عادي
تجاوز الإجراءات الاحترازية ليس بطولة

«كورونا»..عدو خفيّ يقوى بالتهاون ونشر العدوى

02:00 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

شدد أطباء على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية في شهر رمضان، فالتهاون سبب تفاقم انتشار فيروس «كورونا»، فقد شهدنا في أشهر سابقة، ارتفاعاً في أعداد الإصابات، وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على المؤسسات الصحية، التي لم تنل قسطاً من الراحة منذ بدء الجائحة، وتواصل عملها ليلاً ونهاراً، وفي أيام الإجازات من أجل تقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى.

التفاعل الإيجابي مع توجهات الدولة باتباع الإجراءات الاحترازية في شهر رمضان مسؤولية مجتمعية، فكلنا لدينا دور مهم نقوم به، للتصدي للوباء، وإيجابية الأفراد ستنعكس جيداً على الجميع في الدولة، بهدف حماية صحة المجتمع وسلامته، من الأفراد المتظاهرين باتباع الإجراءات الاحترازية، من دون وعي منهم، بأن تجاوزهم ليس انتصاراً على اللوائح المتبعة، لكنه هزيمة أمام العدو الخفي، بنشرهم العدوى.

أكدت الدكتورة إيناس عثمان، استشارية طب العائلة في المستشفى الأمريكي في دبي، أهمية دعم جهود الجهات الصحية في الدولة، لمنع تفشي الفيروس خلال شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر المبارك، بحيث نلتزم بالتباعد، ومنع اللقاءات الكبيرة والتجمعات المنزلية والزيارات، لتحقيق الصحة والسلامة للجميع، لا سيما بعدما حققت الإمارات كثيراً من الإنجازات في سبيل السيطرة على الوباء بشهادة المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.

وأشارت إلى أنه على الرغم من تخطي كثير من دول العالم، وعلى رأسها الإمارات، تحديات كثيرة سببتها الجائحة، لا سيما مع اقتراب عدد المطعمين في الدولة من عشرة ملايين، بمعدل توزيع اللقاح 91.05 جرعة لكل 100 شخص، إلا أن القلق لايزال قائماً مع انتشار السلالات الجديدة وعدم الوصول إلى المناعة الجماعية التامة في العالم، ما يتطلب عدم التهاون بالإرشادات الصحية، واحترام التعليمات والإجراءات الاحترازية التي حددتها الجهات الحكومية في الدولة.

ولفتت إلى أن الإجراءات بشأن أداء العبادات خلال شهر رمضان، كالصلاة وحملات الإفطار الجماعية، وإخراج الزكاة والعادات الاجتماعية كالزيارات والتجمعات، تأتي بهدف المحافظة على سلامة المجتمع، لذا فالالتزام وعدم التهاون واجب شرعي ووطني، يضمن السلامة ويقود إلى التعافي.

ودعت الجميع إلى أخذ اللقاح في أسرع وقت ممكن، للوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة التي ستقلل أعداد الحالات والسيطرة على الفيروس.

التباعد

أكد الدكتور غسان الددح، استشاري الطب الباطني في المستشفى السعودي الألماني عجمان، ضرورة تجنب التجمعات الأسرية والولائم، وإن كان لا بدّ، فلتكن بعدد محدود مع الالتزام بالتباعد، وارتداء الكمامات، والمحافظة على تهوية جيدة للمكان، ومن لديه أي أعراض أو خالط مصاباً، فعليه أن يعتذر عن عدم المشاركة، فالتهاون يعود بالضرر بالدرجة الأولى على المجتمعين، ثم المحيطين بهم.

وقال: رمضان شهر تجمع الأهل والأقارب، والزيارات وصلة الأرحام، ولقاءات الأصدقاء، والعبادات المشتركة التي يفترض عند أدائها الحرص على المحافظة والالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، كي لا نسارع وتيرة تفشي المرض، والانتقال السريع للعدوى.

الإصابة الصامتة

أكد د. محمد زيدان، أخصائي طب الأسرة، في مستشفى «إن إم سي»، الشارقة، ضرورة اتباع عدد من الإجراءات الاحترازية في رمضان، والابتعاد عن الاجتماعات في حال الشعور بأعراض المرض، والتباعد في المجالس، لتقليل احتمالية انتقال المرض، من شخص لديه إصابة صامتة، إلى آخر غير منيع للمرض، والتهوية المستمرة للغرف ومجالس الطعام، لقتل الفيروس على الأسطح المختلفة، بتعرضه للشمس أو الهواء الخارجي، والتباعد، كذلك، في مراكز التسوق، والابتعاد عن الأماكن السيئة التهوية، حيث نجد بعض الأماكن، وبمناسبة رمضان، تتراخى في التطهير والتقليل من عدد المسموح لهم بالحضور داخل المحال والمطاعم، وهذا يضع جميع الموجودين في خطر الإصابة.

ي

وقال إن أضرار التهاون ستكون غالباً بعد رمضان، وستكون على شكل ارتفاع في عدد الإصابات، وقيود السفر يمكن أن تزداد، وقد تأتي «كورونا»، لأشخاص بأعراض غير مألوفة، ولا يتبعون إجراءات العزل، بأنها أعراض لشيء آخر (مثل شرب سائل بارد ومثلج عند الإفطار) ولا ينتبهون إلى كون هذه الأعراض هي أعراض مبكرة للمرض. لذلك نوصي بالعزل التام عند حدوث أي أعراض لحين التيقن منها.

وأكد أن الزيارات العامة والاحتفالات الكبيرة من أكثر ما ينقل المرض، وقلما تجد تجمعاً فيه 100-200 شخص، ولا يوجد بينهم مصاب ب«كورونا»، وعدم الانتباه للأعراض الخفيفة مثل الزكام والصداع وألم الحلق الخفيف، ووضع تفاسير شخصية لهذه الأعراض (مثل التعرض للمكيف البارد) وعدم الفحص، وهذه الأعراض قد تكون فعلاً من شيء مختلف، ولكن هناك احتمالية بأن تكون إصابة كوفيد أيضاً، وثمة سلوكات خطأ تمارس بالذهاب للمسجد وللاجتماعات المختلفة، حتى مع وجود أعراض مرضية.

احترام البروتوكولات

وقال الدكتور أتول أوندكار، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أفيفو للرعاية الصحية»، إن رمضان هو الوقت المناسب للأسر للصلاة والصوم معاً، ولكن هذا العام، بسبب الوباء، علينا احترام بروتوكولات «كورونا» وحماية أحبائنا، وحظرت الحكومة الخيام الرمضانية والتجمعات الكبيرة للسحور ووجبة الإفطار هذه كلها أماكن لانتقال محتمل لCOVID-19. علينا أن نستمر في إحساسنا بالمسؤولية، ونتبع القواعد في المنزل وخارجه.

الأكثر عرضة للإصابة

أكد الدكتور بوبومورود كيلديورف، أخصائي طب الأسرة، في المستشفى الكندي التخصصي، أنه يجب تجنب تناول الوجبات الجماعية، وفي حال تناولها يجب المحافظة على مسافة تباعد. والالتزام بكل الإجراءات. ويفضل الابتعاد عن إقامة موائد الإفطار الجماعية، والأكثر عرضة للإصابة هم المسنون، وأصحاب الأمراض المزمنة، ويفضل أن يبقوا في منازلهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"