المهم أن نستمر

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

تعتبر هذه الأيام الفضيلة التي نعيشها من شهر الخير، شهر رمضان، فرصة ثمينة لكل منا، خاصة إن أدركنا عمقها المتفرد بالفائدة، وأيضاً علمنا بخصالها النادرة، فضلاً عن الروحانية التي نعيشها.
هذه الأيام مختلفة تماماً عن باقي أيام العام، وهذا الاختلاف شامل وعام، تختلف أوقات الطعام التي تعودناها طوال العام، وتختلف طريقة حياتنا المعتادة، وأيضاً تختلف طرق الصلات الاجتماعية، وهذا يعني أن زياراتنا ولقاءاتنا جميعها تختلف وتحدث في هذا الشهر بنكهة تختلف عن باقي أيام العام. 
الحال نفسه ينطبق على الكيفية التي نمضي فيها هذا الوقت. إن رمضان فعلاً شهر التغير وشهر التبدلات، فهو يغير «رتم» المجتمع بأسره، وإن كانت جائحة «كورونا» أثرت في البعض من عادات رمضان، إلا أن الأثر الفردي بقي متوهجاً وحاضراً بقوة، لذا يصح القول أيضاً إن رمضان يغيرنا كأفراد، وهذا التغيير قد يستمر بعد رمضان في الإيجابية التي تعودها خلال ثلاثين يوم من هذا الشهر الفضيل.
 دون أن نشعر نكتسب كثيراً من العادات الجميلة والخلاقة، والأجمل أن ندرك هذه المكاسب ونتعود عليها، بات واضحاً أن رمضان ليس شهر صوم وإمساك عن الطعام والشراب، بل هو شهر روحاني يدفعك إلى الأعمال الإنسانية الصالحة، والأهم أنه يعلمك كيفية التصالح مع نفسك، كيف تدير حياتك وفق الحاجة والاكتفاء، البعض قد لا يفهم هذا المعنى لكننا خلال أيام رمضان نمارس كتطبيق كيف نكتفي بما نحتاج إليه من الطعام والشراب، وأيضاً نتجنب الكلمات المؤذية القاسية، فالصوم شامل في الطعام، وأيضاً صوم عن التعاملات الخاطئة، والممارسات غير الصحيحة، نصوم حتى عن التلفظ بالكلمات القاسية الجارحة التي تعودنا الصراخ بها ضد الآخرين.
 يثبت رمضان أنه ليس مجرد شهر عابر، بل هو بمثابة دورة أو ورشة مجتمعية لجميع الناس، خلالها يتعلمون المزيد عن قيم الحياة، يتعلمون المزيد من الإنسانية والمحبة والنقاء والإيثار والعطاء. أيام رمضان ثمينة، ويفترض استغلال كل لحظة منها، والأهم أن نحافظ على وهج أنفسنا وما اكتسبناه بعد رمضان، لنعيش بالقيم النقية ومحبة الناس، ومن هنا نكون في سعادة وراحة وأيضاً في تميز ونجاح.

[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"