كن إيجابياً

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

فئات من المجتمع تستغل الأجواء الروحانية في رمضان بصورة خاطئة، عبر تشويه المظهر الحضاري للدولة، بالتسول، والانتشار في أماكن متفرقة، بهدف كسب تعاطف المجتمع. 
كثيراً ما تصادفنا مشاهد للمتسولين في صورة تسيء لمنجزات الدولة التي تحرص على فتح أبواب الخير لدعم المحتاجين، فخير الدولة يصل إلى المحتاجين داخلها وخارجها، وحملات التبرع لا تتوقف على مدار العام، وتزداد في رمضان المبارك. 
على الرغم من التحذيرات التي تعلنها الجهات الأمنية في الدولة، بعدم التعاون مع المتسولين بالتبرع لهم، والإبلاغ عنهم، عبر وسائل سهلة ومتاحة أمام الجميع، فإن بعض الناس يصرون على عدم الالتزام بتلك التعليمات، ومخالفتها علناً، وتشجيعهم على الاستمرار في التسول، خاصة أنها باتت وسيلة تُدر عليهم مبالغ كبيرة يومياً، دون أي مجهود يبذلونه. 
تمكنت الجهات الأمنية في الدولة، من ضبط عدد من المتسولين خلال جولات الفرق التفتيشية، وهذا يسهم لا محالة في الحد من تلك الممارسات الخاطئة، ولا بدّ من تعاون المجتمع معها، للوصول إلى مجتمع قادر على تقديم العون للمستحقين عبر المنافذ المخصصة لذلك. 
الجمعيات الخيرية وحملات التبرع تقدم يد العون للمحتاجين، وتسعى للوصول إلى جميع المستحقين، وقد يغيب عنها بعض المحتاجين، ولكن الفئة التي تتخذ من التسول مصدراً لدخلها لا تكون فعلياً بحاجة للدعم، فكثيراً ما سمعنا قصصاً لمتسولين يمتلكون أموالاً كثيرة، وممتلكات عدة مصدرها التسول. 
التفاعل بإيجابية مع مناشدات الجهات الأمنية مطلب ضروري، للحد من تلك السلوكيات المشينة التي تشهد انتشاراً ملحوظاً في شهر رمضان المبارك، وعلينا واجب حماية جهود الدولة، بالتبليغ عن المتسولين. 
وللأسف، بعض المتسولين يُدخلون الخوف في قلوب من يراهم، بطريقتهم المستفزة بالتسول، عبر الإصرار على اللحاق بك، وتتبعك من مكان إلى آخر، والطرق على نافذة السيارة، والسلام عليك بمجرد نزولك من السيارة، وغيرها من الطرق التي تثير الرعب في قلوب النساء والأطفال. 
وصورة أخرى من التسول باتت أكثر انتشاراً، تتمثل في التسول الإلكتروني الذي يشهد توسّعاً كبيراً على مدار العام، بكتابة تعليقات ومناشدات لأصحاب القلوب الرحيمة، دون أية أدلة تُثبت صحة ادعاءاتهم، وقد يسقط كثير من فئات المجتمع ضحية تلك العصابات التي أتقنت دورها. 
العطاء واجب علينا، وتقديم يد العون لا بدّ أن يستمر، ودعم المحتاجين والفقراء واقع نعيشه كل يوم في إمارات الخير، فأياديها البيضاء تطال الغريب والقريب؛ الإنسان مهما كان جنسه وديانته ولونه. فالخير للجميع في إمارات الخير، والمؤسسات الخيرية تقود هذا العمل بكل إتقان وجدارة؛ لذلك فإن دعمها أولى من دعم المتسولين الذين يلفّقون قصصاً تحوي كثيراً من الحزن والمآسي، ولا صلة لها بالواقع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"