عادي

محمد بن زايد: التسامح مصدر قوتنا خلال الخمسين عاماً الماضية

21:56 مساء
قراءة 10 دقائق
محمد بن زايد

أبوظبي:سلام أبوشهاب
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن رسالة الأديان التي تضم الأخوة الإنسانية والتسامح، مصدر قوة الإمارات، وتميز تجربتها خلال الخمسين عاماً الماضية.
وشدد سموه خلال متابعته أولى المحاضرات التي استضافها عن بُعد، مجلس محمد بن زايد بعنوان: «الأخوة الإنسانية والتسامح.. رسالة الأديان»: إن مسؤولية الجميع تتمثل في تجسيد معاني الأخوة الإنسانية والتسامح لأجل خير البشرية، مؤكداً سموه أن علينا أن نترك لأجيال المستقبل عالماً من دون أحقاد وكراهية.
وقال سمو عبر «تويتر» أمس: «تابعت أولى محاضرات شهر رمضان المبارك بعنوان:«الأخوة الإنسانية والتسامح: رسالة الأديان». هذه الرسالة مصدر قوتنا وتميز تجربتنا خلال الخمسين عاماً الماضية، ومسؤوليتنا جميعاً تجسيد هذه المعاني لأجل خير البشرية.. علينا أن نترك لأجيال المستقبل عالماً من دون أحقاد وكراهية».
وشهد سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، المحاضرة التي استضافها عن بُعد، مجلس محمد بن زايد بعنوان: «الأخوة الإنسانية والتسامح.. رسالة الأديان» وتناولت القيم الإنسانية المشتركة التي حثت عليها جميع الديانات والرسالات السماوية، أولاها التسامح والتعايش والتراحم والأخوة الإنسانية.

1

ونقل سموّ الشيخ عبد الله بن زايد، في بداية الجلسة، تحيات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى المشاركين وأسرهم، وأطيب تمنياته بدوام الصحة والعافية والسعادة، بمناسبة حلول الشهر المبارك.
كما هنّأ الضيوف، سائلاً الله تعالى لهم السعادة، وأن يعمّ الخير والسلام العالم أجمع، معرباً عن سعادته بالمشاركة في هذه المحاضرة القيمة.
مواجهة الوباء
وقال سموّه: إنها المرة الثانية التي يمر علينا هذا الشهر الفضيل، وما زالت جائحة «كوفيد -19» منتشرة، لكن أملنا يتجدد بمواجهة هذا الوباء، علمياً واقتصادياً وسياسياً، وقبل كل ذلك الأمل برحمة الله، عز وجل، أن يزيل عنّا هذه الغمة قريباً، بالدعاء أولاً، ثم بجهود أصحاب العلم والعزيمة.
وتقدم سموّ الشيخ عبد الله بن زايد، بالشكر إلى جميع المشاركين. كما وجه الشكر إلى العاملين في الخطوط الأمامية الذين يواجهون الجائحة، ويسعون إلى نشر الوعي وتعزيز الإجراءات الوقائية.
 التسامح والتعايش

