عادي

كرة القدم الأوروبية بين نفوذ وتقاليد الأندية الكبيرة

21:17 مساء
قراءة 3 دقائق
منذ نشأة الكؤوس القارية الأولى للأندية في خمسينات القرن الماضي وحتى الإعلان عن الدوري السوبر، كانت كرة القدم الأوروبية ممزّقة بين تقاليدها ورغبة الأندية الكبرى في الحصول على المزيد من الأموال.
1955.. بطولة جديدة
في عام 1955 تم إطلاق بطولة خاصة بالدوري السوبر، في وقت شهدت القارة العجوز مسابقات بين مختلف أنديتها، مثل كأس «ميتروبا»، قرّرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية إطلاق مسابقة حديثة لكرة القدم الأوروبية عندما اقترحت إطلاق مسابقة كأس أبطال الأندية الأوروبية. لم يكن الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) متحمّساً للفكرة، وكان مستعداً لترك المبادرة إلى الأندية لتنظيم المسابقة.
أمّا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فأعرب عن قلقه من إمكانية ازدهار هذه المسابقة من خارج هيكليته الرسمية، فدفع الاتحاد القاري إلى منحها موافقته الرسمية.
انطلقت مسابقة كأس أبطال الأندية الأوروبية موسم 1955-1956 وشارك فيها أندية من 15 دولة بالإضافة إلى مقاطعة سارلاند الألمانية التي كانت تحت الحكم الفرنسي. لم تشهد المسابقة مشاركة أي ناد انجليزي التي رفض اتحادها الفكرة من أساسها ومنع تشيلسي بطل الدوري المحلي حينها في المشاركة فيها. من بين 16 نادياً شارك في المسابقة، كان 7 منها بطلا للدوري المحلي في بلاده.
رفضت بعض الأندية المشاركة في خوض مبارياتها أمثال هولاند سبورت بطل هولندا وابردين بطل الدوري الإسكتلندي، فاستبدلا بناديين من دولتين أخريين. في المقابل، فضّل بعض الدول، إشراك ناد أكبر سمعة من البطل المحلي حينها.
لكن في العام التالي، اجبر الاتحاد القاري جميع الدول على إشراك بطلها فقط في المسابقة.
وسرعان ما انضمّت مسابقة كأس مدن المعارض إلى كأس أبطال الأندية الأوروبية، حيث سمح لكل مدينة إشراك فريق مشترك. أصبحت كأس مدن المعارض المسابقة التي شهدت أكبر عدد من المشاركة من الدول الكبيرة، قبل أن يطلق عليها تسمية كأس الاتحاد الأوروبي ثم الدوري الأوروبي حالياً (يوروبا ليغ).
أمّا مسابقة كأس الكؤوس فاستحدثت عام 1960 واستمرت حتى عام 1999.
1991.. المزيد من المباريات
نجحت الأندية الكبيرة في فرض كلمتها في مطلع التسعينات. فقد وافق ويفا على استحداث دور المجموعات، لضمان خوض المزيد من المباريات اعتباراً من موسم 1991-92. في ذلك الموسم، وبعد خوض الأندية دورين إقصائيين، تنافست 8 أندية في مجموعتين من 4 أندية وتأهل صاحب المركز الأول في كل منها إلى المباراة النهائية التي جمعت برشلونة الإسباني وسمبدوريا الإيطالي وحقق الفريق الكتالوني باكورة ألقابه في المسابقة الأبرز على الصعيد القاري.
وفي الموسم التالي، أصبحت تسمية دوري أبطال أوروبا رسمية.
ومنذ موسم 1994-1995، بات دور المجموعات في مستهل البطولة.
1997.. المزيد من الأندية
نجحت الأندية الكبرى في تحقيق انتصار جديد عام 1997 عندما سمح للوصيف في أبرز تسع بطولات أوروبية محلية المشاركة أيضاً في المسابقة إلى جانب أبطال الدوري. ثم في عام 1999، ارتفع عدد الأندية المسموح لها الدفاع عن ألوان دولة واحدة إلى 4 أندية، واستفادت دول إسبانيا، إيطاليا وألمانيا من النظام الجديد في الموسم الأول. كما استحدث دور مجموعات ثان لدور الـ16. أدّى ذلك إلى زيادة عدد المباريات وبالتالي مداخيل الأندية. كما أدّى هذا النظام الجديد إلى تحاشي خروج الكبار من الأدوار الأولى، لكن بعض المباريات في أواخر دور المجموعات كانت بمثابة تحصيل حاصل ولم تشهد أي إثارة.
تم التخلي عن دور المجموعات الثاني موسم 2002-2003، في حين تم الإبقاء على دور المجموعات الأول.
2020.. الدوري السوبر
على الرغم من الشعبية الهائلة التي يحظى بها دوري أبطال أوروبا، فإن الأندية الكبرى طالبت بالمزيد. أما الحل بالنسبة إليها، فهو استحداث بطولة أوروبية مقفلة أو شبه مقفلة. كانت رابطة الأندية الأوروبية القوية التي تسيطر عليها الأندية الكبيرة أول من أشارت إلى هذا التهديد.
أدى هذا الضغط إلى قيام الاتحاد الأوروبي بإجراء إصلاحات على المسابقة الأهم لديه خلال الأسبوع الحالي، حيث قرّر مشاركة 36 نادياً في الجولة الأولى على أن يخوض كل ناد 10 مباريات في مواجهة منافسين مختلفين.
وإذا كانت أغلبية الأندية المنضمة إلى رابطة الأندية الأوروبية التي تضم حوالي 200 ناد أعربت عن موافقتها على خطوة الاتحاد القاري، فإن 12 نادياً بينها 6 من إنجلترا و3 من كل من إسبانيا وإيطاليا أعلنت إطلاقها مشروع الدوري السوبر.
ECA
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"