عادي

كابوس فوكوشيما

22:22 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أعلنت الحكومة اليابانية عزمها إطلاق أكثر من 1.2 مليون طن من مياه الصرف المشعة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادئ. وسيؤدي هذا إلى تدفق النويدات المشعة والعناصر الكيميائية الخطرة عبر المحيط إلى روسيا وألاسكا وكندا وهاواي والساحل الغربي للولايات المتحدة.
وسيبدأ تصريف هذه المياه، وسط معارضة شديدة من العلماء المحليين والمزارعين والمواطنين اليابانيين، في غضون عامين ويستمر لمدة 40 عاماً أخرى. وعليه من الضروري أن تحث إدارة بايدن اليابان على التخلي عن هذه الخطة غير الضرورية والخطيرة.
تدّعي شركة طوكيو للطاقة الكهربائية «تيبكو» والمشغلة لموقع فوكوشيما، أن المياه المشعّة قد تمت معالجتها بشكل كافٍ، ولا بأس من إطلاقها في المحيط. ولكن تم بعد ذلك الإبلاغ عن أن نظام المعالجة الذي تستخدمه «تيبكو» لا يرقى إلى المستوى الوظيفي المطلوب.
وحتى إذا كانت المخاطر البيئية والصحية العامة من إطلاق المياه أقل من معايير السلامة كما قال رئيس الوزراء الياباني، وهو أمر مشكوك فيه، إلا أن الخطر غير ضروري ويمكن تجنبه تماماً.
تستحق المجتمعات التي تعيش عبر المحيط الهادئ تقييماً علمياً شفافاً للوضع الراهن من قبل لجنة علمية وتقنية مستقلة، لأن تأكيدات «تيبكو» الآن بعدم وجود خطر في إطلاق هذه المياه المشعة ليست موثوقة ولا يمكن تبريرها علمياً.
وسجلت الصين وكوريا الجنوبية اعتراضات على نية اليابان إطلاق مياه فوكوشيما المشعة في المحيط، لكن الولايات المتحدة وروسيا وكندا لا تزال تلتزم الصمت.
إلى جانب التصريف البحري، تم النظر في العديد من خيارات التخلص الأخرى، بما في ذلك تبخير المياه أو حقنها في تكوينات جيولوجية عميقة. ولكن الحل الأفضل إلى حد كبير، هو أن تقوم «تيبكو» ببناء المزيد من صهاريج التخزين والاستمرار في الاحتفاظ بجميع المياه الملوثة لمدة 15 عاماً أخرى أو نحو ذلك، وخلال هذه الفترة سوف يتحلل مستوى «التريتيوم» المشع بمقدار النصف، وتتم معالجته في نفس الوقت بأفضل التقنيات المتاحة من أجل إزالة أكبر قدر ممكن من النويدات المشعة.
لقد نظرت اليابان وشركة تشغيل موقع فوكوشيما في خيار التخزين طويل الأجل هذا، لكنهما اختارتا الخيار الأرخص والأسرع، عبر إلقاء المياه الملوثة في المحيط الهادئ.
كانت فوكوشيما، ولا تزال تمثل كابوساً نووياً، ويجب على جميع الدول أن تتحد معاً لحل هذه الفوضى. وقد يستنزف هذا الجهد مئات المليارات من الدولارات، على مدى عقود عديدة، ويجب على الولايات المتحدة ودول مجموعة العشرين الأخرى التعجيل وتقديم المساعدة مالياً وتقنياً.

«ذا هيل»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"