1

وشارك في المحاضرة الشيخ عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء، رئيس منتدى تعزيز السلم، والدكتور المطران بول هيندر، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، والحاخام الدكتور إيلي عبادي، كبير حاخامات المجلس اليهودي في الإمارات.
وأكد المحاضرون والمشاركون، أن التسامح والتعايش والتراحم قيم إنسانية عظيمة، حثت على إعلائها وتعزيزها جميع الديانات والرسالات السماوية، مشددين على أنها تنهل من منبع واحد ومصدرها إله واحد.
وتضمنت المحاضرة عرض مقطع فيديو، أضاء على دور دولة الإمارات ومبادراتها الخيرة في تعزيز «الأخوة الإنسانية» وقيم التسامح والتعايش بين المجتمعات والثقافات المختلفة. وأظهر جوانب من «كنيسة ودير صير بني ياس» و«مسجد السيدة مريم» و«البيت الإبراهيمي» الذي يبنى حالياً.
ودعا الشيخ بن بيّه إلى إيجاد نظرة جديدة للعلاقات البشرية، لأن البشر اليوم مثل ركاب السفينة يحكمهم مصير واحد، وكذلك سكان كوكب الأرض هم في سفينة واحدة، إن لم يتعاونوا على صيانتها فمصيرهم الفناء. وهذا المعنى تتجلى أهميته وتتضح رمزيته في الأزمات المناخية والصحية والكوارث التي تكون بسبب البشر، حيث يدرك الناس أنه لا نجاة لبعضهم دون نجاة الجميع، ولا سعادة إلا حين تعمّ السعادة الآخرين.
وأضاف أن الحوار هو البحث عن أرضية مشتركة للوصول إلى الأهداف النافعة، وهو بين أتباع الأديان ينتقل من الاعتراف بالآخر، إلى التعرف إليه وهو تواصل فاعل مع الآخر، ليكون أخاً، فكل مختلف هو عضو بالضرورة في أحد المجتمعات الثلاثة: الديانة الواحدة، والديانات السماوية، والإنسانية، وفي كل دائرة من هذه الدوائر يوجد من الوسائل والمشتركات، ما يجمع ولا يفرق، وواجبنا أن نجعل الدين حافزاً للتعايش لا حاجزاً يحول دونه.
 بلد المبادرات
 وأوضح أن التحدي الذي يواجه الأفكار النبيلة، يتمثل دائماً في تحويلها إلى مشاريع وأعمال على أرض الواقع، وهذا ما فعلته دولة الإمارات عبر تفعيل جوهر الأديان وإبراز دورها الإيجابي في خدمة البشرية، ولأن دولة الإمارات بلد المبادرات فقد كان لها السبق في إطلاق «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تدعو إلى مبدأ الكرامة الإنسانية والعدالة، وفي الوقت نفسه إلى التسامح والسلم والرحمة والتضامن، وهو ما يؤسس لنموذج متوازن من التسامح المهذب، والحرية المسؤولة والمواطنة الإيجابية.
 وأضاف هناك قيم أزلية تزكيها النبوات والرسالات، وتتلقاها العقول بالقبول، منها الحياة والكرامة، وتلك المتعلقة بالكليات الخمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وأهم القيم المشتركة بين الأديان، بعد الإيمان بالله تعالى وعبادته، إعلاء كرامة الإنسان واحترام عصمته، ونشأ عن قيمة الكرامة الإنسانية قيمة أخرى، هي المسؤولية، والثالثة قيمة السلام التي تدعو إليها جميع الأديان.
الإرادة والشجاعة

1

وقال الدكتور المطران بول هيندر: قبل نحو 50 عاماً عندما كنت أدرس في الجامعة، لم يكن يخطر ببالي أن أرى مسيحياً ومسلماً ويهودياً في مكان واحد، يتعاملون ويتعايشون، بتفاهم وسلام دون وجود خلاف وصراع.
وأشار إلى سعادته وهو يرى توقيع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، «وثيقة الأخوة الإنسانية»، بحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وعدد من الشخصيات المهمة من الإمارات والعالم. وقال إن مثل هذه الصور لم نكن لنراها إلا بفضل الله أولاً ثم بوجود أشخاص من جميع الأطراف لديهم الإرادة والرؤية والشجاعة، لجعل هذا الأمر ممكناً وحقيقة في عالمنا.
وأضاف أن وجود الكنيسة والمسجد ومقر وزارة التسامح والتعايش في مكان واحد في أبوظبي، ليس حدثاً عرضياً أو مصادفة، إنما هو تجسيد لرؤى وفكر أشخاص يؤمنون بالأخوة الإنسانية، وضرورة العمل على تحقيق التعايش الإنساني السلمي بين البشر، من جميع الأطياف والديانات والثقافات.
وأعرب عن أمله بأن يكون «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي منارة للتفاهم والتعايش، يمكن لممثلي الأديان الثلاثة العمل معاً عبره، لغرس بذور الأخوة الإنسانية وتأكيد أنه رغم اختلاف معتقداتنا، فإن مصدر حياتنا ووجودنا هو خالق واحد.
 كما أعرب عن أمله بأن يرى قريباً قبولاً مشتركاً لكل الثقافات والأديان، والتعايش والتضامن بين شعوب العالم أجمع، والاستفادة من التحديات المشتركة التي مرت، وجعلها مرتكزاً للمضي قدماً إلى المستقبل. مؤكداً أن دولة الإمارات طرف مهم في هذا الأمل والطموح المنشود.
الإمارات نموذجاً

