عادي

تشاد تعلن مقتل إدريس ديبي في معركة.. وتعيين نجله رئيساً مؤقتاً

15:49 مساء
قراءة 4 دقائق
1
تشاد

تعهد الجيش التشادي أمس الثلاثاء، بتنظيم انتخابات «حرة وديمقراطية» بعد انتهاء «فترة انتقالية» مدتها 18 شهراً بقيادة مجلس عسكري يرأسه نجل الرئيس الراحل إدريس ديبي إيتنو الذي توفي خلال معركة ضد متمردين. وقال متحدث باسم الجيش التشادي إنه تم تعيين الجنرال محمد كاكا ابن الرئيس الراحل إدريس ديبي رئيساً مؤقتا للبلاد. 

وقال الناطق باسم الجيش الجنرال عزم برماندوا أغونا في إعلان وقعه الرجل القوي الجديد في النظام على التلفزيون الرسمي، إن «المجلس العسكري الانتقالي» برئاسة محمد إدريس ديبي (37 عاماً) يضمن «الاستقلال الوطني وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية ويضمن مرحلة انتقالية مدتها 18 شهراً» تجري بعدها «انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة»، مشيراً إلى فرض حظر تجول وإغلاق الحدود البرية والجوية للبلاد.

لقي الرئيس التشادي، الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاماً، حتفه أثناء تفقده للقوات على جبهة القتال مع المتمردين في الشمال. وأُعلنت وفاته غداة إعلانه فائزاً في انتخابات رئاسية كانت ستمنحه فترة سادسة في السلطة. وزار ديبي، الذي كان كثيراً ما ينضم لجنوده في ساحات القتال بزي التمويه العسكري، القوات على جبهة القتال الاثنين بعد أن تقدم متمردون متمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا مئات الكيلومترات باتجاه الجنوب صوب العاصمة نجامينا. وقال برمينداو «المارشال إدريس ديبي إيتنو تولى قيادة العمليات خلال قتال بطولي ضد إرهابيين من ليبيا، مثلما فعل في كل مرة تتعرض فيها مؤسسات الجمهورية لخطر داهم. أصيب خلال القتال وتوفي لدى نقله إلى نجامينا».

وتوعد المتمردون بالوصول إلى نجامينا ورفضوا «رفضاً قاطعاً» تشكيل المجلس العسكري الانتقالي برئاسة نجل إدريس ديبي على ما أفاد ناطق باسمهم. هاجم مقاتلو جبهة التغيير والوفاق في تشاد التي تتخذ من ليبيا مقراً لها نقطة حدودية يوم الانتخابات ثم تقدموا مئات الكيلومترات جنوباً عبر الدولة الشاسعة. لكن يبدو أن الجيش التشادي أبطأ تقدمها على بعد 300 كيلومتر من نجامينا. وأقر المتمردون الاثنين بأنهم تكبدوا خسائر يوم السبت لكنهم قالوا إنهم عادوا إلى التحرك يومي الأحد والاثنين.

وفي إطار ردود الفعل الدولية، شددت باريس على أهمية «الانتقال السلمي» للسلطة في تشاد حليفتها في منطقة الساحل بعد وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو الذي وصفته بأنه «صديق شجاع» على ما أعلن قصر الإليزيه. وتابع الإليزيه في رسالة التعزية أن باريس «تعرب عن تمسكها الثابت باستقرار تشاد ووحدة أراضيها».

وأضاف بيان الإليزيه أن فرنسا «تتقدم بالتعازي إلى عائلة الرئيس ديبي والشعب التشادي برمته. فقد فقدت تشاد رئيساً جهد دونما هوادة من أجل أمن البلاد واستقرار المنطقة على مدى ثلاثين عاماً. لقد فقدت فرنسا صديقاً شجاعاً». وتابع البيان أن فرنسا «تشدد على أهمية أن تتم المرحلة الانتقالية في ظروف سلمية وبروح من الحوار مع كل الأطراف السياسيين والمجتمع المدني والسماح بالعودة السريعة إلى حوكمة تشمل الجميع وتعتمد على المؤسسات المدنية».

وقدم البيت الأبيض «خالص التعازي» لشعب تشاد في وفاة الرئيس إدريس ديبي. وقال متحدث باسم البيت الأبيض في بيان «ندين أعمال العنف الأخيرة والخسائر في الأرواح في تشاد. نؤيد الانتقال السلمي للسلطة وفقاً للدستور التشادي». وأعلنت الولايات المتحدة، إغلاق قنصليتها في تشاد حتى إشعار آخر، بعد ساعات من مقتل الرئيس التشادي. وقالت السفارة الأمريكية في تشاد في بيان: «بعد وفاة الرئيس التشادي، وعدم الاستقرار المحتمل، طالبنا موظفينا بالبقاء في أماكن آمنة». وأضافت: «كما أغلقنا القنصلية في نجامينا حتى إشعار آخر».

كما نعى الاتحاد الإفريقي، الرئيس التشادي، لافتاً إلى أن رحيله «خسارة لتشاد وللقارة». وقال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، في تغريدة على «تويتر»: «تلقيت بحزن شديد نبأ وفاة المارشال إدريس ديبي إيتنو، رئيس جمهورية تشاد». وأضاف أن وفاة ديبي «تمثل خسارة كبيرة لتشاد وللقارة الإفريقية»، معرباً عن «تعازيه الحزينة إلى حكومة جمهورية تشاد وشعبها وأسرة الفقيد». بدوره، نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس التشادي الراحل، ووصفه ب«الزعيم الوطني والحكيم الذي قدم الكثير إلى شعبه وبلاده». (وكالات)

ديبي.. حليف استراتيجي للغرب

ولد الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي في عام 1952 بمدينة بفادة شرقي تشاد، وهو ابن أحد الرعاة من جماعة الزغاوة العرقية، وسلك الطريق التقليدية للوصول إلى السلطة من خلال الجيش، وتمتع بثقافة عسكرية. وانضم إلى الجيش في سبعينات القرن الماضي، وتلقى تدربياً عسكرياً في فرنسا ثم عاد إلى تشاد في عام 1978.

تسلم ديبي السلطة في عام 1990، عندما أطاح الرئيس الأسبق حسين حبري، وبحسب لجنة تحقيق تشادية فإن القمع خلّف 40 ألف قتيل في ظل نظام حبري الذي حكم عليه بالسجن المؤبد؛ لارتكابه جرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة إفريقية خاصة عام 2017. وشكل ديبي حليفاً استراتيجياً للغرب في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل خصوصاً جماعات «بوكو حرام» و«داعش» و«القاعدة». واعتبرت الدول الغربية ديبي حليفاً لها في الحرب ضد الجماعات المتطرفة.

أعلن ديبي نفسه رئيساً للبلاد في عام 1991، واستطاع الفوز في أول انتخابات رئاسية في البلاد عام 1996، بعد تأسيس نظام يهدف إلى التعددية الحزبية وصياغة دستور للبلاد. أعيد انتخابه رئيساً للبلاد في عام 2001، وأجرى تعديلات دستورية في عام 2005 أتاحت له فرصة الترشح لولاية رئاسية ثالثة.

وفاز في عام 2006 بولاية رئاسية ثالثة بالفعل، بعد حصوله على نسبة 77.5 في المئة من الأصوات.

يُعرف ديبي بأنه استراتيجي عسكري لامع. وكان قد تعهد خلال حملته الانتخابية الأخيرة بإحلال السلام والأمن في المنطقة، بيد أن تعهداته قوضتها هجمات المتمردون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"