب والذكاء الاصطناعي من زوايا فلسفية، فإذا كان ظن القلم خاطئاً مخطئاً، فأهلاً بالتنبيه. أليس من حق الناس أن يعلموا الانعكاسات على حياتهم، جراء هذه الثورة الأنثروبولوجية التي ستغيّر طبيعة الوجود البشري؟ 
الخريطة العربية في أغلبها تبدو غير معنية بما يجري عالمياً. عليهم أن يأخذوا المسائل على المحمل الأشد كارثية، مثلاً: ماذا لو فوجئت الشعوب الضعيفة بعد عقدين أو ثلاثة، بغزو جيوش من الروبوتات، ومضت تحشّ وتحصد؟ أبعد الله سوء الظن، على من يجلسون القرفصاء على هامش التاريخ، أن يتخيّلوها زاحفة لتوزيع البقلاوة.
السيناريوهات التي ترسمها مخاوف الخيال لا أهمية لها، فثمة أمور لا بد من وضعها في الحسبان. البداية الحقيقية للذكاء الاصطناعي ظهرت قبل ستة عقود. اليوم صار المريخ جارنا. في حديث دار بين محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وإيلون ماسك، قال الأخير: «سنة 2050 سنكون على المريخ». الأطرف أنه أشار إلى أن الإنسان قد يكون خارج المنظومة الشمسية. لا تقل إلى أين؟ لأن مفهوم الزمن تغير. هذه خلاصة السحر في العلوم والتقانة. 
في البيولوجيا، الاختبارات التي تحتاج إلى قرن لإنجازها، صارت ممكنة في سنة فقط. حواسيب «الكوانتوم» تحل في نصف ساعة ما تحتاج الحواسيب الكلاسيكية إلى عشرة مليارات عام لحلّه. ما يخشاه البعض، شأن الراحل ستيفن هاوكينج، وبيل جيتس وإيلون ماسك، هو انفلات الذكاء الاصطناعي من سيطرة الإنسان. المشكلة في الحسابات: سرعة المعالجات تتضاعف كل سنتين، تصاعديّة مخيفة، في مستوى معين ستصير أسرع من الدماغ البشري بمراحل، وتنتقل إلى السيطرة، تطيح الإنسان. منذ سنوات يتحدثون عن «الذكاء الاصطناعي الضعيف»، ما هو في أيدي العلماء المهندسين، و«الذكاء الاصطناعي القوي»؛ أي الروبوت الذي يفكر.
لزوم ما يلزم: النتيجة التذكيرية: في القرن السادس عشر قال جاليلي: «إن العالم كتب بلغة الرياضيات». اليوم يقول العلماء إن التفكير خوارزميات. فكرة للتفكير!
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"