1

وقال الدكتور إيلي عبادي: إن التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، ليست مجرد مفاهيم بل هي مبادئ يلتزم بها الناس في دولة الإمارات ويعيشون بموجبها. والإمارات نموذج لجميع الدول في هذه المنطقة وخارجها، وهي مثال يحتذى للوصول إلى مستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً وازدهاراً، ونحن محظوظون بأن نكون جزءاً منه، وهذا سيمنح الأمل للأجيال الجديدة والمنطقة والبشرية جمعاء، في أن ينعم البشر بالسلام والوئام.
وأضاف إن شهر رمضان يأتي ليذكرنا بمسؤولياتنا بشراً، وإذ نسعى لتحسين أنفسنا طوال العام، فإن الكتب السماوية هي الدليل الذي يهدينا إلى حياة أكثر صفاءً وروحانية، يذكرنا رمضان بأن نركز اهتمامنا فعلياً على أنفسنا، وعلى إخواننا من البشر وعلى خالقنا.
وأضاف: دولة الإمارات أحدثت فرقاً في حياتي وفي حياة المجتمع اليهودي، وقد كان لي شرف العيش في هذا البلد الجميل المبارك، كوني رئيس الجالية اليهودية. وقد شعرت بكل الترحيب والاحترام، واحتضان الشعب الإماراتي لي.
وقال إن الديانات الإبراهيمية، اليهودية والإسلام والمسيحية، تتشارك في كثير من القيم منها: الإنسانية والسلام وقدسية الحياة وقيم حسن الجوار، وأهم قيمة على الإطلاق هي الإيمان بالله، خالق كل شيء والمهيمن عليه. مؤكداً أنه لا يمكن أن يكون لهذا العالم مستقبل أفضل إلا بالسلام والتسامح والتعايش، وبفهم بعضنا لبعض وتبادل الحب والاحترام، يمكننا العيش معاً.
 مواجهة الأفكار
وفي مداخله مع الشيخ ابن بيّه، طرح سموّ الشيخ عبد الله بن زايد، سؤالاً عن أهمية الوعي ودوره في مواجهة الأفكار التي تستهدف غرس بذور التعصب والكراهية في المجتمعات.
وأوضح ابن بيّه، أن الوعي فهم، ويقظة واعتقاد، وهذا سبيله الأول والأوحد التعليم، لأن الجاهل ‏لا يمكن أن يكون له وعي، وإذا كان له وعي، فهو ناقص؛ فالتعليم ثم التعليم. مشيراً إلى أن التعليم يجب أن يكون صحيحاً كاملاً، لأن التعليم الناقص هو جهل مركب، فالجاهل هو الذي لا يدري أنه جاهل ويرى نفسه عالماً، والجهل المركب، أسوأ أنواع الجهل، ‏لأن صاحبه يتصرف كأنه عالم، ومن ثم يوقع نفسه والآخرين في أوضاع سيئة جداً وهو يظن أنها الحقيقة.
المفكرون الحكماء
 وقال سموّ الشيخ عبد الله بن زايد، في حواره مع المطران بول هيندر «نحن نعوّل على المفكرين الحكماء وعلماء الأديان، ليرشدونا خلال الأوقات الصعبة، وقد شهد العقد الماضي الكثير من الاهتمام فيما يتعلق بالحوار بين الأديان، ما مدى صلة وأهمية ذلك بجائحة كورونا الحالية؟».
وأعرب المطران هيندر،عن سعادته بمثل هذا اللقاء وتثمينه لمناخ الانفتاح والتسامح الذي عايشه في دولة الإمارات.
وقال إن «اللقاء أو الحوار بين الأديان ضروري، من أجل إعادة بناء السلام والتنمية في العالم، وقد لمست هذا أثناء زيارة البابا فرنسيس إلى أبوظبي، وزيارته أخيراً إلى العراق، فقد أظهر لنا أنه من المهم أن نلتقي دون خوف، والله سيساعدنا على التغلب على لحظات الحزن، وسيمنحنا الفرح رغم الواقع الذي نحن عليه».
وأشار إلى أن الوباء وضعنا جميعاً أمام تفكير ربما لم نتطرق من قبل إليه، مسيحيين ومسلمين ويهوداً، أننا نواجه مسألة المرض والموت أثناء هذا الوباء، وعلينا أن نتعلم أن نواجه الموقف معاً ونتغلب على ما يمكن التغلب عليه، علينا أن نتعلم مساعدة بعضنا لبعض، حيثما كان ذلك ممكناً، وأعتقد أننا اختبرنا هذا الأمر خلال حملة التطعيم في هذه الدولة. مثمناً دور دولة الإمارات وجهودها في الداخل والخارج.
 أخوة في الإنسانية
وفي مداخله مع الحاخام عبادي، قال سموّ الشيخ عبد الله بن زايد «لا شك أننا نعيش زمناً صعباً، لكن بخبرتك وتجاربك، كيف يمكننا تحويل هذه الصعوبة، التي لا تميز بين الأعراق والأديان، إلى شيء أقوى بكثير لخير الإنسانية؟».
وقال الحاخام عبادي: «سؤالك مهم جداً كوننا أهل إيمان، كيف نرى هذا الوباء؟ وما الدروس التي نتعلمها منه بعد مرور أكثر من عام عليه؟ حقيقةً هذا الوباء عامل مساواة بين الناس لأنه لم يفرق بين رجل وامرأة أو بين عرق وآخر أو جنسية أو بلد أو شعب، لم يفرق بين الأديان، لقد ساوى بين البشرية جمعاء. هذا الفيروس صغير جداً بحيث لا تستطيع العين المجردة رؤيته، بل حتى المجهر العادي لا يمكنه رؤيته إلا إذا كان مجهراً قوياً للغاية، وكوني طبيباً فإنني أفهم ماهية هذا المخلوق الصغير الذي خلقه الله ومع ذلك يمكن أن يسبب مثل هذا الدمار للبشرية على حد سواء».
وقال «إنه درسٌ وأعتقد أن الله، سبحانه وتعالى، يريدنا أن نتعلمه، وهو أننا جميعاً أخوة في الإنسانية، ولا يوجد فرق بيننا جميعاً، وأننا حقاً أبناء إنسان واحد، وأننا جميعاً متساوون، وخلال هذه الجائحة التي يعانيها العالم والتي أودت بحياة الملايين وتسببت في معاناة الكثير من الناس، فإننا ندعو بالرحمة لجميع الذين ماتوا والذين تألموا، كما ندعو بالشفاء العاجل والشفاء التام للمصابين».

 زايد أرسى دعائم التعايش
وجه سموّ الشيخ عبد الله بن زايد، سؤاله إلى بيتر هيلير، خبير آثار، مشيراً إلى معرفته به منذ ما يقرب من 30 عاماً، وما زال يبث لمن حوله الطاقة والفرح، لقد عرف بيتر هذا الدولة منذ 50 عاماً، وقال: عندما تفكر في دولة الإمارات خلال الخمسين سنة الماضية، وقد تمكنت من القراءة والتعرف إلى تاريخ هذه المنطقة، فهل ترى أن التعايش أصبح عنصراً أقوى لهذه الدولة؟
وأجاب بيتر: التعايش موجود منذ مدة طويلة منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائمه مبدأ أساسياً لدولة الإمارات، لكن بالطبع، يمكننا تتبع هذا التعايش بعيداً في التاريخ، فلدينا ديانات مختلفة تتعايش في دولة الإمارات، ولطالما جاء إلينا الناس من مختلف الديانات والثقافات إلى هذا البلد، وهذا التنوع والتعايش ميزة أساسية لهذا الدولة، وازداد عدد الجاليات الأجنبية التي جاءت للاستقرار في الدولة، والديانات والثقافات التي يحملونها معهم جعلت دولة الإمارات أكثر تنوعاً مما كانت عليه قبل 45 إلى 50 عاماً.
وأشار إلى أن المجتمع يتقبل هذا التنوع دائماً بشكل ربما يدعو إلى الدهشة، فأنا لا أتذكر في السنوات الكثيرة التي قضيتها هنا أي حوادث حقيقية للصراع بين جنسيات مختلفة وثقافات مختلفة وديانات مختلفة، لقد أصبح التعايش جزءاً روتينياً من مجتمعنا.
ولفت إلى أن الذين يعيشون في هذا البلد سواء كانوا إماراتيين أو غيرهم، هم في الواقع محظوظون للغاية، لأنهم يعيشون في دولة الإمارات التي تشهد وئاماً مستمراً وسيظل كذلك في المستقبل.
 
 7 ملايين شخص زاروا جامع الشيخ زايد الكبير عام 2019
وفي إجابته عن سؤال سموّه بشأن أهم المواقف التي أثرت فيه خلال عمله في جامع الشيخ زايد، قال الدكتور يوسف العبيدلي، المدير العام لمركز جامع الشيخ زايد الكبير وصرح زايد المؤسس: إن المواقف والأحداث التي مر بها في الجامع كثيرة، وذكر مواقف توضح كيف أن دولة الإمارات أصبحت فعلاً، واحة التعايش، وكيف تميزت عبر هذا الجامع الذي يرمز إلى ثقافتنا ويرمز إلى ديننا واستطاع أن ينشر رسائل التسامح والتعايش. موضحاً أن الجامع استقبل خلال عام 2019 سبعة ملايين، منهم 85 % من خارج الدولة.
 وأشار إلى أن الجامع أسهم في ترسيخ مفهوم التسامح وأصبح منصة للتواصل بين مختلف البشر بغض النظر عن دياناتهم وثقافاتهم وجنسياتهم، فهذا الجامع وهذه الممارسات التي نعيشها على الواقع أرساها المؤسسون وعلى رأسهم الشيخ زايد، فالتعددية والانفتاح والتعايش هي مصدر القوة والازدهار ومصدر سعادة.
 المرأة ودورها في خدمة الأسرة والوطن
وفي مداخلة بشأن دور المرأة قال سموّ الشيخ عبد الله بن زايد، اليوم لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور ويزدهر دون أن يعطي للمرأة حقاً كاملاً، ويعطيها المجال المماثل في خدمة الأسرة الوطن والإنسانية فكيف ترين هذا الدور؟
 وأجابت الداعية مريم الزيدي، من الشؤون الإسلامية والأوقاف «هذا الشيء أعيشه في كل يوم في بلادي التي قامت بتجربة رائدة في تمكين المرأة في جميع المجالات، بدعم مباشرة من «أم الإمارات» سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ورعاية سموّها، حفظها الله، وبارك في عمرها».
وأضافت «من تجربة شخصية كوني امرأة، فقد فتح لي وطني كل مجالات الارتقاء والتعلم دون أي تميز بيني وبين أخي الرجل وهذا المعنى الصحيح والعملي لقول النبي صلى الله عليه وسلم» إنما النساء شقائق الرجال».
وأوضحت أن العلم الذي تتعلمه المرأة، يرتقي بالمجتمع عامةً، لأنها بعلمها سترتقي بتربيتها لأبنائها وتنشئتها للأجيال، وخلال مواجهة جائحة «كورونا» برز دور المرأة بوضوح، فهي طبيبة في خط الدفاع الأول، وهي المعلمة والموظفة والمسؤولة، فقد كانت ولا تزال تؤدي دورها بكفاءة واقتدار لحماية صحة أفراد المجتمع وسلامتهم، لأداء رسالتها السامية في هذا الوطن ولله الحمد، وبدعم القيادة الرشيدة ستظل المرأة دائماً القلب النابض في العطاء في للمجتمع والملهمة ولا شك لأجيال المستقبل.

1

 

1

 

1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"